
في خطاب متشنج على صفحته الرسمية، نشر الرئيس التونسي الأسبق المقرب من الإخوان المنصف المرزوقي، الذي يعيش خارج البلاد منذ سنوات، تدوينة دعا فيها أنصاره إلى "المقاومة المدنية"، واعتبر أن الهتافات المطالبة بإسقاط النظام "هي الصرخة التي انتظرها".
ودعا في التدوينة إلى محاكمة الرئيس قيس سعيد ومن وصفهم بـ"المنقلبين"، في إشارة مباشرة لإجراءات 25 تموز / يوليو 2021 التي أطاحت بحكم الإخوان في تونس.
وقال في منشوره التحريضي: "اذكروا أن 100 ألف فقط أسقطوا نظام بن علي... هذه النسبة موجودة اليوم، فتحركوا"، فيما وصف مراقبون هذا الخطاب بأنه محاولة لركوب أي موجة غضب شعبي لتحويلها إلى حراك سياسي مضاد، يقوده من الظل.
في السياق، اعتبر المحلل السياسي عبد المجيد العدواني أن ما جاء على لسان المرزوقي يمثل تحريضًا صريحًا على التمرد ومحاولة انقلابية مكشوفة، مشيرا إلى أن المرزوقي، رغم انهيار شعبيته وتحالفه مع الإخوان، لا يزال يحاول إثارة الفوضى من الخارج.
وصف مراقبون هذا الخطاب بأنه محاولة لركوب أي موجة غضب شعبي لتحويلها إلى حراك سياسي مضاد يقوده من الظل
وقال العدواني لموقع "العين الإخبارية"، إن "هذه الدعوات تندرج ضمن استراتيجية إخوانية يائسة لتحريك الشارع بعد الفشل السياسي الذريع الذي مُنيت به الحركة وحلفائها خلال العقد الماضي"، وأضاف أن دعوة المرزوقي هي "رقصة ديك مذبوح" في وقت يحظى فيه الرئيس قيس سعيد بدعم شعبي واسع يتجاوز 70%.
وشدد العدواني على أن المرزوقي لم يكن يومًا رئيسًا منتخبًا مباشرة من الشعب، بل جاء إلى الحكم في 2012 بموجب توافق سياسي داخل المجلس الوطني التأسيسي، وهو ما يفسر سقوطه المدوي في أول اختبار انتخابي مباشر سنة 2014، ثم خروجه من السباق مبكرًا في انتخابات 2019، ما يؤكد ضعف شعبيته وفقدانه للشرعية الشعبية.
وأضاف أن حديث المرزوقي عن الثورة والمقاومة لا يقنع الشارع التونسي الذي يحمّله، إلى جانب الإخوان، مسؤولية ما آل إليه وضع البلاد من تدهور اقتصادي وسياسي خلال عشرية ما بعد الثورة.
وقد سبق أن أُدين المرزوقي غيابيًا سنة 2021 بالسجن أربع سنوات، وسُحب منه جواز سفره الدبلوماسي، بعد اتهامه بالتحريض على الدولة في منابر إعلامية خارجية، خصوصًا في فرنسا، عقب إجراءات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية.