إيطاليا توقع اتفاقية "مهمة" مع الجزائر... ما علاقة روسيا؟

إيطاليا توقع اتفاقية "مهمة" مع الجزائر... ما علاقة روسيا؟


12/04/2022

مع اتجاه إيطاليا والدول الأوروبية للتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي، وقعت إيطاليا والجزائر أمس الإثنين اتفاقية وُصفت بـ"المهمّة" لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي لروما.

وفي بيان على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت شركة سوناطراك الجزائرية: إنّ الاتفاقية تم توقيعها بين الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار والرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية كلاوديو ديسكالزي في الجزائر، بحضور عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.

مع اتجاه أوروبا للتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي، وقعت إيطاليا والجزائر اتفاقية لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي لروما

ووفقاً للشركة الجزائرية، تهدف الاتفاقية إلى تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي، من خلال تضافر جهود سوناطراك وإيني، وزيادة حجم الغاز المصدّر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي (ترانسمد)، كما تسمح هذه الاتفاقية للشركتين بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشياً مع معطيات السوق، وذلك للعام 2022-2023، وفقاً للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار.

وعن الاتفاقية، قالت سوناطراك: إنّها تؤكد التعاون الوثيق بين الشركتين في مجال الاستكشاف وإنتاج المحروقات، وكذا في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين والوقود الحيوي، واحتجاز وتخزين واستخدام ثاني أكسيد الكربون. كما تؤكد رغبة الشريك الاستراتيجي إيني في مواصلة استثماراته مع سوناطراك وتعزيز تواجده في الجزائر.

وقد أمدّت سوناطراك إيطاليا بأكثر من (300) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على مدار "العشريتين الأخيرتين"، غير أنّ هذه الكمية تم الاتفاق على زيادتها أمس لتصل إلى (9) مليارات متر مكعب بحلول العام القادم وفي 2024.

وفي العام الماضي 2021، استوردت إيطاليا نحو (29) مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا، و(22.5) مليار متر مكعب من الجزائر، وفقاً لتصريحات نقلتها صحيفة "بوليتكو" عن وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي.

تم الاتفاق على زيادة الكمية أمس لتصل إلى (9) مليارات متر مكعب بحلول العام القادم وفي 2024

وروسيا مسؤولة عن حوالي 40% من الغاز الطبيعي الإيطالي، لكنّ هذا الاعتماد يُنظر إليه الآن على أنّه خطر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً لصحيفة "بوليتكو" التي رأت أنّه على الرغم من أنّ دراغي ملتزم بشدة بدور إيطاليا كحليف وثيق للولايات المتحدة الأمريكية في الناتو، فإنّ اعتماد روما طويل الأمد على روسيا في مجال النفط والغاز قد قيّد أيدي إيطاليا عندما يتعلق الأمر بالعقوبات الاقتصادية ضد الرئيس فلاديمير بوتين.

 مسارات بديلة

الحاجة المُرّة لإيجاد بدائل للغاز الروسي في أسرع وقت ممكن دفعت إيطاليا للجوء إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي قبل حلول الشتاء المقبل، فإلى جانب الجزائر، أعلن وكيل وزارة الخارجية الإيطالية مانليو دي ستيفانو أنّه مع الاتفاقيات الموقعة مع مصر والكونغو وأذربيجان وموزمبيق، تستطيع بلاده تأمين ثلثي الغاز الذي كانت تستورده من روسيا بحلول الشتاء المقبل، وفقاً لوكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وقال دي ستيفانو في تصريحات تلفزيونية: "أنا واثق من أنّه مع الاتفاقيات المبرمة سنكون قادرين على فصل أنفسنا عن الغاز الروسي بمقدار الثلثين بالفعل بحلول الشتاء المقبل."

ونقلت وكالة نوفا الإيطالية عن دراغي قوله خلال مؤتمر صحفي: إنّ "الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الجزائر اليوم- أمس الإثنين- تهدف لتقليل اعتماد إيطاليا على الغاز الروسي".

 عقبة جديدة

الزيادة التي تم الاتفاق عليها أمس في الجزائر لن يتم نقلها لإيطاليا بين يوم وليلة، وفقاً لأليساندرو لانزا، أستاذ سياسة الطاقة بجامعة لويس في روما، الذي قال لـ"بوليتكو": إنّ "الجزائر سوف تحتاج إلى استثمارات جديدة في البنية التحتية لزيادة الإنتاج، لأنّها لا تستطيع تحويل الغاز الذي ترسله حالياً إلى إسبانيا"، مضيفاً: "الغاز الطبيعي ليس مجرد صنبور يمكنك فتحه." وقدّر أنّ الأمر سيستغرق من (12 إلى 18) شهراً لتعزيز الإنتاج.

وبينما تعمل إيطاليا على تعزيز العلاقات مع الجزائر، فإنّ العلاقات مع إسبانيا، المشتري الرئيسي الآخر للغاز الجزائري، في حالة "جمود شديد"، على حدّ وصف "بوليتكو".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية