إلى ماذا توصلت المفاوضات الليبية بالمغرب؟

إلى ماذا توصلت المفاوضات الليبية بالمغرب؟


09/09/2020

توصلت المحادثات التي جرت في المغرب بين وفدي مجلسي النواب الليبي والدولة إلى اتفاق على ضرورة إيجاد "تسوية سياسية شاملة".

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن بيان مشترك في ختام الاجتماعات أنّ "النقاشات تمخّضت عن تفاهمات مهمّة تتضمن وضع معايير واضحة تهدف للقضاء على الفساد وإهدار المال العام وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي".

وجاء في البيان الذي تلاه ممثل "المجلس الأعلى للدولة" الليبي محمد خليفة نجم: إنّ الحوار السياسي الليبي يسير بشكل "إيجابي وبنّاء"، وقد حقّق "تفاهمات مهمّة".

 

المحادثات الليبية تمخّضت عن تفاهمات مهمّة تتضمن وضع معايير للقضاء على الفساد وإهدار المال العام وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي

وتابع البيان: إنّ "الجميع يأمل في تحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها أن تمهّد الطريق لإتمام عملية التسوية السياسية الشاملة في كامل ربوع الوطن".

وقال رئيس وفد "مجلس الدولة" عبد السلام الصفراوي أول من أمس: إنّ جلسات الحوار بمدينة بوزنيقة الواقعة جنوب العاصمة المغربية الرباط تتمحور حول التعيينات في مناصب عليا في مؤسسات ليبية أساسية.

وقد سادت خلافات أثناء الحوار تتعلق بتعيين محافظ المصرف المركزي الليبي، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط، وقائد القوات المسلّحة.

وقد جمع "الحوار الليبي" وفدين يضمّ كلّ منهما 5 نوّاب من "المجلس الأعلى للدولة" في ليبيا، ومجلس النواب الداعم للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

من جهته، قال متحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "نحن على ثقة بأنّ مبادرة المغرب الأخيرة سيكون لها وقع إيجابي على تسهيل الأمم المتحدة للحوار السياسي الليبي".

وفي سياق متصل، اشترط الجيش الليبي وقف نقل المرتزقة من تركيا وسوريا إلى ليبيا، رافضاً نزع السلاح في سرت والجفرة بوجود الأتراك، ضمن أيّ مبادرة أو مقترح للحل.

الجيش يتحفظ على أيّ مسار سياسي لحلّ الأزمة الليبية لا تأخذ مخرجاته بعين الاعتبار تفكيك الميليشيات المسلحة وإخراج المرتزقة والأتراك

في التفاصيل، أعلن مسؤول عسكري بالقيادة العامة للجيش الليبي أنّ الجيش يتحفظ على أيّ مسار سياسي لحلّ الأزمة الليبية لا تأخذ مخرجاته أو تفاهماته بعين الاعتبار تفكيك الميليشيات المسلحة وإخراج المرتزقة والأتراك من البلاد.

وأوضح اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش، في تصريح لـ "العربية": أنّ المشكلة ليست في إمضاء الاتفاقيات وإنما في تنفيذ بنودها، مشيراً إلى أنّ هناك عدة اتفاقيات تمّ التلاعب بأساسياتها، من ضمنها اتفاق الصخيرات، فلم يتمّ تفكيك الميليشيات المسلحة ونزع أسلحتها، وهي التي تمنع الاستقرار والأمن وإقامة المؤسسات، مؤكداً أنّ حجم المشكلة الليبية زاد اليوم بالمرتزقة الأجانب والغزاة الأتراك، وعقد اتفاقيات بيع الوطن والتفريط في سيادته من قواعد عسكرية وموانئ بحرية.

وقد أتى ذلك ردّاً على تصاعد وتيرة الحراك السياسي والمباحثات بين الأطراف المعنية بالأزمة الليبية في محاولة للوصول إلى تفاهمات حول النقاط الخلافية بين الفرقاء الليبيين في الغرب والشرق، حيث تستمرّ جلسات الحوار بين وفدي المجلس الأعلى للدولة والبرلمان الليبي في مدينة بوزنيقة المغربية، وسط تكتم شديد حيال نتائجها، وحديث عن خلافات حول اقتسام المناصب السيادية والتوزيع الجغرافي والمؤسساتي على أقاليم البلاد، كما وصل وفد ليبي إلى مصر لطرح اقتراح جديد حول سرت وتثبيت وقف النار.

يشار إلى أنه في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات الليبية في المغرب بين أعضاء في البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة، أفادت معلومات بتوجه وفد ليبي إلى القاهرة اليوم، يضم أعضاء في البرلمان والمجلس الأعلى للدولة وعسكريين، حاملين مبادرة للفصل بين الجانبين حول مدينة سرت.

كما تشمل تلك المبادرة تجميد التوسع في جلسات الحوار السياسي في الفترة الحالية، والتركيز على إجراء انتخابات في كانون الأول (ديسمبر) 2021 بإشراف عربي وأفريقي ودولي، بالإضافة إلى تسريع المفاوضات الاقتصادية وآلية توزيع إيرادات النفط مع ضمان إعادة فتح تصدير النفط.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية