إكسبو 2020.. العالم في ضيافة سيدة المدن

إكسبو 2020.. العالم في ضيافة سيدة المدن


30/09/2021

بشار باغ

منذ تقدمها رسمياً في نوفمبر 2011 بطلب استضافة معرض إكسبو الدولي 2020، وعدت الإمارات العالم بتنظيم دورة لن تنسى، وعملت على تكريس خبراتها وطاقاتها وعلاقاتها الدولية الواسعة من أجل جمع الدول والشعوب معاً لتحقيق طموحها من استضافة الحدث والمتمثل في شعاره الرئيسي «تواصل العقول وصنع المستقبل».

أدرك العالم منذ التقدم بطلب الاستضافة أن منافسة دبي «دانة الدنيا» على الاستضافة ستكون أمراً شاقاً ومرهقاً، كيف لا وهي لا ترضى إلا بالتميز، وبصنع كل ما هو استثنائي، بفضل رؤية قائد الإنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وبالفعل، برز التميز خلال مرحلة المنافسة من خلال الزخم الهائل الذي بنته دبي محلياً ودولياً حول خططها لاستضافة الحدث، وتسليط الضوء على المقومات المتكاملة التي تتمتع بها الإمارات، والتي ترسخ مكانتها كالوجهة الأمثل لتنظيم واستضافة أول معرض إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.

بصمة خالدة

وبعد الفوز المستحق بالاستضافة، أثبتت الجهود الجبارة التي بذلتها دبي على كافة المستويات أن بصمة الإمارات على معارض إكسبو الدولية ستكون خالدة، وبالفعل، فلأول مرة في تاريخ إكسبو الدولي، سيكون لكل دولة، من 192 دولة مشاركة، جناحها المستقل في إكسبو دبي، ولأول مرة ستكون أجنحة الدول موزعة وفقاً لاختياراتها من بين الموضوعات الفرعية للحدث وليس حسب الموقع الجغرافي لكل دولة.

إبداع متجدد

أصرت دبي على تنظيم حدث يشبهها تماماً من حيث التنوع والانفتاح والشمولية وعناصر الإبهار والإبداع والتجديد المستمر، بحيث سيفاجأ زائر «إكسبو 2020 دبي» كل يوم بالجديد والمبتكر، فتجاوزت دبي كعادتها المعايير العالمية، واعتمدت على معاييرها الخاصة، والتي باتت نموذجاً يحتذى به في تنظيم الأحداث العالمية الكبرى.

وعد ثم إبهار

وكعادتها دائماً، تجسد الإمارات الوعود أفعالاً، إذ وعدت فأوفت فأبهرت، حتى قبل أن يفتتح الحدث أبوابه، فبات «إكسبو 2020 دبي» خلال الفترة الماضية محط حديث العالم، وكان الانبهار بحجم الإنجاز، على كافة المستويات، الانطباع الأول لكل من زار وشارك في فعاليات الحدث قبيل انطلاقته.

مسيرة الفوز

بدأت مسيرة الإمارات الطموحة نحو تنظيم معرض إكسبو الدولي في نوفمبر 2011 حيث تقدمت الإمارات بطلب رسمي لـ«المكتب الدولي للمعارض» في باريس لاستضافة «إكسبو 2020» ودخلت في حلبة المتنافسين على الاستضافة التي تضمنت آنذاك أيوتايا (تايلاند)، وإيكاترينبرغ (روسيا)، وإزمير (تركيا)، وساو باولو (البرازيل).

وفي فبراير من 2010 أطلقت الدولة حملتها الخاصة باستضافة الحدث في دبي، وسلطت هذه الحملة الضوء على المزايا التي تجعل من دبي المكان الأمثل لاستضافة هذا الحدث العالمي الضخم، الذي يقام مرة كل خمس سنوات.

وفي ديسمبر 2012 كشفت الإمارات عن المخطط الرئيسي لموقع استضافة الحدث، وشكل يوم الأربعاء 27 فبراير 2013 لحظة لن تُمحى من ذاكرة مجتمع الإمارات مواطنين ومقيمين، إذ عمت الفرحة الغامرة الجميع بإعلان فوز دولة الإمارات باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في مدينة دبي، وذلك بناءً على نتيجة التصويت الذي جرت في ذلك اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس.

وفازت دبي بعد 3 جولات من التصويت شارك فيها 168 دولة، وحصلت دبي على المركز الأول في الجولة الأولى برصيد 77 صوتاً، كما حصلت على المركز الأول في الجولة الثانية من التصويت برصيد 87 صوتاً، وأخيراً حصلت في الثالثة على 116 صوتاً.

ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلة ملؤها الشغف والطموح، مدعومةً بالتخطيط الشامل والاعتناء بأدق التفاصيل.

همّة إماراتية

ومنذ اليوم الأول بعد إعلان الفوز بالاستضافة، بدأت ورشة عمل ضخمة بهمة إماراتية تحضيراً للحدث بإشراف من اللجنة العليا اللجنة العليا لـ«إكسبو 2020 دبي» التي يرأسها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة.

وفي 26 يونيو 2014، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتعيين معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، عـضواً منتدباً في اللجنة العليا لـ«إكسبو 2020 دبي»، وإنشاء مكتب خاص للإكسبو وتعيين معاليها مديراً عاماً للمكتب.

وباشر فريق العمل وضع خطط متكاملة لإكسبو 2020، وفي نوفمبر 2015، تسلم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، علم المعرض العالمي «إكسبو» لدورة دبي 2020، وذلك في ختام معرض إكسبو ميلانو 2015.

وفي 25 من الشهر ذاته توجت دبي رسمياً بلقب المدينة المُضيفة لإكسبو 2020، وذلك خلال حضور اللجنة العليا لـ«إكسبو 2020 دبي» أعمال الدورة الـ158 للجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس.

تاريخ نحو المستقبل

انطلقت الأعمال الأولى للإنشاءات في موقع الحدث خلال سبتمبر من عام 2015، وبدأ العمل ضمن ثلاثة جوانب رئيسة وهي الإنشاء وتحضير أرض الحدث، إضافة إلى المبادرات والهيئات المؤسسية التي تسهم في المنصة التعاونية والشراكات التجارية والمبادرات التعاونية والمشاركين.

وفي مارس 2016، كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عن الشعار الرسمي لـ«إكسبو 2020 دبي»، وقد تم استيحاء تصميم الشعار الجديد من مشغولات مصنع أثري للذهب اكتشفه سموه في عام 2002 في منطقة المرموم، وأُطلق عليه اسم «صاروج الحديد»، والشعار عبارة عن تجميع لأنماط من نقوش ومشغولات ذهبية أبدعتها حضارة إماراتية قبل 4000 عام، ونسجت خيوط تواصلها مع حضارة دلمون والفراعنة والرافدين إلى حضارة ما وراء النهرين والسند والهند.

وفي 26 سبتمبر 2016، دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأعمال الإنشائية في موقع إكسبو دبي لتنطلق بذلك مسيرة بناء مدينة المستقبل التي ستحتضن الحدث الأروع في العالم.

وتم الكشف في سبتمبر 2017 عن تصميم منطقة «دستركت 2020»، المجتمع الحضري المتكامل الذي سيشكل جزءاً محورياً من إرث إكسبو بعد إسدال الستار على فعالياته، وستشكل المنطقة قلب مجتمع متكامل عالمي المستوى، يدعم ويسرّع عجلة التنمية في الإمارة، وستكون محركاً اقتصادياً طويل الأمد للإمارات وحاضنة للمبتكرين والرواد المبدعين ومركزاً جاذباً للاستثمار وخلق الفرص.

وفي يونيو 2019، أنهى «إكسبو 2020 دبي» بناء مناطق الموضوعات الثلاثة لينجز بذلك أكبر مشروع إنشائي في الموقع وفق معايير عالمية، ولتصبح بذلك مناطق الاستدامة والتنقل والفرص مستعدة لاستقبال التجهيزات اللازمة لاستضافة الحدث الدولي.

وبحلول يناير 2020 افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ساحة الوصل، القلب النابض لموقع «إكسبو 2020 دبي».

التحديات فرص

استمر العمل وفق الجدول الزمني المحدد لافتتاح «إكسبو 2020 دبي» في موعده الأصلي، لكن جائحة «كوفيد 19» غيرت وجه العالم وفرضت تحديات غير مسبوقة على جميع الدول، وباتت القيود على التجمعات البشرية وعلى حركة السياحة والسفر حول العالم واقعاً جديداً لا مفر منه من انتشار الفيروس المستجد، لذا كان القرار الأمثل باقتراح تأجيل موعد الحدث، لذا تقدمت حكومة الإمارات مطلع أبريل من العام 2020 إلى المكتب الدولي للمعارض بطلب تأجيل إكسبو بناءً على طلب الدول المشاركة، نتيجة الظروف التي فرضتها الجائحة على العالم، وفي ظل دعم اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض من خلال تصويت أعضائها لصالح القرار، نال مقترح التأجيل الأغلبية المطلوبة وهي ثلثا أصوات الدول الأعضاء في المكتب، واستمرت عملية التصويت حتى 29 مايو وهو اليوم الذي أقرت به الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض رسمياً تأجيل «إكسبو» لسنة.

ليؤكد العالم ثقته الراسخة بدولة الإمارات من خلال الإجماع الذي حظي به قرار التأجيل ليقام في موعده الجديد من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، ما سيسمح لجميع المشاركين بتجاوز تبعات جائحة «كوفيد 19»، وأصرت دبي على تحويل التحديات مرة أخرى إلى فرص وتاريخها يشهد على ذلك.

وبعد قرار التأجيل، بات العالم يتطلع إلى الانتصار على الجائحة وتجاوز التحديات الجسيمة التي فرضتها على الجميع خلال العام المقبل، واتجهت الأنظار إلى الإمارات للاحتفال في «إكسبو دبي» بفتح صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية عنوانها التعاون البناء لمستقبل أفضل للإنسانية، بوصفه فرصة حيوية لالتقاء المجتمع العالمي بروح مفعمة بالتفاؤل وبارقة أمل للبشرية.

بوصلة

ويشكل «إكسبو» بوصلة ستوجه ملامح عالم جديد لما بعد «كوفيد 19»، وسيكون الحدث، نافذة على مستقبل كافة القطاعات الحيوية بما يواكب المستجدات الراهنة، ويساعد على وضع خارطة طريق لمواجهة أية أزمات قد يشهدها العالم مستقبلاً من خلال إلهام حلول جديدة ومشوّقة لتحديات العالم الأكثر إلحاحاً.

عن "البيان" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية