إخوان المغرب يحاولون العودة إلى المشهد.. بنكيران يمهد لتنسيق حزبي في انتخابات 2026

في محاولة للتقرب من حزب الاستقلال المشارك في حكومة أخنوش، أجرى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران اتصالا هاتفيا بالأمين العام للحزب “علال الفاسي” مهنئا إياه بمناسبة مصادقة المجلس الوطني على اللجنة التنفيذية.

وكشف الموقع الرسمي لحزب “البيجيدي” أن “ابن كيران قام بمهاتفة بركة لتهنئته بهذه الخطوة التي وصفها بالهامة، متمنيا لحزب علال الفاسي، مسارا سياسيا إيجابيا يسهم في الاستجابة للتحديات الكبيرة التي تواجه بلادنا والمواطنين”، بحسب ما تناقلته مواقع مغربية.

ورغم أن بنكيران كان قد هنأ نزار بركة فور صعوده للأمانة العامة لحزب الاستقلال قبل 5 أشهر، إلا أنه أعاد الكرّة ليهنئه بمناسبة انتخاب اللجنة التنفيذية، في محاولة منه لتعبيد “طريق التواصل” بينهما في أفق اقتراب موعد الانتخابات التشريعية 2026 التي تُنسج فيها اصطفافات تفرضها الخارطة السياسية والانتخابية.

اعتبر محللون أن بنكيران فشل في العودة إلى خطة اللعب على القضايا الاحتجاجية من طرف المعلمين والأطباء والمحامين والطلاب

وتأتي هذه التهنئة أيضا تزامنا مع الانتقادات التي وجهها بركة للحكومة بطريقة غير مباشرة في دورة المجلس الوطني تجاوزت روح التحالف الحكومي، ما طرح أكثر من علامة استفهام عن أسباب الهجوم على الحكومة في دورة المجلس الوطني التي صادقت على أعضاء اللجنة التنفيذية.

وكان بنكيران قد خسر الانتخابات الجزئية التي اُجريت أواخر أيلول / سبتمبر الماضي في دائرة المحيط بالرباط، المعروفة بـ”دائرة الموت”، واعتبر محللون أن "بنكيران فشل في العودة إلى خطة اللعب على القضايا الاحتجاجية من طرف المعلمين والأطباء والمحامين والطلاب، إلى جانب مواضيع الغلاء والصعوبات التي رافقت الحكومة الحالية، كما اعتمد العزف على القضايا الخلافية أو المحظورة وقضايا الحريات الفردية، للعودة إلى الكتلة الناخبة الحاضنة له تاريخيًا في هذه المنطقة".

وأثناء الحملة الانتخابية حاول حزب العدالة والتنمية صنع دراما سياسية بهدف إزاحة مرشح الحزب الحاكم في دائرة سبق وأن خسر فيها الأمين العام السابق سعدالدين العثماني، لكن الناخب المغربي في الدائرة الانتخابية لم يتجاوب وأبقى المقعد بيد مرشح الحزب الحاكم البديل.
وحاول العدالة والتنمية بقيادة بنكيران، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية"، العودة إلى المشهد السياسي عبر الانتخابات الجزئية التي فشل في النجاح في أي منها وآخرها دائرة المحيط بالعاصمة الرباط، بعد فقدان الحزب صدارة المشهد عقب انتخابات 8 سبتمبر 2021، بعد ولايتين متتاليتين، ليقتصر رصيده داخل مجلس النواب على 13 نائبا، بعدما كان القوة الأبرز خلال الولاية السابقة بـ125 نائبا.