
حذر أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة الكويت محمد الوهيب من التفاف القوى السياسية والتيارات الدينية على قرار الإدارة الجامعية الكويتية بإيقاف الانتخابات الطلابية، التي انحرفت عن مسارها ورسالتها وشوهت الديمقراطية من خلال ممارسات فئوية بغيضة كادت أن تنال من النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.
واتهم الوهيب في حوار مع صحيفة "النهار" الكويتية جماعة الإخوان المسلمين بالاستحواذ واختطاف الحركة الطلابية منذ حوالي 45 سنة، منتهجة في سبيل ذلك سلوكيات وممارسات غير أخلاقية، ولا دينية، وتشذ عن القيم الوطنية، ومن دون مراعاة للوائح والقوانين.
وأوضح أن جماعة الإخوان كانت تدير الحركة الطلابية وتتحكم وتستحوذ على مخرجات الانتخابات الطلابية، ولكن معظمنا يتجنب التصريح بذلك تجنبا لبطش هذه الجماعة التي تشيطن وترجم كل من يختلف معها في الرأي، ولكن هذه هي الحقيقة التي تعلمها الإدارة الجامعية والقوى السياسية وكل من له علاقة بالشأن التعليمي في الكويت، طلابا وأساتذة.
الوهيب: معظمنا يتجنب التصريح بذلك تجنبا لبطش هذه الجماعة التي تشيطن وترجم كل من يختلف معها في الرأي
الوهيب قال في الحوار إن عقلية الإخوان الاستحواذية هذه هي في الواقع عقلية الغيتو ghetto وهي الأحياء النائية التي كان يسكنها اليهود في أوروبا خوفا من البطش، ولأنهم يشعرون بالتهديد دائما تجدهم ينغلقون على أنفسهم ويحاولون الحصول على أكبر قدر من المنافع متى ما سنحت الفرصة، حتى لو كان ذلك يعني كسر اللوائح والقوانين.
لكنه لفت إلى أن الإخوان في الكويت ليسوا مهددين على الإطلاق، ولكن هذه العقلية تتملكهم من خلال شكل تنشئتهم المشوهة في الأسر والكتائب الإخوانية. الهدف شبه المعلن للإخوان هو السيطرة على الجامعة بكل مرافقها ومناصبها، وإقصاء ورجم كل من يختلف معهم، ولا يمنعهم من ذلك أي تعاليم أخلاقية أو دينية.
كما وصف الأستاذ الجامعي الإخوان بالتنظيم الخبيث، لأنهم في الواقع قاموا ببناء نجاحهم الانتخابي على أسس فئوية وقبلية. مثلا، اتحاد الطلبة يقوم كل عام بسحب كشوف الطلبة المقبولين في كل الكليات، ثم يأتي بالمنسقين وممثلي القبائل التابعين له في هذه الكليات لفرز هؤلاء الطلبة على أساس قبلي في محاولة لحشد كل أصوات أبناء القبيلة لمرشحيهم.
واعتبر أن العملية ليست خيارا حرا على الإطلاق بل إجبار على الالتزام بخيار القبيلة، ويحدث أحيانا أن يتمتع أحد الطلبة ببعض الوعي ويعلن رفضه لهذه الممارسات، فيتم استبعاده والتشهير به والضغط على قبيلته للتبرؤ منه بسبب هذا الفعل حتى يعلن اعتذاره وعودته تائبا، وهذه أحداث موثقة وموجودة.
إلى ذلك شدد الوهيب على ضرورة مراقبة الجمعيات الخيرية، لأن بعض هذه الجمعيات ورط الدولة في قضايا عابرة للحدود ومنها شبهات تمويل الإرهاب وغيرها، وهذه الجمعيات يجب أن تمر معاملاتها المالية عبر القنوات البنكية لإمكانية مراقبة مصادر التمويل والصرف.