أين وصلت المفاوضات مع إيران؟ وكيف سيوثر الاتفاق النووي في سوق النفط؟

أين وصلت المفاوضات مع إيران؟ وكيف سيوثر الاتفاق النووي في سوق النفط؟


17/08/2022

يدرس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الرد الإيراني على ما يوصف بالمقترح "النهائي" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، بعد أن دعت طهران واشنطن إلى إبداء المرونة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إنّ الولايات المتحدة تشارك الاتحاد الأوروبي آراءه حول الردّ الإيراني الذي تلقته من الاتحاد.

وبدورها، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للصحفيين في بروكسيل، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي": "في الوقت الراهن نقوم بدراسته (الرد الإيراني)، ونتشاور مع المشاركين الآخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة ومع الولايات المتحدة حول الطريق المناسبة للمضي قُدماً، وقد امتنعت عن تقديم جدول زمني لأيّ رد فعل من جانب الاتحاد الأوروبي.

هذا، وكشف مصدر دبلوماسي إقليمي مطلع، في تصريحات لشبكة "سي ان ان"، أنّ طهران تطالب بأن يتم تعويضها إذا انسحب أيّ رئيس أمريكي مستقبلي من الاتفاق.

وقال المصدر الدبلوماسي: إنّ "القضية الرئيسية التي تواجه إحياء الاتفاق هي الضمانات المطلوبة من الجانب الإيراني، والتي تضمن تعويض إيران في حال قررت الإدارات الأمريكية في المستقبل الانسحاب مرة أخرى من الصفقة".

وأضاف الدبلوماسي: "لم يتم طرح حل حقيقي"، وتابع بالقول: إنّ "الاتحاد الأوروبي وقطر يبحثان القضية حالياً مع الجانبين".

محمد ماراندي: يمكن للأمريكيين الانسحاب من الاتفاق، لكن إذا غادروا، أو انتهكوا الصفقة، فعليهم دفع الثمن

وفي السياق ذاته، أكد مستشار فريق التفاوض الإيراني في فيينا محمد ماراندي، في تصريح صحفي أوردته وكالة "إرنا"، أنّ إيران تبحث عن ضمانات بأنّه إذا انسحبت أيّ إدارة أمريكية مستقبلية من الاتفاق، فسوف يتعين على الولايات المتحدة "دفع الثمن"، وقال: "يمكن للأمريكيين الانسحاب من الاتفاق، النقطة المهمة هي أنّه إذا غادروا، أو انتهكوا الصفقة، فعليهم دفع الثمن".

من جهته، أعلن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنّه "لن يتم التراجع عن خطوط إيران الحمراء بمعزل عن الوصول إلى اتفاق بشأن النووي من عدمه"، مشيراً إلى أنّ المقترح الأوروبي في المفاوضات لم يُعطِ إجابة واضحة.

 

الاتحاد الأوروبي: نقوم بدراسة (الرد الإيراني)، ونتشاور مع المشاركين الآخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة، ومع الولايات المتحدة للمضي قُدماً

 

وكان المندوب الروسي إلى محادثات فيينا قد أشار إلى أنّ إيران أكدت استعدادها لعقد اتفاق، شرط الموافقة على (3) مطالب، دون تسميتها.

وفي تصريح صحفي نقلته وكالة "سبوتنيك"، فإنّ المطالب الـ3 هي: إغلاق ملف التجاوزات التي حدثت في المنشآت النووية، ورفع العقوبات عن إيران، وتقديم ضمانات في حال انسحب رؤوساء أمريكيون في المستقبل من الاتفاق النووي.

وفي الإطار ذاته، نقلت "إيران إنترناشيونال" عن مصادر قولها: إنّ إيران قبلت على ما يبدو الحل المقترح للمسائل العالقة بخصوص اتفاق الضمانات، لكنّها ما زالت مصرة على الحصول على ضمانات اقتصادية.

 

مصدر دبلوماسي: طهران تطالب بأن يتمّ تعويضها، إذا انسحب أيّ رئيس أمريكي مستقبلي من الاتفاق

 

من جانبها، حذّرت صحيفة "كيهان"، المقرّبة من المرشد، الدبلوماسية الإيرانية من قبول "الاتفاق دون الحصول على ضمانات، ودون إلغاء العقوبات".

هذا، وأفادت تقارير بأنّ إيران أثارت في ردّها قضايا جاءت في المقترح الأوروبي، لكنّها "قدّمت أفكاراً ومبادرات" لمعالجتها.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أشار قبل ساعات من تقديم إيران لردها، إلى أنّ هناك (3) قضايا عالقة، وأوضح أنّ الولايات المتحدة وافقت "شفهياً" على مطلبين لإيران في محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

علي شمخاني: لن يتم التراجع عن خطوط إيران الحمراء بمعزل عن الوصول إلى اتفاق بشأن النووي من عدمه

ولم يخض في التفاصيل، لكنّ مراقبين يعتقدون أنّ إحدى القضايا تتعلق بتحقيق أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار يورانيوم عثر عليها في (3) مواقع قديمة، وغير معلنة في إيران.

وتقول الوكالة: إنّ إيران لم تكن متعاونة، وتريد أن يغفل التحقيق بقية الأمور.

وتقول مصادر غربية: إنّ ردّ طهران لم يذكر مسألة ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ممّا يشير إلى أنّ مخاوف إيران ربما تمّت معالجتها بشكل ما، أمّا النقطة الشائكة الأخرى، فتتعلق بضمانات للحفاظ على الاتفاق، بحسب وزير الخارجية الإيراني، الذي قال: إنّ الولايات المتحدة لم تُعلق عليها. وقالت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الثلاثاء: إنّ مسودة الاتحاد الأوروبي "تفتقر إلى إجابات شفافة" على القضايا التي تثيرها إيران. وقالت وكالة إيرنا: إنّه "يمكن التوصل إلى اتفاق إذا كانت أمريكا براغماتية ومرنة".

 

المطالب الإيرانية الـ3 هي: إغلاق ملف التجاوزات التي حدثت في المنشآت النووية، ورفع العقوبات عن إيران، وتقديم ضمانات في حال انسحب أيّ طرف من الاتفاق

 

وأدت الآمال في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي لرفع العقوبات الأمريكية عن نفط إيران، التي تنتج (2.5) مليون برميل يومياً، إلى انخفاض بالأسعار في الأسواق العالمية، فقد انخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي بنحو 3%، لتغلق دون (90) دولاراً للبرميل،  وتوقعت شركة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية أنّه من غير المرجح أن تؤدي مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى نتائج على المدى القصير، وحتى إذا كان هناك اتفاق، فإنّ تدفق النفط الإيراني الفائض لن يدخل السوق العالمية حتى عام 2023.

ووفقاً لخبراء شركة "غولدمان ساكس"، ما تزال العقبات الرئيسية في المفاوضات قائمة، خاصة أنّ مطلب إيران بضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المحتمل هو مطلب ليس لدی الولايات المتحدة القدرة، ولا الرغبة في قبوله، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

 

غولدمان ساكس: من غير المرجح أن يؤدي الاتفاق مع إيران إلى نتائج على المدى القصير، فإنّ تدفق النفط الإيراني لن يدخل السوق العالمية حتى 2023

 

وأشار خبراء "غولدمان ساكس" إلى أنّ لدى إيران أيضاً "حوافز ضعيفة" للاتفاق؛ لأنّها تُصدّر حالياً مليون برميل من النفط يومياً، ومن ناحية أخرى، فهي تتقدّم في أهدافها النووية متوسطة المدى.

وتوقعت "غولدمان ساكس" أنّه إذا تمّ إحياء الاتفاق النووي، وعودة النفط الإيراني إلى السوق العالمية، فسيكون السعر المتوقع لبرميل نفط خام برنت في عام 2023 أقل بـ (5 إلى 10) دولارات من المستوى المتوقع عند (125) دولاراً.

وتجري مجموعة 5 +1 (وهي روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا) حالياً مفاوضات مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكله الأصلي منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي في فيينا.

 

مواضيع ذات صلة:

مفاوضات فيينا على سرير الموت: ما مصير نووي إيران؟

هل فقد الإيرانيون الرغبة في إحياء الاتفاق النووي؟

آفاق الدبلوماسية النووية في فيينا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية