ألاعيب أردوغان... وتشكيك يطغى على وعوده الانتخابية

ألاعيب أردوغان... وتشكيك يطغى على وعوده الانتخابية

ألاعيب أردوغان... وتشكيك يطغى على وعوده الانتخابية


04/05/2023

يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه في الوقت الراهن أنّ الأزمات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي اختبرها الأتراك خلال الأعوام الأخيرة يمكن أن تكون عائقاً أمام وصوله إلى سدة الحكم لفترة رئاسية جديدة، ممّا دفعه لتقديم إنجازات لشعبه، يمكن أن تكون هلامية، أملاً في الحصول على دعمهم في الانتخابات التي ستجري في 14 أيار (مايو) الجاري.  

وأعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم برنامجه الانتخابي في 11 نيسان (أبريل) الماضي، وخصص معظم بنوده الـ (11) للملفات الاقتصادية، وهو مؤشر على أنّ الوعود الاقتصادية ستكون البوصلة باتجاه الفوز بالانتخابات الرئاسية، وهو النهج والأسلوب الذي اتبعه أردوغان، وظهر جليّاً أمس، وفقاً لما نقله موقع "ترك برس".

وزعم أردوغان اكتشاف حقل نفطي بقدرة إنتاجية تصل إلى (100) ألف برميل يومياً، لافتاً إلى أنّ بلاده "بعد الآن ستصبح دولة مصدرة للطاقة"، على حدّ تعبيره.

وقال في كلمة نقلتها وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية: "أود أن أزف بشرى جديدة، لقد اكتشفنا حقلاً نفطياً بقدرة إنتاجية تصل إلى (100) ألف برميل يومياً في جودي غابار (منطقة جبلية في شرناق)... إطلاق اسم مدرّستنا الشهيدة آيبوكه يالجين التي قتلها تنظيم PKK بطريقة شنيعة على الحقل النفطي المكتشف في جبل غابار".

وتابع قائلاً: "بدأنا في إنتاج النفط من آبار صُبّ فوقها الإسمنت بادعاء عدم وجود نفط، ومن المناطق التي اضطررنا لمغادرتها بسبب الإرهاب"، لافتاً إلى أنّ تركيا "ستتمكن من رفع القدرة الإنتاجية إلى (100) ألف برميل نفط يومياً من خلال حفر (100) بئر بالمنطقة".

أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم برنامجه الانتخابي في 11 نيسان الماضي

وأضاف: "الحقل الذي يوجد فيه بئر آيبوكه يالجين-1 سينتج وحده أكثر من كافة آبار النفط في تركيا... والنفط المكتشف عالي الجودة، ويقع على بعد (20) كيلومتراً من قضاء جزرا بولاية شرناق..."، مؤكداً: "سنتخذ خطوة جديدة نحو اكتفاء بلادنا ذاتياً بالطاقة، مع إنتاج يصل إلى (180) ألف برميل نفط يومياً من حقل الشهيدة آيبوكه يالجين -1".

هذا، وشهدت الأعوام الأخيرة في تركيا الإعلان عن العديد من اكتشافات النفط والغاز، فيما بقيت عمليات الإنتاج مجهولة، ولا يعرف عنها أيّ شيء، حتى زعم الكثير من المراقبين أنّ الإعلانات التي يطلقها أردوغان في أوقات حساسة، ليست إلا دعاية انتخابية، في محاولة لاستمالة المواطنين ومنحهم الأمل بغدٍ أفضل، وفق ما نقل موقع (أحوال تركيا) في تحليل نشره قبل نحو شهرين.

أردوغان يزعم اكتشاف حقل نفطي بقدرة إنتاجية تصل إلى (100) ألف برميل يومياً، ويؤكد أنّ يلاده ستصبح دولة مصدرة للطاقة

ومن الوعود التي ساقها أردوغان أيضاً توفير غاز طبيعي مجاني للاستهلاك المنزلي يصل إلى (25) متراً مكعباً شهرياً لمدة عام لكافة المواطنين، احتفالاً باكتشافات جديدة للغاز في البحر الأسود، وفق ما نقل موقع "العربية"، وهذا لم يحدث، وبقي مجرّد وعود غير صادقة.

وضمن إنجازاته الهلامية سعى أردوغان لطمأنة المواطنين حول احتياطي العملات الصعبة في المصرف المركزي، وزعم في كلمة خلال مشاركته في اجتماع الجمعية العامة السابعة لنقابة الموظفين الحكوميين أنّ احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي يبلغ حالياً (122) مليار دولار، دون التطرق للعجز الذي بلغ في كانون الأول (ديسمبر) الماضي (5.9) مليارات دولار، وفقاً للأرقام التي نشرها البنك المركزي، والتي كانت أوسع قليلاً ممّا توقعه الاقتصاديون.

ودون التطرق أيضاً لرأس المال غير المعروف المصدر، والذي وصل إلى (24.2) مليار دولار في العام، وفق ما نقلت وكالة (بلومبيرغ).

أردوغان وعد بتوفير غاز طبيعي مجاني للاستهلاك المنزلي، يصل إلى (25) متراً مكعباً شهرياً لمدة عام لكافة المواطنين، وهذا لم يحدث

ومن الوعود أيضاً التي أطلقها أردوغان تحسين أوضاع المتقاعدين، ورفع مرتبات كل من يتقاضى أقل من (7500) ليرة تركية، بعد الانتخابات المقبلة.

لكن وحسبما نقل "موقع 21"، فإنّ الوعود بما يتعلق برفع المرتبات لمن يتقاضون دون (7500) ليرة تركية كانت من عدة أشهر، إلّا أنّها طبقت على عدد محدود من الشريحة، لهذا أعاد أردوغان إحياء الوعد، محاولاً استغلاله في الانتخابات المقبلة.

وفي سياق وعود أردوغان الانتخابية، كشف في كلمة ألقاها أول من أمس، خلال مشاركته في حفل "قرن المستقبل" للتعريف ببعض منتجات الصناعات الدفاعية التركية، في العاصمة التركية أنقرة، عن اسم المقاتلة التركية الوطنية محلية الصنع (قاآن)، لتدخل تركيا بذلك نادي إنتاج الطائرات الحربية من الجيل الخامس.

وقال أردوغان، وفق ما أوردت وكالة الأناضول: "نعيش يوماً مشهوداً في تاريخ الدفاع والطيران التركي"، مضيفاً: "لا، ولن نترك متنفساً لأيّ من التنظيمات الإرهابية الدموية".

ونقلت مصادر خاصة لـ "حفريات" أنّ الطائرة (قاآن) في طور الاختبارات، وأنّها بحاجة لأعوام طويلة قبل بدء مرحلة التصنيع والإنتاج، مؤكدين ظهور الكثير من العيوب والأخطاء في النسخة الأولية للطائرة.

أردوغان يحاول طمأنة المواطنين حول احتياطي العملات الصعبة في المصرف المركزي، دون الحديث عن العجز ورأس المال غير المعروف المصدر

وأضافت المصادر أنّه من المتوقع أن يتحدث أردوغان خلال الأيام المقبلة عن صناعات ما زالت حتى اللحظة في طور الدراسة، وبحاجة لأعوام طويلة لتطبيقها، في سياق دعايته الانتخابية.

وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية "مصيرية" في 14 أيار (مايو) الجاري، وينافس أردوغان على الرئاسة مرشح المعارضة كليجدار أوغلو، وقد أظهر الكثير من استطلاعات رأي محلية هبوط شعبية حزب العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية، ممّا يشير إلى أنّ الانتخابات ستحمل الكثير من المفاجآت.

مواضيع ذات صلة:

ما حقيقة صداقة الغنوشي بأردوغان؟

بهذه الطريقة يعزز أردوغان معركته الانتخابية

عشية الانتخابات التركية: أردوغان يبعث رسائل مفخخة للأكراد




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية