أفول الإخوان الحتمي.. هل يجدي التشبث بالبقاء؟

أفول الإخوان الحتمي.. هل يجدي التشبث بالبقاء؟


22/12/2021

يلفظ تنظيم الإخوان أنفاسه، بعد الضربات المتتالية، في عدد من الدول العربية، والحصار في قنوات التمويل بأوروبا، إضافة إلى فقدان الحاضنة.

وبينما يتشبث الإخوان بالبقاء، لا يسعف الواقع التنظيم الإرهابي في الوقوف على رجليه، بعد الهزائم المتتالية عبر صناديق الاقتراع، وتجفيف منابع التمويل، ومؤخرا فقدان الدول الحاضنة، والتآكل الداخلي بسبب الخلافات على مستوى القيادة.

عوامل الأفول الإخواني تناولتها ندوة عقدها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، مساء اليوم الثلاثاء، عبر الإنترنت، بعنوان "الإخوان المسلمون في العالم العربي: مظاهر الأفول ومحاولات البقاء"، بمشاركة خبراء وباحثين في جماعات الإسلام السياسي.

وتأتي الندوة ضمن منتدى "تريندز" للإسلام السياسي السنوي الثاني الذي يعقد عن بعد، ويتناول عبر ندوات مختلفة واقع ومستقبل حركات الإسلام السياسي، وخاصة تنظيم الإخوان المسلمين، عبر طرح الخبراء والأكاديميين، مشرط البحث في تشريح هذه الحركات المتطرفة.

ندوة اليوم الثلاثاء، تعرضت لمظاهر الأفول، التي يعيشها تنظيم الإخوان، في عدد من الدول العربية، خصوصا في مصر، وتونس والمغرب، حيث أصبح وجود الأحزاب الإخوانية في هذه الدول الثلاثة إلى تلاش، بعد قول صناديق الاقتراع كلمتها.

الندوة التي استهلتها الباحثة، في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ريم الحوسني، بكلمة ترحيبية، بالخبراء المشاركين، أدارها الأستاذ هاني الأعصر، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدراسات بالقاهرة، موزعا المحاور على الخبراء والأكاديميين.

وكانت أولى المداخلات مع الدكتورة أماني فؤاد، الباحثة المشاركة، في مركز دراسات الهجرة والأعراق والمواطنة، بجامعة كيبيك بمونتريال- كندا، حيث تحدثت عن نظرة الغرب للإخوان المسلمين، وكيفية تسويق التنظيم لنفسه هناك.

وقالت الدكتورة أماني فؤاد إن "التيار السائد في الوسط الأكاديمي في الدول الغربية يجنح إلى التعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، منخدعا بخطاب المظلومية الذي تروجه الجماعة، في حوارها مع المجتمعات بهذه الدول".

وأضافت أن جماعة الإخوان المسلمين، تعتبر أن المسلمين غير الإسلامويين (أي الذي يحملون الإيديولوجيا الإخوانية) منحرفين، أما غير المسلمين عموماً فتعتبرهم الجماعة إما متآمرين أو أعداء.

تلا ذلك مداخلة الدكتور علي مصطفى، الأستاذ المشارك بجامعة ليون الكاثوليكية، بفرنسا، الذي تحدث عن الهزيمة الأخيرة التي مني بها حزب العدالة والتنمية في المغرب، بعد مأموريتين في الحكومة انتهتا بفشل ذريع عبر صنايق الاقتراع.

وأشار علي مصطفى إلى أن حركات الإسلام السياسي في المغرب تعتقد أن مشاركتها في المجال الاجتماعي، ومن ثم السياسي قد يساعدها في اكتساب الشرعية لوجودها، لكنه أوضح أن طبيعة تسيير الحكم في المغرب لا تسمح بالتمدد الإخواني.

وتحول الحديث إلى الدكتور فريد بن بلقاسم، أستاذ الحضارة والفكر الإسلامي، بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية في تونس، حيث ركز على تراجع حركة النهضة، وميكانزمات محاولتها للعودة، وحيثيات فشلها في الحكم، وعزلتها الحالية.

وقال بن بلقاسم، إن نتائج حكم حركة النهضة في تونس، كانت سلبية، حيث حدث تراجع في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

مضيفا أن المجتمعات العربية اختبرت جماعة الإخوان المسلمين، ومدى قدرتها على الحكم، حيث أصيبت تلك المجتمعات بخيبة أمل كبيرة، من قدرة حركات الإسلام السياسي على الحكم.

ونوه إلى أن التفكك داخل النهضة تصاعد بعد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، في 25 يوليو/ تموز الماضي، إثر تقديم أكثر من 130 عضوا بالحركة استقالاتهم، بمن فيهم بعض قادة الخطوط الأمامية، في الحزب الإخواني.

وكانت آخر المداخلات مع الكاتب الدكتور ضرار بالهول الفلاسي؛ المدير التنفيذي، لمؤسسة "وطني الإمارات"، متحدثا عن تجربة بلاده الرائدة في التعامل مع تنظيم الإخوان المسلمين.

ووصف الفلاسي الإمارات بأنها كانت "كاسر أمواج" الربيع العربي، الذي كان الإخوان أساس مكوناته بدعوتهم للفوضى والثورات، مشددا على أن أفراد التنظيم يعرفون موقف الإمارات الصارم ضد الإسلام السياسي، وذلك سر عداوتهم لها.

وعن مستقبل الإخوان، أوضح الفلاسي أن التنظيم بدأ بالتلاشي، داعيا الحكومات إلى العمل على تجفيف منابع الإرهاب، عبر متابعة الجمعيات، وكشف قناع العمل الخيري، الذي يتستر وراءه الإخوان..

مشددا في هذا الصدد على أنه "من الضروري تجفيف مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين، وأهمها جمعيات العمل الخيري التي تستغلها الجماعة في جمع المال من خلال التبرعات".

ولفت الفلاسي، إلى فقدان تنظيم الإخوان لدول حاضنة، مشيرا في هذا السياق إلى أن "تركيا لم تعد ملاذاً للإخوان، والملاذ الوحيد لهم الآن في أوروبا، هي بريطانيا، وحتى الأخيرة قد تتخلص منهم".

المدير التنفيذي لمؤسسة "وطني الإمارات"، قال إن "هناك صراعات بين العديد من الفصائل داخل جماعة  الإخوان الآن، وهو ما أظهر وجود تيار ليبرالي يحاول أن يسوق نفسه للغرب، فيما عزلوا أنفسهم بسبب عنصريتهم، حيث اعتبروا أنهم فقط من يمثل الإسلام، ومارسوا الاغتيال السياسي للعديد من الشخصيات السياسية التي اختلفت معهم".

وفي إشارة إلى الأفول الحتمي لهذا التنظيم لفت الفلاسي إلى أن  "جماعة الإخوان المسلمين ستختفي من المشهد، بشكل كامل إذا استطعنا تجفيف منابع التمويل الخاصة بهم"، مشيرا إلى أن الإمارات "اتخذت إجراءات فعالة في هذا الصدد".

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية