اتهم رئيس رابطة الإيغور الأمريكية، قزات ألطاي، تركيا بالتخلي عن قضية مسلمي الإيغور مقابل تفاهمات مع الصين، وذلك عقب توقيف 3 نشطاء من الإيغور في تركيا بعد مداهمة شققهم.
ومن المتوقع أن تتوتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة خلال حكم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ما قد يُترجم إلى مزيد من التقارب بين تركيا والصين.
ألطاي منتقداً أردوغان: زعيم الأمّة الذي يصيح ضد إسرائيل، ويزأر كالأسد في وجه شارلي إيبدو، يعرّض حياة وممتلكات الإيغور للخطر
ويتّهم الإيغوريون الصين باضطهادهم والعمل على إبادتهم جماعياً، وسبق أن هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العام 2009، ما يتعرّض له مسلمو الإيغور، ووصفه بـ"الإبادة الجماعية".
وقال ألطاي، بحسب ما أوردته صحيفة "زمان" التركية: إنّ الناشط الإيغوري إحسان بك تمّ اعتقاله الليلة الماضية في حوالي الساعة 2:00 صباحاً، من خلال مداهمة منزله بالبنادق مثل أفلام هوليوود، مشيراً إلى أنّ الشرطة تعمّدت إخافة زوجته وأطفاله بتوجيه السلاح إليهم أيضاً.
وأوضح ألطاي، خلال تدوينات عبر صفحته على موقع تويتر، أنّ إحسان بك لاقى في تركيا المعاملة السيئة نفسها التي هرب بسببها من الصين، مضيفاً أنّ إحسان بك الذي يحاول أن يكون صوت الإيغور بطريقة نشطة في تركيا، يتمّ احتجازه باستمرار من قبل الشرطة التركية، بحجج غير واقعية، فضلاً عن تعرضه للمضايقات من قبل المخابرات.
وانتقد ألطاي الرئيس التركي قائلاً: "إنّ زعيم الأمّة الذي يصيح ضد إسرائيل، ويزأر كالأسد في وجه شارلي إيبدو، يعرّض حياة وممتلكات الإيغور للخطر، عندما تأتي مليارات الدولارات من الصين".
ونشر رئيس رابطة الإيغور الأمريكية صوراً مختلفة لأردوغان ممسكاً بالقرآن الكريم، وعلّق عليها: ليلة أمس تمّ اعتقال 3 من نشطاء الإيغور في مدينة إسطنبول أمام أطفالهم. ألا يأمرنا القرآن بأن نكون عادلين؟ بالأمس فقط تحدّثوا عن سيادة القانون. من المفهوم أنه لا القانون ولا القرآن، بل الصين التي تمنح تركيا الأموال، هي الأعلى.
وكان الأمين العام للمؤتمر العالمي للإيغور الدكتور أركين أمات قد دعا الحكومة التركية إلى أن تكون أكثر جرأة تجاه قضية الإيغور الأتراك في الصين، واتهم أردوغان بالتخلي عن قضية الإيغور، بعكس ما ظهر منه في عام 2009.
وأوضح أمات أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان وصف الأحداث في أورومتشي في عام 2009 بأنها "إبادة جماعية"، بينما يحدث اليوم ما هو أسوأ بكثير، لكنّ أردوغان يلتزم الصمت، ولا يتخذ أي موقف.
اقرأ أيضاً: أردوغان يغدر بمسلمي الإيغور ويخطط لتسليم 50 ألفاً منهم للصين
وأكد أنّ الصين حاولت قمع الحركات القومية المحلية المختلفة بعد احتلال المنطقة عام 1949، حيث قُتل العديد من المثقفين والفنانين والمثقفين الإيغور في ذلك الوقت، وهرب أولئك الذين تمكنوا من الفرار إلى الخارج. فهدف الدولة الصينية، التي أطلقت حركة تحت اسم الثورة الثقافية في عام 1966، هو استيعاب هذه المنطقة، مشيراً إلى أنّ الصين حاولت أن تجعل الإيغور ينسون لغتهم وديانتهم وثقافاتهم بهذه السياسة.
يشار إلى أنّ تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن وجود ما لا يقل عن مليون مواطن إيغوري محتجزين قسراً داخل معسكرات، تُطلق عليها الصين اسم "مراكز التدريب المهني"، وترفض الحكومة الصينية الكشف عن أعداد هذه المعسكرات، وعدد الموجودين بداخلها، ومدى تمتّع الموجودين بداخلها بحياتهم الاجتماعية.
وسبق أن لفت تقرير لصحيفة "صندي تلغراف" إلى أنّ تركيا خرقت في الآونة الأخيرة مبدأ عدم تسليم الإيغور إلى الصين، عبر اتباع أسلوب مكّن الصين في النهاية من ترحيل الإيغور إلى معسكرات تأهيل سيئة السمعة.
قضى عشرات من الإيغور أشهراً في مراكز الاعتقال والترحيل في أنحاء تركيا بدون تهمة نتيجة المطالب القضائية الصينية
وقال تقرير الصحيفة البريطانية: إنّ اعتماد تركيا الاقتصادي المتزايد على بكين يضرّ بقدرتها على تحمل الضغط الصيني وحماية الإيغور الذين فرّوا من إقليم شينجيانغ.
وبينما ترفض تركيا إعادة الإيغور مباشرة إلى الصين، يقول نشطاء: إنه يتم إرسالهم إلى دول ثالثة، مثل طاجيكستان ومن هناك، يسهل على الصين تأمين تسليمهم.
وبحسب الصحيفة التي عرضت قصة امرأتين من الإيغور تمّ ترحيلهما من تركيا إلى طاجيكستان، رغم عدم صلتهما بهذه الدولة، ثم انقطعت أخبارهما، أجبر الاقتصاد المتشنج والاحتكاك مع أوروبا تركيا على الاستثمار في صداقات أخرى، وخاصة الصين.
وكجزء من مشروع بكين للحزام والطريق، استثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية، وتهدف بكين إلى مضاعفة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.
وقضى عشرات من الإيغور أشهراً في مراكز الاعتقال والترحيل في أنحاء تركيا بدون تهمة نتيجة المطالب القضائية الصينية.
وقال إبراهيم إرجين، وهو محامٍ متخصص في قضايا الترحيل: "لن يتم تسليم الإيغوريين من تركيا مباشرة إلى الصين. ولا أعتقد أنّ هذا سيتغير في أي وقت قريب. لذا فإنهم [الصين] يحاولون جعل حياتهم بائسة قدر الإمكان، وإرسالهم إلى بلدان أخرى حيثما أمكن ذلك. ومع تحسّن العلاقات بين الصين وتركيا، فقد خسر الإيغوريون".
اقرأ أيضاً: دفاعاً عن مسلمي الإيغور... هل تتخذ بريطانيا أي إجراء عقابي ضد الصين؟
وقال إرجين: "لديّ قائمة تضم 200 أكاديمي من الإيغور في تركيا، بطريقة أو بأخرى، الصين تطالب بترحيلهم جميعاً"