أثار الذعر عالمياً.. كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد "أوميكرون"

أثار الذعر عالمياً.. كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد "أوميكرون"


06/12/2021

يواصل "أوميكرون"، المتحور الجديد من فيروس كورونا، انتشاره في مختلف دول العالم فارضاً حالة من الذعر والخوف أدت إلى إعادة فرض بعض الإجراءات الاحترازية التي تخلت عنها بعض الدول مؤخراً مع مع ارتفاع وتيرة تلقي اللقاحات فيها.

وبينما ينتاب العالم خوف شديد من "أوميكرون" خاصة مع تأكيد العلماء أنه أكثر نسخ كورونا تحوراً، اختلفت إفادات العلماء والمعاهد البحثية حول هذا الضيف الجديد، ومدى خطورته وسرعة انتشاره، إضافة إلى مدى قدرته في التحايل على المناعة البشرية سواء تلك المكتسبة من عدوى سابقة أو نتيجة تلقي اللقاح.

اقرأ أيضاً: تقرير: أفريقيا الأقل حظاً في مواجهة كورونا... وهذه المخاطر المتوقعة

وكانت دولة جنوب أفريقيا، قد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن اكتشاف المتحور الجديد من فيروس كورونا يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مؤكدة أنه السبب في الارتفاع المفاجئ لعدد حالات الإصابة بالفيروس في البلاد.

ورغم أنّ الدولة الأفريقية كانت أولى الدول التي أبلغت رسمياً عن المتحور الجديد، إلا أن تقريراً حديثاً، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشف عن مفاجأة مفادها أن أول ظهور لـ"أوميكرون" كان في حفل خاص بالرسوم المتحركة اليابانية المعروفة باسم "إنيمي"، أقيم بين 19 و21 تشرين الثاني (نوفمبر) في مانهاتن بنيويورك، وحضره قرابة 53 ألف شخص، لا في جنوب أفريقيا كما أشيع.

ينتاب العالم خوف شديد من "أوميكرون" خاصة مع تأكيد العلماء أنه أكثر نسخ كورونا تحوراً

وحتى الآن، رُصد المتحور الجديد الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مقلق"، في 38 دولة في جميع القارات.

متحور غامض

علماء الفيروسات في جنوب أفريقيا أكدوا اكتشاف المتحور الجديد نتيجة عمليات فحص كانت تتم بشكل روتيني. وقالت آن فون غوتبرغ من المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا إنّ الباحثين وضعوا تسلسل البيانات على موقع إلكتروني عالمي، والذي أعطى أول إشارات على المتحور الجديد مع تغييرات متعددة في تركيب المتحور، وهو ما أصاب العديد من العلماء بالقلق، وفق ما أوردته "دوتشيه فيليه".

 حتى الآن، رُصد المتحور الجديد الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مقلق"، في 38 دولة في جميع القارات

وحتى الآن، اكتشف العلماء نحو 50 طفرة في المتحور الجديد وجد منها نحو 35 على الأقل في البروتين الشوكي المميز للفيروس "Spike Protein".

ويخشى العلماء حول العالم من أن يتسبب هذا العدد الكبير من الطفرات في الفيروس إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى المتكررة في المرضى المتعافين وحتى بين الأشخاص الذين حصلوا على اللقاحات، وتتصاعد الخشية مع زيادة انتشار النسخة الجديدة من الفيروس في الدول التي قامت بتلقيح عدد قليل من مواطنيها ضد فيروس كورونا ما قد ينذر بعواقب وخيمة.

إصابات متزايدة

في إنجلترا، زاد عدد الإصابات بعدوى متحور كورونا الجديد "أوميكرون" بأكثر من الضعف، وأعلنت وكالة الأمن الصحي، يوم الجمعة، اكتشاف 75 إصابة أخرى بالمتحور، ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة المعروفة في إنجلترا إلى 104 حالات.

أول ظهور لـ"أوميكرون" كان في حفل خاص بالرسوم المتحركة اليابانية

وبالإضافة إلى ذلك، وصل عدد الإصابات بالمتحور الجديد في أسكتلندا إلى 29 حالة، أي إلى أكثر من ضعف عدد الحالات التي كانت معروفة حتى الآن.

وعادت الحصيلة اليومية لإصابات كورونا في بريطانيا، إلى الارتفاع فوق مستوى الـ50 ألف حالة يومياً، وذلك لأول مرة منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي.

أما في فرنسا، فارتفع عدد الإصابات بالمتحور أوميكرون إلى 12 حالة، حسب أحدث تقرير للسلطات الصحية مساء الجمعة.

اقرأ أيضاً: من أجل الحصول على شهادة التطعيم... حيلة غريبة لتلقي لقاح كورونا

من جهته، عاود معدل الإصابة الأسبوعي بكورونا الارتفاع في ألمانيا، حيث أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، صباح السبت، أن معدل انتشار المرض بين كل 100 ألف نسمة في غضون 7 أيام بلغ اليوم 442.7 إصابة، مقابل 442.1 إصابة يوم الجمعة.

وبحسب البيانات، بلغ عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في ألمانيا التي تم تسجيلها خلال الساعات الـ24 الماضية 64 ألفاً و510 حالات، استناداً إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.

أما في جنوب أفريقيا، فأظهرت أحدث الأرقام الرسمية أن إجمالي عدد الإصابات بكوفيد-19، تجاوز 3 ملايين، مع ارتفاع الإصابات اليومية الجديدة بشكل حاد بسبب المتحور الجديد.

لا وفيات حتى الآن

ووفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، يوم السبت، فإنها لم تتلق أي معلومات عن وفيات يحتمل أن تكون مرتبطة بالمتحور "أوميكرون" الجديد.

وقال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم المنظمة في جنيف، خلال مؤتمر صحفي دوري للأمم المتحدة "لم أطلع على أي معلومات تفيد حدوث وفيات مرتبطة بأوميكرون".

وأضاف أنه مع لجوء المزيد من الدول إلى إجراء فحوص لرصد المتحور الجديد "سيكون لدينا مزيد من الإصابات، ومزيد من المعلومات، رغم أنني آمل ألا تكون هناك وفيات".

وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، يوم السبت، فإنها لم تتلق أي معلومات عن وفيات يحتمل أن تكون مرتبطة بالمتحور "أوميكرون" الجديد

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن هناك احتمالاً "مرتفعاً" أن "ينتشر أوميكرون عالمياً"، وإن كانت تجهل حتى الآن العديد من الأمور حوله، مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضده وشدة الأعراض التي يسببها.

ما هي أعراض "أوميكرون"؟

وما زال الغموض يلف المتحور الجديد، لكنّ طبيباً هندياً تمكن من وصف أعراض هذا المتحور بعد أن أصيب به هو شخصياً.

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن الطبيب، البالغ من العمر 46 عاماً، رسالة طمأنة بشأن خطورة المتحور، وذلك بعد أن أصبح واحداً من 4 أشخاص اكتشفت السلطات الصحية في الهند، إصابتهم بالمتحور الجديد.

تعتبر منظمة الصحة أن هناك احتمالاً "مرتفعاً" أن "ينتشر أوميكرون عالمياً"، وإن كانت تجهل حتى الآن العديد من الأمور حوله، مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضده وشدة الأعراض التي يسببها

وأوضح الطبيب، الذي ما يزال في العزل بمستشفى في مدينة بنغالور جنوبي البلاد كإجراء احترازي، أن الأعراض التي شعر بها تشمل آلاماً في الجسم وقشعريرة ودوار، إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجسم وصلت إلى 38.5 بعد 3 أيام من ثبوت إيجابية المسحة.

ونفى الطبيب أنه يعاني من صعوبات في التنفس، أو انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، حيث ظلت مستويات الأكسجين طبيعية عند حوالي 95 بالمائة، وهدأ الطبيب الهندي حالة الفزع من انتشار المتحور أوميكرون، حيث أكد أنه لا يهدد الحياة.

وأشار الطبيب إلى أنه لا يعرف حتى الآن مصدر العدوى التي تلقاها، لأنه لم يسافر إلى أي من الدول التي أبلغت عن المتحور الجديد.

ما زال الغموض يلف المتحور الجديد

وفي وقت سابق، نقلت "رويترز" عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية قوله: "تشير بعض المؤشرات المبكرة إلى أن معظم الإصابات بالمتحور أوميكرون خفيفة ولا توجد حالات خطيرة"، مضيفاً أن المنظمة تعمل مع خبرائها في جميع أنحاء العالم لتحديد تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض.

"أوميكرون" واللقاحات

وكان وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، قد أعلن قبل أيام، أنه من المحتمل أن تكون لقاحات كورونا أقل فاعلية ضد السلالة المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا، لكنها ستظل توفر الحماية من خطورة المرض.

وأضاف جاويد لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية "من الممكن بالطبع أن تكون اللقاحات أقل فاعلية، ولا نعرف على وجه اليقين حتى الآن"، مشيراً الى أنّ "اللقاحات لا تزال أفضل وسيلة دفاع بالنسبة لنا، ولكن من المرجح أيضاً أن تظل فعالة ضد خطورة المرض".

من المحتمل أن تكون لقاحات كورونا أقل فاعلية ضد السلالة المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا، لكنها ستظل توفر الحماية من خطورة المرض

وأكد الوزير البريطاني أن تقديم جرعات اللقاح المعززة في بلاده هي المهمة الوطنية الجديدة لهيئة الصحة الوطنية.

من جهته، قال رئيس شركة "موديرنا" ستيفن هوغ في تصريح لتلفزيون "ايه بي سي" الأمريكي: "أظن أن هناك احتمالاً مرتفعاً أن نشهد انخفاضاً في فعالية اللقاحات". وأضاف "ما لا أعرفه هو مستوى" التراجع، وتابع متسائلاً: "هل سيكون مثل ما شهدنا مع دلتا التي ظلت اللقاحات فعالة ضدها، أم سنشهد انخفاضاً في الفعالية بنحو 50 بالمئة، ما سيعني أنه يتعين علينا تعديل اللقاحات؟". 

وبدأت موديرنا، مثل شركات أدوية أخرى بينها فايزر، العمل بالفعل على "تكييف لقاحها" إذا لزم الأمر.

اللقاحات لا تزال أفضل وسيلة دفاع

وأنتجت اللقاحات جلها بناء على دراسات وأبحاث أجريت على تركيب فيروس كورونا بشكله الأصلي ومكوناته التي جرى التعرف عليها، ورغم ظهور بعض المتحورات مثل ألفا ودلتا ظل الشكل الأصلي للفيروس وبروتينه المميز على حاله في أغلب الأحيان أو طاله تغير لا يكاد يذكر.

اقرأ أيضاً: بعدما استفادت من جائحة كورونا... كم تبلغ أرباح عمالقة التكنولوجيا في الثانية؟

لكن التغير الجديد في تركيب المتحور أوميكرون كان كبيراً للغاية بشكل لا يصدق، لدرجة أن عدداً من العلماء - وبينهم ويندي باركلي، خبيرة فيروسات الجهاز التنفسي في إمبريال كوليدج لندن - قالوا إنهم يواجهون فيروساً آخر من نوع مختلف، ما يعني أن تركيب البروتين الشوكي الذي ينتج الجسم أجساماً مضادة له قد تغير، وهو ما قد يشير إلى أن اللقاحات المتوفرة حالياً والتي كانت تعتمد على نسخة معينة من تركيب "mRNA" لفيروس كورونا والمسؤولة عن إنتاج البروتين الفيروسي سينتج عنها أجسام مضادة غير فعالة.

قال رئيس شركة "موديرنا" ستيفن هوغ في تصريح لتلفزيون "ايه بي سي" الأمريكي: "أظن أن هناك احتمالاً مرتفعاً أن نشهد انخفاضاً في فعالية اللقاحات"

ووفق تصريحات لويندي باركلي لصحيفة "الغارديان" فإن الأجسام المضادة تحمي الجسم البشري من الفيروسات عن طريق التهامها ومنعها من إصابة الخلايا البشرية، وللقيام بذلك، يجب أن تتعرف هذه الأجسام المضادة (الناتجة عن التلقيح بأحد لقاحات كورونا) على أجزاء معينة من الفيروس.

وتلتصق معظم الأجسام المضادة للفيروس بواحد من ثلاثة مواقع على الفيروس، وهي الأماكن التي تغيرت جميعها في متحور أوميكرون Omicron ، ما يعني أن الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات أو العدوى السابقة قد تكون أقل فعالية، إذ لن تتعرف على الأماكن التي يجب عليها أن تلتصق بها لتمنع الفيروس من الالتصاق بالخلايا البشرية.

القادم أسوأ

يشار إلى أن الكثير من العلماء يحذرون من جوائح مقبلة أكثر خطورة وتعقيداً، قد تزهق أعداداً أكبر من الأرواح من جائحة كورونا الحالية.

الكثير من العلماء يحذرون من جوائح مقبلة أكثر خطورة وتعقيداً

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن سارة جيلبرت، وهي واحدة من الخبراء الذين ابتكروا لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا قولها: "هذه المرة لن تكون الأخيرة التي يهدد فيها فيروس أرواحنا وأرزاقنا. والحق أن المرة المقبلة قد تكون أسوأ. فقد تكون أكثر نشراً للعدوى أو أكثر إزهاقاً للأرواح أو كليهما".

وأضافت: "لا يسعنا أن نسمح بوضع نمر فيه بكل ما مررنا به، ثم نكتشف أن الخسائر الاقتصادية الهائلة التي ألمت بنا تعني أننا لا نجد مع ذلك التمويل اللازم للاستعداد للجائحة... يجب ألا يتبدد ما حققناه من تقدم وما اكتسبناه من معارف".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية