مخلّفات الحروب تسقط 20 ألف ضحية سنوياً

مخلّفات الحروب تسقط 20 ألف ضحية سنوياً


15/02/2018

قدّرت منظمات دولية عدد ضحايا القنابل والأجسام غير المتفجرة من مخلفات الحروب، التي تعرف بـ "يو إكس إوز" بـ 20 ألف شخص سنوياً.

82 دولة وإقليم على الأقل فيها ذخائر غير متفجرة ويتعرض مواطنيها للموت بشكل يومي

ورغم حقيقة أنّ الأغلبية العظمى من حالات الوفيات، تحدث في دول تأثرت بحروب حديثة، فإنّ الخطر بالنسبة إلى الدول الأكثر استقراراً، لا يجب إغفاله، ففي عام 2015، قدّرت دراسة عدد المواقع المحتملة لقنابل تعود للحرب العالمية الثانية في بريطانيا، بنحو 21 ألف موقع، وخلال العام نفسه عثر على تسع قنابل في لندن، وفق ما ذكرت شبكة الـ "بي بي سي".

ومشكلة الذخائر غير المتفجرة، لا تقتصر على بريطانيا وحدها؛ حيث تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أنّ 82 دولة وإقليماً، على الأقل، تحوي ذخائر غير منفجرة، ويتعرض مواطنوها للموت بشكل يومي بسبب ذلك.

21 ألف موقع في بريطانيا يضمّ قنابل تعود للحرب العالمية الثانية

ومن أبرز الأمثلة على تلك الدول المتضررة من مخلفات الحروب:

دول لاوس: التي تعرضت بين عامي 1964 و1973 لقصف عنيف، من جانب الولايات المتحدة، وذلك ضمن حرب أوسع في الهند الصينية.

وتشير السجلات العسكرية الأمريكية إلى أن نحو مليوني طنّ من المتفجرات، أسقطت على تلك الدولة، بما فيها 270 مليون قنبلة صغيرة، ووفق منظمات دولية؛ فإنّ 80 مليوناً من هذه القنابل لم تنفجر.

وبعد مرور أربعين عاماً على انتهاء هذا النزاع، لا تزال تلك القنابل تقتل وتشوّه الناس هناك.

في دولة لاوس 80 مليون قنبلة لم تنفجر حتى يومنا هذا

ويقدّر مسح أجرته المنظمة الاستشارية المعنية بالألغام "Mines Advisory Group" عدد الضحايا بين عامي 1974 و2008، بنحو 40 ألف شخص، وعدد الضحايا اليومي بنحو 300 شخص، على مدار العقد الماضي، 40% من بين تلك الحالات أطفال، يتعثّرون بتلك المتفجرات.

وفي دولة أنغولا الإفريقية؛ تشير التقديرات إلى وجود نحو 20 مليون لغم أرضي، نتيجة الحرب الأهلية التي شهدها البلد، بين عامي 1975 و2002، ما منع تلك الدولة من الاستفادة من أراض واسعة صالحة للزراعة؛ لأنّها غير آمنة بسبب انتشار الألغام.

في 31 تشرين الثاني (أكتوبر) عام 2017، أمرت السلطات الألمانية بأكبر عملية إجلاء، منذ الحرب العالمية الثانية، حينما عُثر على قنبلة بريطانية تزن 1800 كيلوغرام، في موقع بناء في مدينة فرانكفورت، واضطّر أكثر من 70 ألف شخص لإخلاء منطقة، بمساحة 1.5 كيلومتر.

2000 طن من الذخائر غير المتفجرة تكتشف في الأراضي الألمانية كل عام

وقبل يومين من تلك الحادثة، أجلي أكثر من 20 ألف شخص من مدينة كوبلنتس الألمانية أيضاً، بسبب جسم كبير غير منفجر، عثر عليه عمال بناء.

وفق السلطات الألمانية ودراسات مسحية لمخلفات الحروب؛ فإنّ نحو 2000 طن من المتفجرات تكتشف في الأراضي الألمانية كل عام.

وبينما أسقطت ألمانيا نحو 74 ألف طنّ من المتفجرات فوق بريطانيا، فإنّ ردّ قوات الحلفاء كان أقوى بكثير، وتشير تقديرات مؤسسة سميثسونيان، ومقرّها الولايات المتحدة، إلى أنّ الـ 2.7 مليون قنبلة، التي أسقطتها قوات الحلفاء فوق أوروبا، استهدف نصفها ألمانيا، لكنّ واحدة من 10 من تلك القنابل لم تنفجر.

ومنذ عام 2000، قتل 11 فنياً في انفجارات عرضية في ألمانيا، خاصّة أنّ تلك المخلفات تصبح أكثر خطورة مع مرور الوقت؛ لأنّ التفاعلات، الميكانيكية والكيميائية، تجعلها أقلّ استقراراً.

80 ألف جسم على الأقل من مخلفات الحروب أغلبها ألغام أرضية لا تزال مخبأة في أراضي البوسنة

وكانت فرنسا وبلجيكا في قلب الجبهة الغربية، من الحرب العالمية الأولى، بين عامي 1914 و1918، وهي المنطقة التي تحملت العبء الأكبر من الـ 1.45 مليون قذيفة التي أطلقت خلال تلك الحرب.

ووفق الحكومة الفرنسية؛ فإن أكثر من 600 فني متخصص في تفكيك القنابل، قتِلوا في هذه المنطقة، منذ عام 1946.

ونفّذت بلجيكا خطة تعويضات، عن مخلفات الحروب غير المنفجرة، خلال السنوات الماضية. ودفعت أكثر من 140 ألف دولار، كتعويضات عن أضرار لحقت بمعدات المزارعين، بسبب "بقايا أجسام" متنوعة.

في يوغسلافيا السابقة؛ خلّفت الحرب الأهلية، في التسعينيات من القرن الماضي، إرثاً قاتلاً.

وحازت البوسنة على لقب حزين، هو: "أكثر دولة تضمّ ألغاماً أرضية في أوروبا".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إنّ 80 ألف جسم، على الأقل، من مخلفات الحروب، أغلبها ألغام أرضية، لا تزال مخبّأة في أراضي البوسنة.

مقتل وإصابة أكثر من 23500 شخص في أفغانستان بسبب مخلفات الحروب بين عامي 1979 و2015

وتقول أرقام رسمية: إنّ أكثر من 1500 شخص قتلوا أو أصيبوا، في حوادث في البوسنة، منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1995.
في كولومبيا، وضعت اتفاقية للسلام بين الحكومة وحركة فارك المسلحة نهاية لحرب أهلية، استمرت لخمسة عقود، وأسفرت عن مقتل نحو 220 ألف شخص.

لكنّ تطهير كولومبيا من الألغام لا يزال مهمة صعبة؛ حيث إنّه، منذ التسعينيات من القرن الماضي، قتل وأصيب أكثر من 11 ألف شخص، بسبب الألغام الأرضية، ويمثل ذلك ثاني أعلى معدل في العالم بعد دولة أفغانستان.

ورغم الجهود الأخيرة، إلّا أنّه لا يزال 507 من بين الـ 1120 بلدة ومنطقة في البلاد، يشتبه في أنها تضمّ ألغاماً.
وقد عانت أفغانستان من الحروب على مدار أكثر من ثلاثة عقود، منذ عام 1979، لذلك تتناثر في أراضيها مخلّفات الحروب.

وقد قتل وأصيب أكثر من 23500 شخص في أفغانستان، بسبب مخلّفات الحروب، خلال العقود الماضية.
وتجري جهود دولية لتطهير البلد من مخلفات الحروب، منذ عام 1988، لكن إحدى المنظمات الأهلية المنخرطة في تلك العملية، وتسمى "هالو تراست"، تقول إنّ "مساحة 570 كيلومتراً مربّعاً من البلد تقريباً، لا تزال ملوثة بمخلفات الحروب".

وتشير أحدث الإحصاءات إلى أنّ 23500 قتيل ومصاب، بسبب بمخلفات الحروب، سجلوا في أفغانستان، بين عامي 1979 و2015.
 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية