برلمانية: "ديانت" من بقايا عصر الجاهلية دورها أبعد من المجال الديني

برلمانية: "ديانت" من بقايا عصر الجاهلية دورها أبعد من المجال الديني


19/12/2020

انتقدت نائبة برلمانية مؤسسة الشؤون الدينية التركية (ديانت)، التي تجاوزت ميزانياتها العديد من الوزارات في ظل الحزب الحاكم الحالي، ووصفتها بأنها صمام السلطة الحاكمة، ومشروع للهندسة الاجتماعية بما يتناسب مع مطالب الحاكم.

وجاءت انتقادات هدى كايا، النائبة البرلمانية عن مدينة إسطنبول وممثلة حزب الشعوب الديمقراطي ذو الغالبية الكردية، أثناء مشاركتها في برنامج "توك تو توك" الصادر عن موقع "أحوال تركية".

وفقًا لميزانية 2021 التي تمت مناقشتها في الجمعية الوطنية التركية الكبرى (البرلمان)، تلقت الشؤون الدينية 12 مليار و977 مليون ليرة تركية من الميزانية العام للدولة.

وبهذه الميزانية، تجاوزت مؤسسة الشؤون الدينية ميزانيات 7 وزارات و13 رئاسة، بما في ذلك وزارات مثل وزارة الداخلية والبيئة والتحضر ووزارة الثقافة والسياحة.

سببت ميزانية وممارسات ديانت انتقادات كثير من المثقفين والأكاديميين الأتراك، نظرا لخطورة مشاريعها على المجتمع وكذلك إهدارها المال العام في مجالات لا تصب في مصلحة تركيا بمقدار ما تخدم حزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الإسلامية المتشددة ورئيس البلاد رجب طيب أردوغان.

وتأتي انتقادات النائبة التركية انطلاقاً من ضرورة النظر إلى هذه المؤسسة على أنها نابعة من عصور بعيدة، ومن الجاهلية استخدامها الآن. وقالت كايا: "كانت الطبقات التي حاربت مع جميع الرسل والأنبياء هي الطبقات الدينية التي حكمت باسم الله. حوّلوا الدين إلى دين دولة، واستعبدوا الناس على أساس الولاء."

وأضافت كايا: " ديانت مؤسسة لتدمير المجتمع، وتتفوق على كل مؤسسات الدولة، بل تقصيها عندما تنافسها وتزيد ميزانيتها في بعض السنوات إلى حوالي 10 وزارات، إن هذا بحد ذاته أكثر المؤشرات واقعية لما يطمح له نظام أردوغان وعقلية حزب العدالة والتنمية التي تدور في إطار السيطرة على المجتمع وإعادة تشكيل الشخصية التركية"

تعتبر النائبة البرلمانية أن ديانت مؤسسة مختصة بالهندسة الاجتماعية، "إن تلك هي المهمة كاملة بحد ذاتها".

يخدم طاقم عمل ديانت المكون من مئات الآلاف من الأشخاص هذا الغرض. "حتى أبسط الأشخاص غير سياسيين تم تسييسهم وأصبحوا ضحايا للهندسة الاجتماعية، بهدف بناء مجتمع جديد من خلال المساجد والتي تحولت إلى فروع سياسية لحزب العدالة والتنمية"، على حد تعبير ممثلة حزب الشعوب الديمقراطي.

وتقول كايا "هذه المؤسسة هي بالضبط ما أرفضه، والذي أجده غير مقبول كمعتقد في زمننا هذا، حيث تُستخدم العقيدة الذكورية والعنصرية والملكية والإلهية لاستعباد المجتمعات. أنا لا أقبل وجود ديانت، وهي مؤسسة تحول كل معايير الجهل التي كافح النبي لإزالتها، إلى مبادئ دينية تصل مستوى الدين. أنا بالفعل أرفض هذا النوع من الدين. أنا لا أقبل الاعتقاد الذي يمثلونه على أي حال، فهذا ليس ديناً."

وتؤكد كايا أن هدف ديانت تفكيك العلمانية كليا في الجمهورية التركية، معتبرة مؤسسة الشؤون الدينية التركية "مؤسسة جهل وجاهلية".

ولا يقتصر عمل ديانت على داخل البلاد، فهناك مهام خارجية تصل إلى أغلب الدول التي تحظى باهتمام حكومة أردوغان.

ويؤكد خبراء في الشؤون التركية أن الحكومة التركية أنفقت نحو نصف مليار دولار لبناء أكثر من مئة مسجد في الخارج على مدى السنوات الماضية، بما في ذلك في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وروسيا وغانا وألبانيا والفلبين وقرغيزستان. وتشرف رئاسة الشؤون الدينية (ديانت) على أكثر من ألفي مسجد خارج حدود البلاد، بما في ذلك نحو 900 مسجد في ألمانيا وحدها.

ويعتقد ديفيد فيليبس، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في جامعة كولومبيا، أن المساجد الممولة من أنقرة خارج حدود تركيا تنشر الإسلام السياسي، وأنها مصدر للانقسام والخلاف، وتعمل ضد طموحات الدول المضيفة لتحقيق الاندماج، "ولذلك ينبغي حظرها". وأضاف "يجب فقط أن ندرك أن تركيا دولة راعية للإرهاب".

ويبدو أن مهام ديانت أبعد من الشؤون الدينية، فحسب قناة "زد دي إف" الألمانية فالأتراك المعارضين الذين هربوا إلى ألمانيا، تعرضوا لتهديدات مباشرة من أئمة جوامع ديانت بسبب انتقاداتهم لأردوغان وحكومته.

وأكدت القناة أن أعمال المضايقات والتجسس لا تقتصر على المعارضين والناقدين الهاربين من أردوغان، بل هي تتسع لتشمل الشخصيات السياسية والبرلمانيين الألمان (من ذوي الأصول التركية أو الكردية).

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية