فكر الزعيم الأوحد... الديمقراطية في منظور الإخوان

فكر الزعيم الأوحد... الديمقراطية في منظور الإخوان

فكر الزعيم الأوحد... الديمقراطية في منظور الإخوان


05/07/2025

قال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي: إنّ جماعة الإخوان المسلمين ترفض الديمقراطية كفكرة نابعة من الإرث الغربي، وتفضل بدلًا من ذلك نموذج "الحكم الواحد والزعيم الأوحد"، وهو ما أسهم، بحسب تعبيره، في صداماتها المتكررة مع الأنظمة السياسية داخل وخارج العالم العربي.

وفي مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي حمدي رزق على قناة (صدى البلد)، أشار عفيفي إلى أنّ أزمة الجماعة لا تقتصر على بنيتها الإيديولوجية، بل تمتد إلى "فشلها في قراءة التاريخ"، وهو ما أدى إلى تكرار الأخطاء نفسها عبر تجاربها المختلفة في بلدان متعددة.

 

عفيفي: جماعة الإخوان ترفض الديمقراطية كفكرة نابعة من الإرث الغربي، وتفضل بدلاً من ذلك نموذج "الحكم الواحد والزعيم الأوحد".

 

وأوضح أنّ لحظة 30 حزيران (يونيو) 2013، التي شهدت الإطاحة بحكم الجماعة في مصر، شكلت منعطفًا استراتيجيًا في مسار الإسلام السياسي متسببًا فيما وصفه بـ "زلزال سياسي" امتد من القاهرة إلى العواصم الأوروبية، مضيفًا: إنّ "الصدمة لم تكن محلية، بل هزت بنية الجماعات الإسلاموية من باريس إلى واشنطن".

في السياق الأوروبي قال عفيفي: إنّ فرنسا ما تزال تتعامل بحذر مع الجماعة، رغم تصنيفها كتنظيم إرهابي من قبل بعض الجهات، بسبب تغلغلها في المجتمع. ولفت إلى أنّ النموذج الفرنسي العلماني يضع حدودًا صارمة، تجعل من التعايش بين الدولة والجماعة "صراعًا مستمرًا"، على حدّ وصفه.

ورأى أنّ إحدى أبرز نقاط ضعف التنظيم تكمن في اعتماده الكبير على التمويل غير الرسمي. وقال: إنّ "تجفيف منابع التمويل، عبر فرض رقابة صارمة على التدفقات المالية والشبكات غير القانونية، يمثل ضربة قاتلة محتملة للجماعة".

وختم عفيفي بالإشارة إلى أنّ أحداث 30 حزيران (يونيو) كانت كاشفة، ليس فقط لهشاشة المشروع السياسي للجماعة، بل لمجمل أزمة الإسلام السياسي في العصر الحديث، وهي أزمة تتفاعل اليوم في سياقات محلية ودولية متباينة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية