جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: استراتيجية مزدوجة بين الترهيب والتغلغل السياسي في الساحل

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: استراتيجية مزدوجة بين الترهيب والتغلغل السياسي في الساحل

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: استراتيجية مزدوجة بين الترهيب والتغلغل السياسي في الساحل


03/07/2025

تخوض جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتفرعة من تنظيم القاعدة مسارًا تحويليًا في منطقة الساحل الإفريقي، سعيًا إلى فرض نفسها كقوة سياسية بديلة، رغم تصنيفها كـ"أكبر تهديد في منطقة الساحل" بحسب الأمم المتحدة.

ووفق تقرير لوكالة فرانس برس، تتبنى الجماعة استراتيجيات معقدة تمزج بين العنف الدعائي والمقاربات السياسية، في محاولة لتقويض صدقية الحكومات المحلية وتوسيع نفوذها. ففي مالي، تبنّت الجماعة أخيرًا هجومًا منسقًا على مواقع عسكرية في سبع مدن غرب البلاد، تزامن مع خطاب دعائي ركز على إظهار الجيش وحلفائه كمعتدين على المدنيين، خاصة قومية الفولاني، مستندة إلى شهادات موثقة لمنظمات مثل هيومن رايتس ووتش، التي أكدت مقتل أكثر من 130 مدنيًا قرب سولينزو.

تتبنى الجماعة استراتيجيات معقدة تمزج بين العنف الدعائي والمقاربات السياسية في محاولة لتقويض صدقية الحكومات المحلية

كما أظهر مقاتلو التنظيم في مقاطع مصورة، يقدمون إعانات للناجين، قبل شن هجوم انتقامي على معسكر دياباغا أودى بحياة أكثر من 30 عسكريًا ومدنيًا رديفًا للجيش. وبحسب ليام كار، المحلل في أميريكن إنتربرايز إنستيتوت، تحرص الجماعة على استثمار هذا التناقض بين العنف وتقديم المساعدات لبناء شرعية محلية في ظل غياب الدولة.

ومع أنها غير قادرة على السيطرة المباشرة على العواصم والمدن الكبرى، فإنها – وفق فرانس برس – تعتمد اتفاقات محلية مع وجهاء المناطق، تسمح لها بفرض الشريعة ومنع التعاون مع الجيش، مقابل رفع الحصار أو وقف الهجمات. مثال ذلك حصار مدينة بوني في مالي الذي استمر نحو سنتين وانتهى باتفاق برعاية الحكومة ووجهاء محليين.

الجماعة تحاول التوفيق بين نمط طالبان الأفغاني ونموذج هيئة تحرير الشام في سوريا إذ تسعى للتحالف مع المتمردين الطوارق ونسج مشروع سياسي محلي

 

في المقابل، يعتمد خصمها تنظيم "داعش – ولاية الساحل" مقاربة أكثر دموية تقوم على الترهيب الصريح، حيث قتل 71 مدنيًا في ماندا بالنيجر في يونيو الماضي و44 في فامبيتا في آذار / مارس 2025. ويرى مراقبون أن الجماعة تحاول التوفيق بين نمط طالبان الأفغاني ونموذج هيئة تحرير الشام في سوريا، إذ تسعى للتحالف مع المتمردين الطوارق ونسج مشروع سياسي محلي.

لكن ليام كار ودانييليه غاروفالو، المتخصصين في شؤون الجماعات الجهادية، يؤكدان لـفرانس برس أن هذه الطموحات تصطدم بعقبات كبرى، منها استمرار ارتباطها بالقاعدة، وغياب الدعم الخارجي، وانحصار تركيبتها العرقية في الأقليات. وبرأيهم، لن يكتمل هذا التحول إلا بفك الارتباط الأيديولوجي مع القاعدة وإعادة صياغة استراتيجية الحوكمة والهجمات، وهي خطوات قد تستغرق سنوات قبل أن تؤتي ثمارها.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية