
في تصعيد خطير للحرب الدائرة في السودان، تعرّضت قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كانت في طريقها لإيصال مساعدات غذائية إلى مدينة الفاشر بشمال دارفور، لهجوم بطائرة مسيّرة أول من أمس. وبحسب المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إيفا هندز، فقد أسفر القصف العشوائي عن "سقوط عدد من الضحايا".
وقد أدان برنامج الأغذية العالمي واليونيسف هجومًا على قافلة إنسانية مشتركة تابعة لهما، قرب الكومة في شمال دارفور الليلة الماضية، ممّا أودى بحياة (5) من أفرادها وإصابة عدد آخر، و"احترقت عدة شاحنات، وتضررت الإمدادات الإنسانية الحيوية".
وفي بيان صدر أمس، قالت الوكالتان الأمميتان: إنّ القافلة كانت مكونة من (15) شاحنة، وكانت تحاول الوصول إلى "الأطفال والأسر في الفاشر المتضررة من المجاعة، بإمدادات غذائية وتغذوية منقذة للحياة". وشددتا على أنّ مسار القافلة كان معروفًا ومتفقًا عليه مسبقًا مع كافة الأطراف، كما هو معتاد في جميع القوافل الإنسانية.
هذا الهجوم يمثل حلقة جديدة في سلسلة استهدافات المساعدات الإنسانية، وتتجه أصابع الاتهام بشكل مباشر نحو الجيش السوداني والميليشيات الإخوانية المتحالفة معه، وفق ما نقلت صحيفة (التغيير) السودانية.
وأدانت قوات الدعم السريع الهجوم، واتهمت الجيش السوداني (قوات بورتسودان) بالمسؤولية عنه، مشيرة إلى أنّ الهجوم أسفر عن مقتل (4) أشخاص وإصابة اثنين. وهذه الاتهامات أيّدها نشطاء محليون.
تحالف (تأسيس): إنّ هذا الهجوم استمرار لنهج جيش الإسلاميين "الإخوان" وكتائبهم الجهادية ومن تحالف معهم.
من جانبه، أصدر تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) بيانًا شديد اللهجة، أدان فيه استهداف الجيش لقافلة برنامج الأغذية العالمي في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور.
واعتبر التحالف هذا الهجوم "استمرارًا لنهج جيش الإسلاميين "الإخوان" وكتائبهم الجهادية ومن تحالف معهم".
وأشار البيان إلى أنّ "جيش المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية" استهدف الشاحنات، ممّا أدى إلى مقتل عدد من أفراد القافلة وإصابة آخرين، في "تحدٍّ سافر لكل الأعراف والمواثيق الدولية".
ويؤكد التحالف أنّ هذا النهج يعكس سياسة متعمدة لـ "تعطيل المساعدات الإنسانية، والمماطلة في مفاوضاتها، والتعنت في فتح المعابر، وعدم الاعتراف بالمجاعة، والفساد في توزيع المساعدات الإنسانية.
في سياق متصل، أدان حزب الأمّة القومي بشدة الهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين وقوافل الإغاثة في ولاية شمال دارفور.
وأوضح الحزب في بيان له نشره موقع (سودانايل) أنّ سوق مدينة الكومة بولاية شمال دارفور تعرّض لقصف جوي بطائرات مسيّرة صباح الأحد، ممّا أسفر عن "استشهاد (9) مواطنين أبرياء وإصابة العشرات". ولم يمضِ يوم حتى تعرّضت قافلة برنامج الغذاء العالمي في الكومة لهجوم مماثل أول من أمس، أدى إلى "استشهاد (4) من موظفي المنظمة وعدد من سائقي الشاحنات، وإصابة آخرين، فضلًا عن تدمير (7) شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية".
ووصف حزب الأمّة القومي هذه الأعمال بأنّها "إجرامية" و"انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي"، معتبرًا إيّاها "جريمة حرب مكتملة الأركان". وحمّل الحزب قيادة القوات المسلحة السودانية المسؤولية المباشرة عن الهجوم على الكومة، كما حمّل قوات الدعم السريع المسؤولية عن "تعريض المدنيين للخطر من خلال استخدام المرافق المدنية لأغراض عسكرية".