
في تطور درامي في محاكمة وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، أعلنت القاضية جوليتا ماكينتاش، إحدى أعضاء هيئة المحكمة الثلاثية، استقالتها يوم أمس الثلاثاء، بعد فضيحة تتعلق بمشاركتها في تصوير مسلسل وثائقي دون الحصول على ترخيص رسمي، ممّا أثار جدلاً واسعًا حول حيادية المحكمة ومستقبل المحاكمة.
وكشفت تقارير إعلامية أنّ القاضية ماكينتاش ظهرت في لقطات مصورة داخل قاعة المحكمة، تم استخدامها في مسلسل وثائقي بعنوان: "العدالة الإلهية"، دون إذن من السلطات القضائية. وتضمنت هذه اللقطات مشاهد لها داخل المحكمة، بالإضافة إلى تصريحات شخصية، ممّا أثار تساؤلات حول حيادها في القضية. ورغم نفيها معرفتها بالمحتوى المصور، قررت ماكينتاش التنحي عن القضية بعد ضغوط من الدفاع والادعاء .
وتسببت استقالة القاضية في تعليق المحاكمة مؤقتًا، حيث من المقرر أن يُتخذ قرار بشأن استبدالها أو إعادة تشكيل هيئة المحكمة بالكامل. في حال تقرر إعادة المحاكمة من البداية، قد يؤدي ذلك إلى تأجيل الإجراءات حتى عام 2026، ممّا يثير قلق عائلة مارادونا والجمهور الأرجنتيني .
وبدأت المحاكمة في 11 آذار (مارس) 2025 في مدينة سان إيسيدرو، وتهدف إلى التحقيق في ملابسات وفاة مارادونا في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، عن عمر يناهز 60 عامًا، نتيجة لفشل قلبي أثناء فترة تعافيه في منزله بعد إجراء عملية جراحية في الدماغ. ويواجه سبعة من أعضاء الفريق الطبي، بمن فيهم جراح الأعصاب والطبيب النفسي، تهمًا بالقتل غير العمد مع نية محتملة، وقد تصل العقوبات إلى 25 عامًا في السجن في حال إدانتهم.
وأعرب محامو عائلة مارادونا عن استيائهم من تطورات القضية، مؤكدين على ضرورة استمرار المحاكمة دون القاضية المستقيلة. وأشاروا إلى أنّ هذه الفضيحة تسلط الضوء على تحديات النظام القضائي في الأرجنتين، وتزيد من تعقيد القضية التي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة .
ومن المقرر أن تُعقد جلسة في 29 أيّار (مايو) الجاري، لتحديد ما إذا كانت المحاكمة ستستمر بتشكيل جديد لهيئة المحكمة، أو ستُعاد من البداية، ممّا يجعل مستقبل القضية غير مؤكد في الوقت الحالي.