
أعلنت دار المرايا للثقافة والفنون، عن عودة برنامج "الأرشفجي"، الذي يقدمه الباحث والمؤرخ عصام فوزي، بإطلاق حلقات جديدة عبر منصاتها الرقمية، وذلك بعد غياب دام أكثر من عقد منذ عرض البرنامج على قناة "أون تي في".
وبدأ أولى عصام فوزي حلقات الأرشفجي في العام 2005، على قناة أو تي في، ولاقت الحلقات آنذاك نجاحاً كبيراً، حيث استعرض الباحث عدداً من الوثائق والأوراق النادرة، التي تؤرخ للحياة الاجتماعية في مصر. وقدم عصام فوزي من خلال البرنامج قراءة أرشيفية معمقة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر. وتميز البرنامج بأسلوبه السردي القائم على تحليل الوثائق والمصادر الأصلية، مع التركيز على الأحداث السياسية والاجتماعية التي شكلت الوعي المصري، مثل: ثورة 1919، الحقبة الناصرية، والملفات الأمنية والسياسية في القرن العشرين.
وفي أيّار (مايو) الجاري، أعلنت "دار المرايا" عن إطلاق سلسلة جديدة من حلقات "الأرشفجي" عبر منصاتها الرقمية، بما في ذلك قناتها على يوتيوب، وصفحتها على فيسبوك. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدار لإحياء المحتوى الثقافي والتاريخي، وتقديمه بأساليب عصرية تناسب جمهور اليوم.
وتناولت الحلقة الأولى من السلسلة الجديدة، التي تمّ بثها السبت الفائت، موضوع: "باشوات مصر وتجارة العبيد"، حيث استعرض عصام فوزي دور النخب الحاكمة في مصر خلال القرن التاسع عشر في تجارة الرقيق، وعلاقتها بالسياسات البريطانية والخديوية في السودان، في ضوء وثيقة نادرة حصل عليها.
وسلطت الحلقة الضوء على التداخل بين المصالح الاقتصادية والسياسية في تلك الحقبة، ضمن قراءة نقدية للوثائق التاريخية المتعلقة بالموضوع.
ولاقت الحلقة استحسانًا كبيرًا من جمهور المهتمين بالتاريخ، حيث قدم فوزي المحتوى التوثيقي النادر، بأسلوب مبسط وجذاب، ممّا يجعله مرجعًا بصريًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالشأن المصري.
وتمثل عودة "الأرشفجي" إضافة قيمة للمحتوى الثقافي العربي، حيث يجمع البرنامج بين التوثيق التاريخي والتحليل النقدي، ممّا يسهم في تعزيز الوعي بالتاريخ المصري والعربي. كما تعكس هذه الخطوة التزام "دار المرايا" بتقديم محتوى ثقافي متميز يدعم الحوار والتفكير النقدي.