
قتل العشرات من الخبراء الأجانب الذين استقدمهم الجيش السوداني أخيرًا لأغراض التدريب والتأهيل لعدد من منتسبي الجيش وعناصر من كتائب الحركة الإسلامية "جماعة الإخوان المسلمين" على الأسلحة الحديثة والتقنيات الدفاعية والعسكرية المتطورة.
وأكد مصدر عسكري وثيق الصلة بالملفات العسكرية بسلطة بورتسودان، نقل عنه موقع (سكاي سودان)، أنّ الضربات العسكرية بالمسيّرات أدت إلى مقتل خبراء من دول إيران وتركيا وأوكرانيا، مشيرًا إلى أنّ الضربات استهدفت بدقة الغرف التي يقيم فيها هؤلاء الخبراء ممّا أودى بحياة العشرات منهم.
وأشار المصدر إلى أنّه رغم اتهام الجيش لقوات الدعم السريع بأنّها تقف وراء الهجوم بالمسيّرات، إلا أنّ عددًا من النافذين والخبراء شككوا في قدرة قوات الدعم على امتلاك وتشغيل هذا النوع من المسيّرات، لافتًا إلى أنّ الطائرات المسيّرة يشتبه بأنّها إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في مدينة بورتسودان بالتركيز على الجزء العسكري من مطار بورتسودان وقاعدة دقنة العسكرية.
ولفت إلى أنّ الضربات استهدفت شحنات أسلحة إيرانية وصلت مؤخرًا من طهران، يعتقد أنّها تضمنت طائرات مسيّرة وأنظمة تسليح متقدمة.
رغم اتهام الجيش لقوات الدعم السريع بأنّها تقف وراء الهجوم بالمسيّرات، إلا أنّ عددًا من النافذين والخبراء شككوا في قدرة قوات الدعم على امتلاك وتشغيل هذا النوع من المسيّرات.
واستهدفت طائرة مسيّرة فندق مارينا في بورتسودان بالقرب من القصر الرئاسي السوداني المؤقت، كما استُهدف الجزء المدني من مطار بورتسودان وتم إلغاء الرحلات المجدولة، بعد يومين من تعرّض القاعدة العسكرية فيه لهجوم بمسيّرات.
يُذكر أنّ حرب السودان التي اندلعت في 15 نيسان (أبريل) 2023 مثّلت فرصة جيدة لإيران لاستعادة نفوذها في السودان لأهميته الاستراتيجية، فقد ظل خلال حقبة حكم "الإخوان" أحد أهم المعابر الرئيسية للسلاح الإيراني للتنظيمات المتطرفة التي ترعاها، إلى جانب وجوده على البحر الأحمر الذي يشهد حالة من حالات الحرب، إضافة إلى أنّه من الناحية الجغرافية مشاطئ للمملكة العربية السعودية، ويحاذي جمهورية مصر العربية، وهما من أكبر الدول المناهضة للمشروع الإيراني في المنطقة.
يُذكر أنّ السودان في ظل نظام "الإخوان" الذي أطاحته الثورة الشعبية السلمية في العام 2019 لعب رأس الرمح لسياسات إيران الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وخلط الأوراق السياسية في المنطقة.
وإيران تمدّ يد العون لجماعة الإخوان في السودان بغية إعادتها إلى السلطة لاستعادة نفوذها واستخدامها ورقة ضغط على خصومها في المنطقة العربية، وهو واحد من تكتيكات مشروع الإسلام السياسي الذي تعتمد عليه إيران.