إنهاء سلاح حماس.. فكرة إخوانية بحتة

إنهاء سلاح حماس.. فكرة إخوانية بحتة

إنهاء سلاح حماس.. فكرة إخوانية بحتة


22/04/2025

حميد قرمان

طفت على سطح الصراع في الشرق الأوسط فكرة إنهاء سلاح حماس كسبيل ومخرج لإنهاء الحرب على قطاع غزة. هذه الفكرة ليست فلسطينية أو عربية، بل هي فكرة إخوانية بحتة، طرحت لأول مرة من قبل الإخوان في الأردن إبان طرد قيادات حماس من قبل حكومة عبدالرؤوف الروابدة. وجددها بعد السابع من أكتوبر وزير خارجية تركيا هاكان فيدان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء قطر قبل سنة في العاصمة الدوحة، حيث أشار إلى استعداد الحركة للتحول إلى حزب سياسي وإلغاء جناحها العسكري.

في حديث تلفزيوني لزكي بني أرشيد، الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، لقناة تتبع الفلك والأيديولوجيا الإخوانية، بينه وبين أحد قيادات الإخوان في الأردن، أقتبس منه “ماذا على حماس لو أعادت النظر في فكرة المقاومة، كون المقاومة قرارًا تنظيميًا.. حيث يمكن أن تقف المقاومة بقرار تنظيمي.. وإعادتها بقرار تنظيمي.”

سياق حديث بني أرشيد التوثيقي كان شهادة لفترة الخلاف الإخواني الحمساوي في الأردن، الذي أسهم في خلق أزمة قيادة حركة حماس مع حكومة عبدالرؤوف الروابدة سنة 1999، وأفضى في حينه إلى طرد قياداتها من العاصمة عمان.

بات من المعروف أن قيادات الإخوان التاريخية في الأردن ساهمت في تأزيم العلاقة بين حركة حماس والدولة الأردنية آنذاك، خوفًا من سحب البساط التنظيمي منهم، حيث رأوا في حماس البديل الإسلامي الإخواني القادر على ابتلاعهم في الأردن.

بعيدًا عن تلك الحقبة وما تحمل من إشكاليات تحتاج إلى تمحيص سياسي توثيقي، وتبعاتها فيما بعد على مسار حماس السياسي وتحالفاتها الإقليمية، وبالعودة إلى فكرة المقال، يدرك أيّ باحث سياسي أن مسألة سلاح حماس أو إستراتيجياتها المعتمدة على العمل المسلح والمقاومة كانت ولا تزال قرارًا تنظيميًا يخضع في المقام الأول والأخير لخارطة علاقات الحركة مع أنظمة وقوى في الإقليم، وامتدادها كأيديولوجيا إخوانية.

حاليًا، ما تشهده الساحة الفلسطينية تحت عنوان “جدلية سلاح حماس” هو جدلية قائمة على خطف قرارات الشعب والتأثير على نظامه السياسي الرسمي، خاصة في ملفي الحرب والسلم، وانعكاسها بدرجة أكبر على الأمن الإقليمي وارتدادات الصراع بأبعاده في المنطقة.

أمام إصرار حكومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو على استكمال مخططاتها بتدمير القطاع وتهجير سكانه، تقف حماس عاجزة بضيق هامش المناورة في تحريك ملف المفاوضات. ويرى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن الحل لإنهاء الحرب هو خروج حماس من القطاع وتسليم سلاحها الذي جلب الدمار والركام للقطاع، ولم يحقق الغرض المطلوب منه في لجم القوة العسكرية لدولة إسرائيل أو تحقيق الحد الأدنى من معادلة الردع القائمة على حماية الفلسطينيين.

الغزيّون الذين دفعوا فاتورة باهظة للحرب يخرجون اليوم في مظاهرات ضد حكم الحركة ووجودها، لأنهم أدركوا أن خروج حماس من المشهد سينعكس على مصير بنيامين نتنياهو ومنظومته اليمينية كنتيجة حتمية لوقف الحرب. وهو ما يهرب منه بنيامين نتنياهو وبعض قادة أحزاب ائتلافه، كون مزاج الشارع الإسرائيلي المتقلب الآن يحمّلهم عبثية الحرب المستمرة لتأمين مستقبلهم السياسي.

الشعب الفلسطيني يرى ويستوعب خسارة حماس واصطفافها الإقليمي الإيراني المسمى محور المقاومة، بل يستشرف المستقبل في ظل عناد حماس والمماطلة التي سيجيرها بنيامين نتنياهو لصالح أهدافه ومصالحه. لذلك، يعي الغزيّون أنه لا يمكن البقاء تحت وهم تقديس سلاح حماس والحرص على وجود قياداتها في القطاع فهو من أدبيات الحالة النضالية الفلسطينية التي يمكن تجاوزها لتحقيق هدف أسمى هو تأمين مستقبل الشعب الفلسطيني الممتد في كفاحه ونضاله على أرضه منذ قرابة المئة عام.

العرب




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية