رغم انكشاف تضليلهم الإعلامي مراراً.. لماذا تنتشر شائعات "الإخوان" سريعاً ؟

رغم انكشاف تضليلهم الإعلامي مراراً.. لماذا تنتشر شائعات "الإخوان" سريعاً ؟

رغم انكشاف تضليلهم الإعلامي مراراً.. لماذا تنتشر شائعات "الإخوان" سريعاً ؟


02/04/2025

روجت جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات تابعة أو موالية لها، إشاعتين على الأقل، خلال الأسبوع الماضي، وبعدما ثبت أن تلك الأخبار مضللة، تجاهلت معظم تلك المنصات نشر تكذيب أو اعتذار.

الخبر الأول زعم  وجود جسر جوي عبر سيناء لنقل السلاح إلى إسرائيل. وقد تراجعت الجهة التي أصدرته، وسحبت بيانها. والجهة تدعى "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان"، وهي ليست موجودة في مصر، وذلك وفقا لما رصده موقع "النهار".

يٌقدّر حجم الشائعات التي يتم بثها كل عام في مصر بعشرات آلاف الأخبار المضللة

والخبر الثاني ادعى أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ناقشا خلال لقائهما في القاهرة السبت خطة لتهجير سكان غزة إلى مصر مقابل منح مالية كبيرة.

وبحسب "النهار"، فقد تم نفي الخبر الثاني رسمياً بعد ساعات. كما أنه يتضمن طرحاً غير منطقي، فالرئيسان رفضا علانية مراراً وتكراراً تهجير أهالي القطاع من أرضهم، وانتقدت مصر والإمارات الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما أن الدولتين شاركتا في القمة العربية الطارئة في القاهرة، والتي عقدت خصيصاً لمجابهة مقترحات التهجير.

رغم تشرذم الإخوان وتفرقهم، إلا أنهم نجحوا في الوصول إلى قطاعات مهمة من الجمهور المصري لأنهم يستخدمون وسائل غير تقليدية

وبرغم النفي، انتشر الخبران سريعاً، بما في ذلك في صفحات مستخدمين غير منتمين فكرياً أو تنظيمياً للجماعة التي صنفتها محكمة مصرية تنظيماً إرهابياً. ولم يحظ الاعتذار عن الخبر الأول، وتكذيب الثاني بقدر يذكر من الانتشار عبر مواقع التواصل.

الخبران يمثلان نقطة في بحر الأخبار المضللة التي تنتجها منصات "الإخوان" أو تتلقفها وتعيد بثها مقتطعة من سياقها. ويٌقدّر حجم الشائعات التي يتم بثها كل عام في مصر بعشرات آلاف الأخبار المضللة.

ورصد تقرير لمجلس الوزراء المصري، الصادر في شباط/فبراير الماضي زيادة بنسبة 16 بالمئة في معدل انتشار الشائعات خلال عام 2024.

ما تقدمه منصات الجماعة لا يمكن وصفه بالمعارضة بأي حال لكنه رغم ذلك يحمل نكهة مزيفة تبدو وكأنها معارضة

في السياق، يقول الباحث الأكاديمي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية عمرو عبد المنعم، لـ"النهار"، إنه "رغم تشرذم الإخوان وتفرقهم، إلا أنهم نجحوا في الوصول إلى قطاعات مهمة من الجمهور المصري، لأنهم يستخدمون وسائل غير تقليدية، تتابعها الفئات العمرية من 12-32 سنة بشكل خاص".

ويضيف أنهم "يقدّمون محتوى معمقاً، مع أنه قد يتضمن 70 بالمئة حقائق و30 بالمئة أكاذيب. ما تقدمه منصات الجماعة لا يمكن وصفه بالمعارضة بأي حال، لكنه رغم ذلك يحمل نكهة مزيفة تبدو وكأنها معارضة".

ويرى عبد المنعم  أنه "من المهم أن يفتح الإعلام الوطني المجال بصورة أكبر للمعارضة الحقيقية المتزنة، لأن المتلقي، في كثير من الأحيان، يريد أن يسمع أصواتاً معارضة، تعبر عن شواغله، بجانب الأصوات المعبرة عن الحكومة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية