صفحات إخوانية تؤجج الأوضاع التونسية قبيل الانتخابات.. ما غايتها؟

صفحات إخوانية تؤجج الأوضاع التونسية قبيل الانتخابات.. ما غايتها؟

صفحات إخوانية تؤجج الأوضاع التونسية قبيل الانتخابات.. ما غايتها؟


28/08/2024

حذر محللون سياسيون، خلال الأيام القليلة الماضية، من إستراتيجية إخوانية جديدة للتأثير على الرأي العام التونسي، عبر صفحات مشبوهة، بعد أن تم رفض طلب ترشح الإخواني المنشق عبداللطيف المكي للسباق الرئاسي، والذي كانت تعول عليه الجماعة للعودة إلى المشهد التونسي.

وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود جهات متعددة تشن حملات على الشبكات الاجتماعية، إلا أن جميعها تتشارك في هدف واحد، وهو توجيه الرأي العام ضد الرئيس قيس سعيد ومسار 25 يوليو، الذي ضرب مصالحهم السياسية والمالية في العمق، وأضر بشبكات نفوذهم داخل الدولة.

وتجرى الانتخابات الرئاسية بتونس في 6 تشرين الأول/أكتوبر/ المقبل، وأعلنت مؤخرا هيئة الانتخابات قبول ملفات 3 مرشحين للانتخابات هم: الرئيس الحالي قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب، زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون"، عياشي زمال.

سعيّد يحذر 

ودعا الرئيس التونسي قيس سعيد الجمعة وزير الداخلية إلى “مزيد اليقظة والتأهب لكل محاولات تأجيج الأوضاع في شتى المناطق.. وهي محاولات يائسة تقتضي المسؤولية التاريخية إحباطها وفق ما يقتضيه القانون”.

ولفت سعيد مرارا خلال لقاءاته مع المسؤولين في البلاد، إلى أن التسريبات التي تنشر على صفحات مأجورة تهدف لإرباك التونسيين وفق ما جاء في فيديو سابق نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية.

 

جهات متعددة تشن حملات على الشبكات الاجتماعية إلا أن جميعها تتشارك في هدف واحد وهو توجيه الرأي العام ضد الرئيس قيس سعيد

 

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة التونسية، فإن سعيد دعا إلى "مزيد اليقظة والتأهب لكل محاولات تأجيج الأوضاع في شتى المناطق العمومية وهي محاولات يائسة تقتضي المسؤولية التاريخية إحباطها وفق ما يقتضيه القانون".

وأكد سعيد أن "الانتخابات ليست حربا بل هي موعد يتجدد في مواعيد محددة طبق ما يضبطه الدستور"، مشيرا إلى أن "بعض الدوائر المرتمية في أحضان اللوبيات المرتبطة بدورها بجهات خارجية لا تقوم اليوم بحملة انتخابية بل بحملة مسعورة ضد الدولة التونسية وضد الشعب التونسي صاحب السيادة وحده"، في إشارة لأحزاب المعارضة وعلى رأسهم حركة النهضة الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في تونس.

وسبق أن قال الرئيس قيس سعيد إن "القوى المضادة للشعب التونسي تعمل على تأجيج الأوضاع في البلاد"، في إشارة للإخوان.

وأضاف سعيد، خلال اجتماع سابق لمجلس الأمن القومي التونسي، إن "القوى المضادة للثورة، وللشعب التونسي وحركة التحرر الوطني التي يخوضها تقوم عن طريق أعوانها المأجورين بتأجيج الأوضاع بكل الطرق والوسائل".

جماعة الإخوان تعمل على توجيه الرأي 

هذا ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن خبراء، أن تصاعد الدور السياسي والاجتماعي الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في دول العالم، بات ملموسًا إلى حد كبير، حيث نجح مستخدمو هذه الوسائل في توظيفها خلال السنوات الماضية لخدمة أهداف سياسية واجتماعية، واستطاعوا من خلال هذا التوظيف التأثير على بعض السياسات، لا سيما في ظل الانتشار الواسع والشعبية الكبيرة التي تتمتع بها هذه الوسائل بين الشباب الذين يعتبرون قاعدة انتخابية في العالم العربي وتونس.

وقال المحلل السياسي نبيل الرابحي للصحيفة إن “المشكلة انطلقت مع وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مع الأسف التشريعات لم تواكب هذا التطور، وأصبح الفضاء الافتراضي سلاحا قذرا وإستراتيجيا لبعض الدول خصوصا في مسألة التأثير على توجهات الناخبين”. 

 

جماعة الإخوان تعمل في الخفاء مع لوبيات رجال الأعمال ممن تضررت مصالحها منذ الإطاحة بحكم حركة النهضة الإخوانية

 

وأكّد في التصريح إن “الفيسبوك أصبح الملاذ الأول لتلك الممارسات على غرار هتك الأعراض وفبركة الأخبار الزائفة والصور والفيديوهات، هناك عدة جرائم إلكترونية وهناك صفحات خارجية أيضا تعمل على التحشيد الإلكتروني وخصوصا في التأثير على الناخب أو توجيه الرأي العام السياسي”.

في السياق، قال المحلل السياسي التونسي محمد الميداني لـ"العين الإخبارية"، إن جماعة الإخوان تعمل في الخفاء مع لوبيات رجال الأعمال ممن تضررت مصالحها منذ الإطاحة بحكم حركة النهضة الإخوانية، لإرباك الوضع العام متعللة بالمصاعب الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات انتشرت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مدفوعة الأجر ومدعومة ماليا، تدعو للتمرد ورفض النظام القائم وتدعو لعدم المشاركة في الانتخابات".

وأضاف أن الإخوان تعمل على توجيه الرأي العام ضد الرئيس قيس سعيد ومسار 25 يوليو/تموز (بداية تحرك سعيد تحت ضغط الشارع في عام 2021 لمواجهة هيمنة الإخوان على السلطة)، الذي أنهى نفوذها وضرب مصالحها السياسية والمالية.

كما أكد أن "جماعة الإخوان تستخدم نفس الأساليب التي كانت تستعملها عندما كانت في فترة الحكم، وهي توظيف صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بنشر محتويات زائفة ومضللة عبر فيديوهات ومنشورات كانت تروجها شركة أنستالينغو".

و"أنستالينغو" هي شركة متخصصة في إنتاج وتطوير المحتوى الرقمي، ومتهمة بالسعي للتلاعب بالرأي العام وزعزعة الأمن القومي لصالح حركة "النهضة"، وينظر القضاء التونسي في قضية علاقة الحركة بالشركة.

حملات ممنهجة يقف وراءها لوبي حركة النهضة 

وبينما تتصاعد هذه الحملات الإعلامية، تُطرح على الساحة عدة تساؤلات بشأن من يقف وراء تلك الحملات وما أسبابها وسر التوقيت الي تنشر فيه الأكاذيب لاستهداف الدولة التونسية ونظامها الحاكم، أوضح المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، في تصريحات لموقع ”الوئام”، أن بعض الصحفيين ينشرون أكاذيب بشأن المسائل الاقتصادية أو الأوضاع السياسية في تونس وذلك ضمن حملات ممنهجة يقف وراءها لوبي حركة النهضة ومن يتبع لهم في الخارج.

 

جماعة الإخوان تستخدم نفس الأساليب التي كانت تستعملها عندما كانت في فترة الحكم وهي توظيف صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي

 

وتابع المحلل السياسي: “جماعة الإخوان الإرهابية استخدمت الشباب التونسي وزجت بهم في جبهات القتال لدعم التنظيمات المتطرفة في بعض الدول العربية مثل سوريا وليبيا، وهو ما تسبب في محاسبة كبار قيادات النهضة حاليا والدفع بهم في السجون إلا أن بعض أتباع الإخوان يستخدمون حاليا الشباب لتنفيذ أجندات خاصة عبر صفحات وحسابات مشبوهة لمهاجمة النظام في تونس والرئيس قيس سعيد”.

وقال الجليدي إن الهدف من وراء ذلك تنفيذ مخططات خاصة بحركة النهضة داخل الدولة التونسية حيث يأتي ذلك بالطبع قبل فترة من إجراء الانتخابات الرئاسية وبهدف إبعاد قيس سعيد عن المشهد”.

والسبت، أعلنت المحكمة الإدارية في تونس رفض الطعن الذي تقدم به القيادي الإخواني عبداللطيف المكي، بعد رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية، فيما يرى مراقبون أن عبداللطيف المكي هو "عصفور النهضة" الذي من خلاله تريد الحركة العودة للمشهد السياسي لكن السلطات التونسية تفطنت لمساعي الإخوان لاختراق الانتخابات الرئاسية، وبالتثبت في ملف الترشح تم التأكد بأن المكي قد قام بتزوير التزكيات الشعبية، بعد أن فقدت الجماعة ثقة الشارع.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية