رياض جراد لـ "حفريات": حركة النهضة هددت برفع السلاح في وجه الدولة التونسية وأجهزتها

رياض جراد لـ "حفريات": حركة النهضة هددت برفع السلاح في وجه الدولة التونسية وأجهزتها

رياض جراد لـ "حفريات": حركة النهضة هددت برفع السلاح في وجه الدولة التونسية وأجهزتها


01/07/2024

أجرى الحوار: رامي شفيق

كشف الناشط السياسي والإعلامي التونسي رياض جراد لشاشة (التاسعة) التونسية عن عدد من الوثائق التي تمّ ضبطها في منزل زعيم حركة النهضة الإخوانية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ومقر الحركة لحظة توقيفه في شهر نيسان (أبريل) من العام 2023. 

وأوضحت تلك الوثائق خطة عمل الحركة ضدّ الدولة التونسية ومؤسساتها؛ من أجل زعزعة الاستقرار وهزّ ثقة المواطن في بلاده، والتحرك بمسارات متوازية ضدّ الأحزاب التي سمّاها الداعمة لقرارات الرئيس قيس سعيّد، وكذا المستفيدة من تلك القرارات.

واعتبرت الوثائق أنّ حزب (حركة الشعب) وبعض السياسيين، هم الأجدر بالهجوم في تلك المرحلة، فضلاً عن ضرورة العمل داخل الأحياء الشعبية، وتفعيل الخدمات الاجتماعية وتوظيف الشباب السلفي، والسيطرة على المساجد في المناطق الأشد فقراً للهدف نفسه.

"حفريات" حاورته، وهنا نص الحوار:

  • كشفت خلال الأيام الماضية عن عدد من الوثائق في منزل راشد الغنوشي  تتعلق بأمن وسلامة تونس. ما كواليس الأمر؟ وإلى أيّ حد كشفت تلك الوثائق خطورة حركة النهضة؟

ـ الوثائق التي تمّ تداولها مؤخراً تمّ حجزها لدى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ليلة القبض عليه يوم 17 نيسان (أبريل) العام 2023، بعد تفتيش دقيق لمنزله من طرف قوات الأمن التونسي التي داهمت منزله بعد إذن قضائي بذلك. هذه الوثائق تضمّنت مخطّطات خطيرة جداً مكتوبة بخط اليد تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار البلاد. حيث تم التخطيط للاتصال بجهات أجنبية وأجهزة مخابرات خارجية للتأثير والتدخل في الشأن الداخلي لتونس في ضرب صارخ لسيادة الدولة التونسية، كما تم الإعداد لتشكيل حكومة موازية في تونس في اعتداء واضح المقصود به تبديل هيئة الدولة التونسيّة. 

كما خطط راشد الغنوشي وحركة النهضة حتى لرفع السلاح في وجه الدولة التونسية وأجهزتها، وهو ما يؤكد أنّ زعيم حركة النهضة وجماعته المارقة كانوا يعدون مشروعا تآمرياً ودموياً ضد الشعب التونسي ومؤسّسات دولته. وقد تم التعرض في هذه المخططات أيضاً لرصد أموال من أجل تشكيل تنظيم سري يتكون من (5) آلاف شخص في البداية، ويتولى هذا التنظيم تأجيج الأوضاع في تونس.

وسيجد القارئ كافة التفاصيل التي قامت النهضة بتبويبها في هذه الأوراق للعمل من خلال صفحات التأثير الاجتماعي والتمويلات الأجنبية لزعزعة الاستقرار في البلاد وتوظيف بعض المناطق الأشد احتياجاً، والشباب من ذوي النزعة السلفية لتأجيج الأوضاع واتساقاً مع كون الحركة "حركة مناضلين لا تجد نفسها سوى في الصراع الميداني" بحسب ما جاء بالوثائق.

هل ثمة ردود فعل رسمية حول تلك الوثائق، وتأكيد ارتباطها بالحركة وراشد الغنوشي؟

ـ نعم، بعد تداول تلك الوثائق، وما تضمّنته من مخططات خطيرة جداً، تدخّل الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بتونس، على قناة (التاسعة) التونسية، وأكد صحّة تلك الوثائق، وأنّه تم فعلاً حجزها في منزل راشد الغنوشي، وأكد أنّ ما تم تداوله هو جزء بسيط ممّا تم حجزه، في إشارة واضحة إلى أنّ ما خفي كان أعظم.

ما مدى الارتباط بين تلك الوثائق وما يُعرف بالجهاز السري لحركة النهضة؟ 

ـ الوثائق وما تضمنته من مخططات خطيرة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ حركة  النهضة لا علاقة لها بالعمل السياسي/ الحزبي المدني السلمي، وأنّها ي جماعة إرهابية مارقة لا تؤمن لا بالدولة ولا بالقانون ولا بالمؤسّسات، وقد أثبتت المخططات الخطيرة سعي راشد الغنوشي والنهضة إلى تشكيل تنظيم سري جديد يعمل تحت غطاء الجمعيات المشبوهة المرتبطة بها، وقد تم من أجل تشكيله رصد أموال طائلة لذلك بحسب ما جاء بالوثائق. وحددت الوثائق مبالغ تصرف شهرياً لصالح تنقل أفراد جبهة الخلاص، فضلاً عن مصاريف القيادات لصالح مناهضة الأحزاب الداعمة لقرارات 25 تموز (يوليو).

هناك من فسر توقيت الكشف عن تلك الوثائق بقرب صدور قرار رسمي بحل حركة النهضة؟

ـ سأشير إلى نقطة مهمّة ودالة، وهي أنّ قرار حل حركة النهضة من عدمه هو شأن قضائي بحت، ولكن هناك دعوات شعبية متصاعدة اليوم في تونس، وخاصّة بعد تداول هذه الوثائق، وما تضمّنته من مخططات، لحل هذه الحركة، بعد اطلاع التونسيين على ما كان يضمره لهم الغنوشي وجماعته من مخطط إرهابي، وهو الأمر الذي ينبغي على مجلس النواب القيام به، ودعم التوجه ذاته لصالح سلامة الدولة واستقرارها.

توظف حركة النهضة أزمات الوضع الداخلي في تونس؛ بغية توتير الوضع العام وهز ثقة المجتمع التونسي في الرئيس... كيف تقرأ ذلك؟

ـ الشعب التونسي عبّر عن وعي غير مسبوق، وهو على قناعة تامة وثقة بأنّ الرئيس قيس سعيّد أنقذ البلاد، بل والمنطقة بأسرها، من إرهاب الغنوشي وجماعته التي لم تتورط فقط في إراقة دماء التونسيّين (المدنيّين، والأمن والجيش)، وإنّما ساهمت حتى في إراقة الدماء في أكثر من دولة عربية، في إطار إرهاب تنظيم الإخوان الدولي المرتبطة به، والنهضة أحد فروعه في تونس. كما أنّ التونسيين يعلمون علم اليقين أنّ الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تعانيها تونس اليوم هي جراء الفساد الذي استشرى زمن حكم النهضة، ونتيجة تخريبهم الممنهج للاقتصاد وإثقال كاهل الشعب التونسي بديون خارجية لم يلاحظ التونسيّون أيّ أثر لها في الواقع، لأنّ بعضها تمّت سرقته وتحويله إلى الحسابات البنكية للغنوشي وعائلته وقيادات جماعته.

وربما الجميع يتذكر تلك التسجيلات المنسوبة إلى الأمين العام لحركة النهضة وهو يتحدث عن الفساد المالي لراشد الغنوشي وعائلته، وكذا القيادي رفيق عبد السلام الهارب في الخارج.

اليوم كل عمليات سبر الآراء الجدية والموثوقة تؤكد أنّ الرئيس قيس سعيّد يتصدر نوايا التصويت، ويحظى بثقة عالية جداً من التونسيين؛ لأنّهم مقتنعون بوطنيته ونزاهته ونظافة يده وصدقه، عكس ما خبروه في جماعة النهضة ومكونات العشرية السوداء في تونس. إنّ شعار الشعب التونسي اليوم: "لا رجوع إلى الوراء". كما أنّ الشعب التونسي لن يقبل تحت أيّ ظرف تسليم بلاده مجدّداً للإرهابييّن الفاسدين الذين تخلّص منهم يوم 25 تموز (يوليو). 

ما الجديد في قضايا حركة النهضة؛ خاصة قضايا الاغتيالات والتمويل الأجنبي والتسفير وتهديد أمن الدولة؟

ـ النهضة تتعلق بها وبقيادتها اليوم عشرات القضايا المتصلة بالإرهاب وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر والجهاز السري والاغتيالات والفساد وتبييض الأموال وغيرها. وأغلبها، هي الآن، في مراحلها الأخيرة قبل إصدار الأحكام، نظراً لكون كافة الدوائر القضائية تعمل حالياً على الانتهاء من القضايا المنظورة والبت فيها بشكل حاسم ونهائي.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية