نصرالله يعترف ضمنياً بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية... وهذا ما دعا له

نصرالله يعترف ضمنياً بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية... وهذا ما دعا له


19/05/2022

اعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ضمنياً بالهزيمة في الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد الماضي، محاولاً تخفيف وقعها عن متابعيه والموالين له، بزعم أنّه لم ينجح أيّ طرف سياسي في تحقيق الأغلبية، ولا يستطيع أحد الادعاء بأنّه حازها.

ودعا نصر الله في أول خطاب تلفزيوني له منذ الانتخابات البرلمانية إلى "التعاون" بين الجماعات السياسية، بما في ذلك الوافدون الجدد، مهدداً بأنّ البديل سيكون "الفوضى والفراغ"، وفق ما نقلت قناة المنار التابعة له.

حسن نصر الله يحاول ضمنياً التخفيف عن التابعين والموالين له، بزعم أنّه لم ينجح أيّ طرف سياسي في تحقيق الأغلبية

هذا، وشكلت نتائج الانتخابات النيابية ضربة لحزب الله، رغم أنّ نصر الله وصفها بأنّها "انتصار كبير جداً للمقاومة".

وفي السياق، وجّه الثنائي الشيعي في لبنان، حركة أمل وميليشيات حزب الله، بياناً إلى أنصارهما جاء فيه: "إذ يتفهمان مشاعر مناصريهما بعد كلّ التحريض والشحن والاستفزاز قبل الانتخابات النيابية، ندعو إلى عدم تنظيم مسيرات بالدراجات النارية احتفالاً بهذه النتائج، كي لا يأخذ بعض الموتورين الأمور إلى أماكن تعكر صفو النجاح الانتخابي".

نصر الله يدعو إلى "التعاون" بين الجماعات السياسية، بما في ذلك الوافدون الجدد، ويهدد بأنّ البديل سيكون "الفوضى والفراغ"

وأضاف البيان: "كما تربأ حركة أمل وحزب الله بجمهورهما عدم القيام بأيّ تصرف أو تحرك قد يوضع في خانة استفزاز مناصري جهات وأحزاب سياسية أخرى، فالاستحقاق الانتخابي مضى، والمطلوب اليوم عودة الجميع إلى منطق الحوار والتلاقي للخروج من الواقع الاقتصادي والمالي الخانق".

وتابع البيان: "وتحث حركة أمل وحزب الله – في المقابل – الأجهزة الأمنية على ضبط ظاهرة إطلاق النار وتوقيف المخالفين إلى أيّ جهة انتموا حفاظاً على السلم الأهلي، كذلك توقيف الذين أطلقوا النار في الساعات الماضية على مناصري حركة أمل وحزب الله".

يشار إلى  أنّ تابعين لحزب الله قاموا بإحراق "قبضة الثورة" وسط العاصمة اللبنانية بيروت، غداة صدور نتائج الانتخابات النيابية وخسارة بعض اللوائح والأحزاب.

هذا، وينفتح المشهد العام في لبنان بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية وخسارة حزب الله وحلفائه للأغلبية البرلمانية على احتمالين لا ثالث لهما؛ فإمّا شلل سياسي طويل، وإمّا انزلاق للعنف، فنتيجة الانتخابات ستجعل  تركيبة البرلمان مشتتة من دون أكثرية واضحة لأيّ طرف، وهو أمر قد يعقّد إنجاز الاستحقاقات المقبلة الملحّة، وفق موقع ميديل إيست أون لاين.

تابعون لحزب الله قاموا بإحراق "قبضة الثورة" وسط العاصمة اللبنانية بيروت غداة صدور نتائج الانتخابات النيابية

وعلى الرغم من خسارته الأكثرية في مجلس النواب، احتفظ حزب الله وحليفته حركة أمل بكامل المقاعد العائدة للطائفة الشيعية (27)، لكنّ حلفاء تقليديين بارزين له، من بينهم من التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس اللبناني ميشال عون، خسروا مقاعدهم، ممّا جعله غير قادر على تأمين (65) مقعداً من (128) هو عدد مقاعد مجلس النواب.

وحقق خصمه اللدود حزب القوات اللبنانية بعض التقدم في عدد المقاعد (18)، بينما كانت المفاجأة في وصول (13) نائباً على الأقل من المعارضة المنبثقة عن الانتفاضة الشعبية ضد الطبقة السياسية بكاملها التي انطلقت في 2019.

وتبدأ ولاية المجلس الجديد في 22 أيار (مايو)، وسيكون أمامه مهلة (15) يوماً لانتخاب رئيس له، وهو منصب يشغله رئيس حركة أمل نبيه بري منذ العام 1992، ولا ينوي التنازل عنه رغم بلوغه الـ84.   

وأعلن "التغييريون" والمعارضون الآخرون، وبينهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أنّهم لن ينتخبوا بري رئيساً للبرلمان، لكن قد لا يكون اعتراضهم مجدياً كون كلّ النواب الشيعة ينتمون إلى حركة أمل وحزب الله أو ما يُعرف بـ"الثنائي الشيعي"، وبالتالي لن يكون لديهم مرشح بديل لتقديمه، ووفق اتفاق الطائف تعود رئاسة المجلس النيابي للشيعة في لبنان.

وسيكون انتخاب الرئيس ليخلف ميشال عون (88 )عاماً بدوره استحقاقاً صعباً آخر على جدول أعمال المجلس النيابي.

ويتم التداول بعدة أسماء لخلافته، بينها صهره جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب والوزير السابق سليمان فرنجية، وقائد الجيش جوزف عون، لكن كلّ هذه أسماء لا تلقى إجماعاً، ويصعب أن تحصد أكثرية في مجلس النواب، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

 

الصفحة الرئيسية