العالم يحتفل بيوم الأخوة الإنسانية.. وإشادة بدور الإمارات

العالم يحتفل بيوم الأخوة الإنسانية.. وإشادة بدور الإمارات


04/02/2021

ابتداء من اليوم، الموافق 4 شباط (فبراير)، يسجل التاريخ احتفال المجتمع الدولي سنوياً بـ"اليوم العالمي للأخوة الإنسانية" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار جاء بالإجماع، للمبادرة التي قدمتها كلٌّ من الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، لتعزيز أواصر الأخوة، والترابط، والتلاحم والتعاضد.

الأمين العام للجنة الأخوة الإنسانية: نشكر الإمارات التي سخّرت دبلوماسيتها لتحقيق هذا الإنجاز الجديد لخدمة الإنسانية

توجّهات الإمارات الإنسانية عكستها كلمات المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، في بيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حين تقديم المبادرة، وقبيل اعتمادها، فقد قالت: "في الأعوام الأخيرة، شهد العالم زيادة كبيرة في العنف، وخطاب الكراهية ضد الأجانب، والتعصب الديني، وأشكالاً أخرى من التمييز، ولمواجهة هذه التهديدات العابرة للحدود، يجب علينا دعم المبادرات التي تشجع على التضامن والوحدة بين الأفراد، بروح تتسم بالأخوة الإنسانية، وعليه، تسعى كلٌّ من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، عبر هذه المبادرة، للاحتفال جميعاً بقيمنا المشتركة المتمثلة في تقبّل الآخر، والانفتاح، والتعاطف، وإظهار الحب تجاه جميع البشر"، وفق ما أوردت صحيفة "الخليج".

وعقب اعتماد المبادرة أكد الأمين العام للجنة الأخوة الإنسانية المستشار محمد عبد السلام،  أنّ اعتماد الأمم المتحدة الرابع من شباط (فبراير) اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، هو إنجاز تاريخي كبير يضاف إلى إنجازات لجنة الأخوة الإنسانية، ويُعدّ اعترافاً دولياً بوثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، لكون الأخوة الإنسانية أصبحت مسؤولية العالم، وقال: "نشكر دولة الإمارات التي سخّرت دبلوماسيتها متعددة الأطراف من خلال بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة لتحقيق هذا الإنجاز الجديد لخدمة الإنسانية".

المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة

واختيار اليوم العالمي للأخوة الإنسانية ثمرة طيبة من ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بأبوظبي في 4 شباط (فبراير) الماضي، بحضور نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أشارت، في قرارها الجمعي باعتبار 4 شباط (فبراير) اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، إلى اللقاء الذي عُقد بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بتاريخ 4 فبراير 2019 في أبو ظبي، والذي أسفر عن التوقيع على "وثيقة الأخوة الإنسانية" من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، مؤكدة على المساهمات القيّمة للشعوب من جميع الأديان والمعتقدات الإنسانية، وعلى دور التعليم في تعزيز التسامح، والقضاء على التمييز القائم على أساس الدين أو المعتقد، ومثنية على جميع المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية والجهود التي يبذلها القادة الدينيون لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

اقرأ أيضاً: "كورونا" يعزز الأخوة الإنسانية.. دعوة للصلاة لمواجهة الوباء

وكانت دولة الإمارات قد استضافت في شباط (فبراير) 2019 المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر، وسبل تعزيزه عالمياً، ويهدف أيضاً إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته، وتعزيز العلاقات الإنسانية، وإرساء قواعد جديدة لها، بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف. وتزامن المؤتمر مع الزيارة المشتركة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات، وصدرت عن المؤتمر وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، ووقّع عليها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية.

ويشارك اليوم الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، في الاحتفالية العالمية الافتراضية التي تقام في أبو ظبي برعاية ولي عهد أبو ظبي، راعي وثيقة الأخوة الإنسانية الشيخ محمد بن زايد،  بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، والتي جرى توقيعها في 4 شباط (فبراير) عام 2019 م.

وفي السياق، طالب بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، بالصلاة والعمل كلّ يوم من أيام السنة، ليتمكّن الجميع من العيش معاً في أمان وسلام، وذلك في احتفالات اليوم العالمي الأوّل للأخوّة الإنسانية.

وكتب بابا الفاتيكان، عبر حسابه على تويتر: "نحتفل باليوم العالمي الأوّل للأخوّة الإنسانية، لنُصلِّ ونعمل في كلّ يوم من أيام السنة، لكي نتمكّن جميعاً من العيش معاً في عالمنا بأخوَّة وسلام"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وكان المجلس الحبري للحوار بين الأديان قد أعلن أنّ البابا فرنسيس سيشارك في الاحتفال الافتراضي اليوم.

الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان يشاركان في الاحتفالية العالمية الافتراضية التي تقام في أبو ظبي

وقال في بيان: إنه "بادر بتنظيم هذا اللقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، ويشارك فيه مع البابا الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وشخصيات أخرى".

ونقل موقع "الفاتيكان نيوز" عن المجلس الحبري للحوار بين الأديان، الإشارة في بيان إلى أنه "سيتمّ في اليوم نفسه توزيع جائزة زايد للأخوّة الإنسانية والمنطلقة من وثيقة الأخوّة الإنسانية للسلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الشيخ أحمد الطيب في أبو ظبي، في شباط (فبراير) 2019".

اقرأ أيضاً: ولي عهد أبوظبي والبابا فرنسيس يبحثان هذه الموضوعات

وسيبث موقع أخبار الفاتيكان اللقاء الافتراضي وتوزيع الجوائز على الفائزين مباشرة بلغات عديدة في الساعة 2:30 من بعد ظهر اليوم الخميس بتوقيت روما.

وفي الإطار ذاته،  قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "في اليوم الدولي للأخوّة الإنسانية نؤكد التزامنا بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش".

وأضاف سموّه عبر حسابه على تويتر اليوم: "في اليوم الدولي للأخوّة الإنسانية نؤكد التزامنا بتعزيز قيم التآخي والحوار والتعايش... وبهذه المناسبة وتقديراً لإسهاماتهما وجهودهما نهنئ أنطونيو غوتيريش ولطيفة بن زياتن بحصولهما على جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، التي أطلقتها دولة الإمارات، منبثقة من وثيقة الأخوّة الإنسانية".

هذا، وأعلن رئيس جامعة الأزهر، ورئيس جلسات اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية الدكتور محمد المحرصاوي، في تصريح نقلته صحيفة الأهرام، أنّ اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية تسابق الزمان من أجل تحويل مبادئ الأخوّة الإنسانية إلى مشروعات واقعية في التعليم والثقافة، مؤكداً أنّ احتفال اللجنة العليا بذكرى توقيع الوثيقة هو احتفاء بالجهود المخلصة في مجال الإخاء الإنساني حول العالم، وتشجيع الأفراد والمؤسسات كافة على المضي قُدماً، وتنفيذ المبادرات والمشروعات التي تخدم الإنسانية، وتهدف إلى الارتقاء بالإنسان، بغضّ النظر عن الجنس أو اللون أو الدين.

 وأوضح المحرصاوي أنّ اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية منذ انطلاقها عقدت العديد من الشراكات الدولية، وسخّرت جهودها لتعميم العمل ببنود الوثيقة التاريخية حول العالم، ونجحت اللجنة في تضمين وثيقة الأخوّة لتكون منهجاً دراسياً في جميع المراحل العمرية في عدد من الدول، إضافة إلى الأزهر والفاتيكان، وأطلقت عدداً من المبادرات العالمية، أبرزها: مبادرة "الصلاة من أجل الإنسانية"، و"بيت العائلة الإبراهيمية"؛ لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين أتباع الديانات والثقافات المتعددة، مشيراً إلى أنّ اللجنة تسعى لمدّ جسور التعاون وبناء شراكات عالمية من أجل الأخوّة الإنسانية، وفق استراتيجية واضحة.

 من جهته، قال رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الدكتور حمدان مسلم المزروعي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام): إنّ اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية جاء نتاج مبادرة رائدة من دولة الإمارات وبتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تسعى على الدوام إلى نشر قيم التسامح والتعايش والتآخي وقيم "وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، التي تمّ إطلاقها من أبو ظبي في 4 شباط (فبراير) 2019.

توزيع جائزة زايد للأخوة الإنسانية اليوم، المنطلقة من وثيقة الأخوّة الإنسانية للسلام العالمي والعيش المشترك

بدوره، قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد إدريس: إنّ وثيقة الأخوّة الإنسانية تُعدّ حدثاً تاريخياً غير مسبوق، ومرجعاً عالمياً لقيم التعايش الإنساني بين البشر، وتأكيداً لحقوق الإنسان بمفهوم شامل متكامل، مكتسبة مرجعيتها الراسخة وقوتها الروحية العالية من كونها صادرة عن أعلى مرجعية دينية في العالمين الإسلامي والمسيحي، مؤكداً أنّ البناء الراسخ للسلام لا يقوم فقط على المؤسسات والآليات السياسية، وإنما يُبنى كذلك على قيم الحوار المجتمعي، والتعايش المشترك، وقبول الاختلاف.

من جانبه، قال الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لمجلس العلماء الإندونيسي الأستاذ الدكتور محمد دين شمس الدين، خلال كلمته اليوم باحتفالية الأزهر الافتراضية باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية: إنّ وثيقة الأخوة الإنسانية أصبحت صرحاً تاريخياً مبهراً للحضارة الإنسانية، مؤكداً على أنّ المؤسّسات الدينية يقع على عاتقها مسؤولية كبرى في شأن تفعيل بنود تلك الوثيقة، من خلال المساهمة في حلّ القضايا الإنسانية ومشكلات الحضارة المعاصرة، مشدداً على أنّ التعاون بين أتباع الحضارات والأديان أصبح أمراً ضرورياً ملحّاً.

اقرأ أيضاً: الأزهر يشارك الأقباط عيدهم .. ويرد على هؤلاء

هذا، واعتمدت الأمم المتحدة أمس بالإجماع قراراً تقدّمت به الإمارات مع كلٍّ من السعودية والبحرين ومصر، يدعو إلى الاحتفال باليوم "الدولي للأخوّة الإنسانية" في الرابع من شباط (فبراير) من كلّ عام، ابتداء من 2021.

الصفحة الرئيسية