أي دور لتركيا في ليبيا، الهدنة أم الحرب؟

أي دور لتركيا في ليبيا، الهدنة أم الحرب؟


16/01/2020

ما أن وقع اردوغان الاتفاقية مع فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية حتى أطلق العنان لاعتبارات السيطرة والاستحواذ وإيجاد دور الشريك في الأزمة الليبية.

وقد برز ذلك جليا في العديد من المواقف وكان آخرها في اثناء انعقاد مؤتمر موسكو الذي لم يسفر عن هدنة او اتفاق بين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق.

الرفض الليبي القاطع والذي لا رجعة فيه لوجود المليشيات والمطالبة بحلها جميعا ثم لنصل الى نقطة جوهرية وهي رفض الجيش الليبي بزعامة المشير حفتر أي مشاركة تركية في الإشراف على وقف إطلاق النار في ليبيا، واشتراط سحب القوات التركية من ليبيا، وتجميد الاتفاق بينها وبين حكومة الوفاق، كل ذلك اثار سخط اردوغان ووسائل اعلامه اذ أطلق تصريحات عنيفة ضد حفتر المناهض للتواجد التركي في ليبيا.

اردوغان ما بعد مؤتمر موسكو لا هو مع الهدنة ولا هو ضد الحرب وقد تجلى ذلك من خلال سلسلة من التصريحات الغاضبة والمتشنجة أطلقها اردوغان بصدد الازمة الليبية.

فقد هدد اردوغان بتلقين درس للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، اذا استأنف هجماته ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وذلك بعد مغادرته موسكو بدون توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار كان تفاوض حوله.

وقال اردوغان في خطاب أمام نواب حزبه "لن نتردد أبدا في تلقين الانقلابي حفتر الدرس الذي يستحقه اذا واصل هجماته ضد الادارة المشروعة وضد أشقائنا في ليبيا".

وكان حفتر غادر موسكو بدون أن يوقع اتفاقا لوقف إطلاق النار قبل به خصمه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

من جهة أخرى، قال اردوغان أن حفتر كان سيسيطر على كل الأراضي الليبية لولا تدخل تركيا التي بدأت نشر عسكريين لدعم حكومة الوفاق الوطني مستفيدة من اتفاق وقعه الطرفان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وصرح اردوغان "لنقول الأمور بوضوح، لو لم تتدخل ليبيا لاستولى الانقلابي حفتر على كل البلاد ولوقع كل الشعب الليبي ضحية ممارساته".

في ضوء هذه التصريحات يرسم اردوغان لنفسه موقعا في الازمة الليبية وكأنه لا بديل ولا غنى عنه متجاوزا حقيقة انه وتحركاته واتفاقاته هي بمثابة تعميق للمشكلة وليس حلا لها.

كل هذه المتغيرات على الأرض دفعت  رئيس حكومة الوفاق الى التعامل بمنطق الاستقواء بتركيا ضد خصومه الاخرين وصولا الى فرض صيغة الامر الواقع ومن طرف واحد.

وتقوم أوروبا وشمال إفريقيا بحملة دبلوماسية في محاولة منع ليبيا، مع تزايد مشاركة اللاعبين الدوليين في النزاع ودخول تركيا طرفا في التسليح والتدريب وتأجيج الحرب، من التحول إلى سوريا اخرى.

وفي وسط  مطالب حكومة الوفاق باستسلام الجيش الليبي بقياد حفتر يؤكد هذا الأخير أنه لا يمكن ضمان إحياء العملية السياسية واستقرار البلاد إلا من خلال القضاء على الجماعات الإرهابية وحل الميليشيات التي تسيطر على طرابلس والانسحاب التركي الكامل من ليبيا دون قدي او شرط.

تبدو ليبيا اليوم على مفترق طرق ما بين دعوات اممية وإقليمه لإنقاذ هذا البلد من الصراع الطويل وغير المجدي والفوضى وبين أطماع  توسعية دخلت فيها تركيا بشكل فاضح لتزيد الأزمة تفاقما.

عن صحيفة "أحوال التركية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية