السجون التركية تحظر صور كاسترو وجيفارا في زنازين الأكراد

السجون التركية تحظر صور كاسترو وجيفارا في زنازين الأكراد


21/05/2019

مسلسل القمع الذي تمارسه السلطات التركية على المساجين الأكراد ما زال يتصاعد، وفي آخر حلقاته قررت إدارة أحد السجون التركية حظر صور الزعيمين الثوريين الشهيرين، فيدل كاسترو وتشي جيفارا.

العديد من المعتقلين بسجن يوكساك جوفانليكلي، في ولاية وان ذات الأغلبية الكردية، كشفوا عن الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال الفترة الأخيرة، حسبما ذكرت صحيفة دوفار التركية اليوم الاثنين.

أقيل نارجوز، أحد السجناء الأكراد، كشف عن قيام إدارة السجن بحظر صور الزعيمين فيدل كاسترو وتشي جيفارا، بدعوى انتمائهما لحزب التحرر الشعبي الثوري، الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية.

نارجوز كشف عن العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها المساجين، خاصة السياسيين منهم، من بينها منع الزيارة، وعقوبة 3 سجناء بالحبس الانفرادي بسبب قراءتهم كتب الزعيمين كاسترو وجيفارا.

ولم يقتصر الأمر على معاقبة المسجونين بسبب القراءة، فقد تم حظر بيع صحيفتي يني آسيا ويني يشام الكرديتين من السجون، بموجب قرار إداري من سجن يوكساك جوفانليكلي، فضلاً عن إيقاف بث عدد من القنوات التلفزيونية، مثل "هالق تي في، وتالا 1".

انتهاكات مستمرة
المحامي التركي وعضو هيئة حقوق الإنسان بولاية وان، محمد قاراتاش، أشار إلى ارتفاع وتيرة الانتهاكات التي تمارسها الحكومة التركية حيال المعتقلين الأكراد، خاصةً بعد إعلان المئات من المساجين الإضراب عن الطعام احتجاجاً على العزلة المفروضة على زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، المسجون في سجن جزيرة إمرالي المشدد منذ 1999.

قاراتاش أضاف: حتى حق ممارسة الرياضة لم يعد مسموحا للمساجين، فضلاً عن تحذير إدارة السجن لهم بحظر كافة حقوقهم إذا شاركوا في حملة الإضراب عن الطعام، وهي الحملة التي بدأتها نائبة حزب الشعوب الديمقراطي في نوفمبر الماضي، وتبعها نحو 290 آخرين بمختلف السجون التركية.

السلطات التركية تواصل انتهاكاتها حيال المعتقلين، خاصةً الأكراد منهم، حيث كشفت صحيفة بيرجون التركية في وقت سابق عن وفاة المعتقلة السياسية بسجن شاكران النسائي، يونجا أكيجي، بعد استمرارها في الإضراب عن الطعام، للمطالبة كغيرها من الآلاف برفع العزلة المفروضة على الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، فيما كانت تقبع في السجون التركية منذ حوالي 4 سنوات على خلفية تهم ملفقة بالإرهاب.

يونجا دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام منذ بداية مارس الماضي، وحاولت الانتحار في 29 من الشهر نفسه، قبل أن تنتقل إلى مستشفى شيغلي الحكومي، لتتلقى العلاج إلى أن فقدت حياتها بعد ظهر أمس.

ولم تكن أكيجي أول المعتقلين السياسيين الذين يفقدون حياتهم، فقد فارق سيراتش يوكساك، الحياة في سجن عثمانية، للمطالبة أيضًا برفع العزلة المفروضة على الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، إضافة إلى 3 أشخاص آخرين.

في 23 مارس فارقت المعتقلة السياسية الكردية، أيتن باتشيت، البالغة من العمر 24 عاما، والمعتقلة في سجن جابزة، شمال غرب تركيا، الحياه بشنق نفسها، بعد 6 سنوات من اعتقالها بتهم ملفقة، تتعلق بالانتماء إلى منظمات إرهابية.

الواقعة الثانية في نفس الأسبوع، حيث أنهى المعتقل بسجن تيكرداغ والعضو في حزب الشعوب الديمقراطي زولقوف جزان، 30 عاما، حياته في 18 مارس الماضي، شنقا هو الآخر.

زهرة ساغلام أنهت حياتها في سجن أولتو يوم 24 مارس الماضي، و لحقت بها ميديا تشينار، المعتقلة بسجن ماردين بعد يوم واحد، عقب نقلها من معتقل فان شديد الحراسة إلى سجن ماردين.

تشينار، 24 عاماً، المتهمة بصلتها بحزب العمال الكردستاني، أضربت عن الطعام اعتراضا على العزلة المفروضة على الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، حتى صعدت روحها.

أنقذوا المعتقلين
منظمات حقوق الإنسان ونظيراتها العمالية والمهنية، دعت إلى وضع حد للانتحار في السجون، فيما أكد مركز ستوكهولم للحريات، أن الحياة في معتقلات إردوغان المكتظة بنحو 300 ألف معتقل مستحيلة، إذ يضطر النزلاء للنوم أمام المراحيض، بسبب الازدحام الشديد.

مراقبون قالوا لصحف ومواقع إخبارية، إن حالات القتل جراء التعذيب، دائمًا ما يجري التغطية عليها، والادعاء بأنها تمت نتيجة الانتحار، لرفع المسؤولية عن إدارة السجن.

عن "عثمانلي"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية