انفتاح شهية تركيا الإعلامية للمنطقة العربية بعد تراجع حظوظ الجزيرة

انفتاح شهية تركيا الإعلامية للمنطقة العربية بعد تراجع حظوظ الجزيرة


08/01/2019

انفتحت شهية تركيا الإعلامية أكثر نحو المنطقة العربية بعد قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وصار لدى الأتراك الانطباع بأن المنطقة يمكن أن يعاد اختراقها إعلاميا بروح تركية بعد تراجع حظوظ قناة الجزيرة القطرية.

وبدأت القناة الرسمية التركية الناطقة باللغة العربية “قناة TRT عربي”، الاثنين، ببث برامجها التلفزيونية بحُلتها الجديدة، وذلك بعد تسع سنوات على انطلاقها، ولتخاطب رقعة جغرافية مؤلفة من 350 مليون نسمة.

وفسح تراجع قناة الجزيرة القطرية عن استقطاب المشاهدين الطريق أمام الإعلام التركي كي يملأ الفراغ.

وتواجه الجزيرة تحديا كبيرا في المرحلة الراهنة بعد أن تحولت إثر المقاطعة العربية لقطر إلى منبر لترديد قصة واحدة تحاول النيل من دول المقاطعة وتستهدف السعودية تحديدا، بحيث لا تكاد نشرات الأخبار والبرامج الحوارية تتناول سوى هذا الموضوع، أو تنويعات على أخبار أخرى يتم تحويرها لتصل إلى نفس الغاية.

واعتبرت وكالة أنباء الأناضول أن قناة TRT عربي “تذهب إلى تغيير سياستها لتصل إلى أكبر عدد من المشاهدين العرب”.

وبعد أن افتتحت القناة في أبريل 2010، كشفت أنها ضمّت إلى بنيتها وجوها إعلامية جديدة إضافة إلى الكثير من الصحافيين من 21 دولة عربية.

وقامت في الساعة الأولى من الانطلاق الجديد ببث تغطيات مباشرة مع مراسلين ومحللين سياسيين من 9 دول، للاطلاع على آخر التطورات السياسية والاقتصادية في تلك الدول.

وتسعى أنقرة، في ظلّ حكومات حزب العدالة والتنمية الإسلامي، إلى فرض خطابها السياسي والإعلامي على العرب سياسيا وشعبيا، في محاولة منها لاسترجاع أحلام الإمبراطورية العثمانية.

واستبعد خبراء إعلاميون أن تتصف القناة بحيادية في ظلّ تقييد الحريات الصحافية بشكل غير مسبوق في تركيا، فيما تتبع جميع منصّات البث على الإنترنت لمراقبة الهيئة الحكومية المسؤولة عن تنظيم البث في تركيا، ويقبع المئات من الصحافيين الأتراك والأجانب في السجون التركية.

وقال إعلامي عربي مقيم في لندن إن تركيا تودّ الإطلالة على العالم العربي بشكل أوسع بما يتناسب مع طموحات أردوغان في بسط نفوذه في المنطقة.

وأضاف الإعلامي في تصريح لـ”العرب”، “أن قضية مقتل خاشقجي والسياق الذي اختارته أنقرة لاستغلال المسألة من خلال جرعات من التسريبات الإعلامية المزدوجة، يمنحان المشروع الإعلامي التركي دفعا جديدا لاختراق الرأي العام في العالم العربي”.

ويلفت المراقبون إلى أن القناة الناطقة باللغة العربية تأتي مكمّلة لشبكة من المنابر الإعلامية التي يلتقي خطابها بين أنقرة والدوحة.

ويشكك هؤلاء في قدرة TRT عربي على تقديم وجبة إعلامية موضوعية بعيدة عن الخطاب المكرر الذي يستخدمه نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا.

واحتلت تركيا، وفق تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” عن حرية الصحافة عام 2018، المركز 157 بين 180 دولة شملها التقرير بتراجع درجتين مقارنة بالعام الماضي. وتحدث التقرير كذلك عن تركيا بوصفها “أكبر سجن للصحافيين حول العالم”.

وكشفت قناة TRT عربي، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي.آر.تي”، أنّها  قامت بافتتاح مكاتب لها في القدس وبغداد وطهران وبيروت وعمّان والقاهرة ولندن وموسكو وواشنطن، بغرض متابعة جميع الأحداث في العالم ميدانيا.

وضمّت القناة وجوها إعلامية جديدة إلى كادرها، إضافة إلى الكثير من الصحافيين المعروفين، خصوصا من لا يخفون توجههم المتعاطف مع الخطاب السياسي التركي.

عن "العرب" اللندنية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية