التسوية اليمنية.. بداية الماراثون

التسوية اليمنية.. بداية الماراثون


19/12/2018

أحمد الحوسني

مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، تركزت على الملف الإنساني الذي تستغله المليشيات الحوثية، وبشأنه مارست دول غربية ضغوطاً شديدة على دول التحالف العربي، بينما تغض النظر عما تقوم به مليشيات الحوثي من استحواذ على المساعدات الإنسانية، وعرقلة لوصولها. فيما كانت قوافل المساعدات الإنسانية لا تتوقف من السعودية والإمارات بملايين الدولارات، فإن الحوثيين هم الذين تسببوا في عرقلة وصولها، وقبل ذلك تسببوا في إحداث الحالات الإنسانية منذ انقلابهم على الشرعية.
المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث قدم مبادرةً للوفدين، الحكومي والحوثي، في محادثات السلام في السويد، تقضي بانسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة وموانئها الثلاث (الحديدة، الصليف ورأس عيسى)، لكن المبادرة لا تعطي الشكل النهائي للمشاريع في الحديدة. وقد نصت المبادرة المكونة من 16 بنداً، على وقف شامل للعمليات العسكرية في مدينة ومحافظة الحديدة، على أن يشمل ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة والضربات الجوية، مع التزام الأطراف بعدم استقدام أية تعزيزات عسكرية إلى المحافظة. كما نصت على تشكيل لجنة أمنية عسكرية مشتركة ومتفق عليها من الطرفين، بمشاركة الأمم المتحدة، للإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية، مع التزام الحوثيين بتسليم خرائط الألغام للمدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وأن تكون مسؤولية أمن منطقة الميناء مقتصرة على قوات خفر السواحل وحرس المنشآت، بإداراتهم المعينة قبل سبتمبر 2014، تاريخ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء. كما يتولوا إدارة الموانئ الثلاث والجمارك، فيما تقوم الأمم المتحدة بأداء دور قيادي في الإشراف، وتحويل إيرادات الموانئ إلى البنك المركزي (فرع الحديدة).
وبشأن ملف الأسرى، تم تشكيل ثلاث لجان رئيسية، تتولى الإشراف على تبادل جثامين القتلى من الطرفين، وعلى تبادل الأسرى والتحقيق في ملفات المفقودين.
وأن تتوقف العمليات العسكرية، وإن لم تتوقف الحرب، وتقبل مليشيات الحوثي أن تنسحب من مدينة الحديدة والموانئ الثلاث، فذلك إنجاز عسكري وإنساني لم يكن ليحدث لولا الدعم الجوي والتخطيط الأرضي من جانب قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبطولات المقاومة اليمنية والقوات الشرعية، وتضحيات شهداء أبناء دول التحالف العربي، التي أجبرت الحوثيين على القبول بشروط كانوا يرفضونها. وقد ظلوا سبعين يوماً يفاوضون في الكويت دون نتيجة. لكن هذه المرة اشترط الوفد الحكومي أن يذهب وفد الحوثي أولاً إلى السويد، ولضمان ذلك رافقهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بنفسه إلى هناك!
الأوساط السياسية اليمنية أبدت تفاؤلا حذِراً بالاتفاق المنجز يوم الخميس الماضي 13 ديسمبر2018 في السويد مع المليشيات الحوثية، في وقت عده كثير من السياسيين اختراقاً مهماً. وللمتوجسين الحق في توجسهم، لاسيما أن الحوثيين ليسوا أهلا للثقة، بالنظر لنكوصهم عدة مرات بوعودهم. ولا نستبعد أن يمارسوا الأسلوب الإيراني في المفاوضات المقبلة، أي أسلوب العرقلة، وذلك لإدارة الأزمة وليس حلها، خاصة أنهم لم يوقعوا على اتفاق، سوى الالتزام ببيان المبعوث الخاص بالمبادرة الملزمة.
وكما قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، فإن الاتفاق الذي توصلت إليه مشاورات اليمن في السويد، هو خطوة أولى يمكن البناء عليها.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية