الرياضة تواجه العنصرية في ميلانو

الرياضة تواجه العنصرية في ميلانو


21/11/2018

تواصل مدينة ميلانو الإيطالية جهودها الرامية لإدماج المهاجرين واللاجئين في المجتمع، ورفض العنصرية والتمييز، مستغلة حبّ مواطنيها للرياضة، خاصّة كرة القدم.

فريق "سانت آمبريوس إف سي"؛ الذي تأسس على يد لاعب كرة القدم السابق، دافيد سلفادوري، في أيار (مايو) الماضي، في مدينة ميلانو، وسجِّل في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، يضمّ مهاجرين ولاجئين يحملون أربع عشرة جنسية مختلفة، من بينها: السنغال، وغامبيا، ومالي، ودول غرب إفريقيا، وفق ما أوردت "يورو نيوز".

ميلانو الايطالية تحاول دمج المهاجرين واللاجئين في المجتمع بواسطة فريق "سانت آمبريوس إف سي" لكرة القدم

اختيار اسم الفريق "آمبريوس إف سي" لم يكن عرضياً؛ فقد جاء تيمناً باسم القديس سانت آمبروغيو، شفيع مدينة ميلانو، ويقول مدير الفريق والعلاقات العامة فيه، سفادوري، لـ "يورو نيوز": "لأننا أبناء ميلانو بغضّ النظر عن أصولنا".

هذا الفريق ليس الأول من نوعه في مدينة ميلانو، لقد سبق أن أُنشئ فريقان، هما: "بلاك بانثرز"، و"كوريلي بويز"، وكلاهما مؤلفان من المهاجرين، وقد ظهرا قبل ثلاثة أعوام، لكنّ فريق "آمبريوس إف سي"، جاء ليجمع بينهما.

شُكِّل هذا الفريق ليلعب رسمياً ضمن مباريات الدوري، لكنه في الأساس برنامج للدمج الاجتماعي والتبادل الثقافي، يشارك فيه ستون لاعباً، اللاعبون الإيطاليون هم الأقلية، ويتضمن أيضاً فريقاً للنساء.

من بين هؤلاء اللاجئين؛ لاعبو كرة القدم، الحاصلون على الحماية الإنسانية، والذين لديهم عمل ومنزل، فيما يعيش الآخرون في مراكز للاجئين، وأعمارهم تتراوح بين 17 و26 عاماً.

مامادو: سنغالي الهوية، عمره 25 عاماً، وهو قائد الفريق الإيطالي، وأكثرهم خبرة في كرة القدم، وقد لعب ضمن صفوف فريق "بلاك بانثرز"، وفريق مدينة كورسيكو، إحدى ضواحي ميلانو.

وصل مامادو إلى إيطاليا قبل ثلاثة أعوام ونصف العام؛ حيث عبر البحر الأبيض المتوسط، على متن زورق مهدّد بالغرق، ووصل إلى جزيرة لامبيدوزا بفضل سفينة إنقاذ إنسانية جاءت لمساعدته ومساعدة من كانوا معه، وفي هذه الجزيرة بقي مدة يومين في أحد مخيمات اللاجئين، لكنّه ما لبث أن وصل إلى ميلانو؛ حيث حصل على صفة لاجئ، وبدأ يعمل نجاراً، ومن ثم حارس مصرف.

نقطة انطلاق مغامرته البحرية بدأت من ليبيا، بعد أن قضى في سجونها أربعة أشهر، وما تزال أعمال العنف التي شهدها تقضّ مضجعه، وقد وصف تجربته قائلاً: "الأمر كان شاقاً في البداية، خلال حياتك، يمكن الالتقاء بأناس جيدين وآخرين سيئين، لكنّني اليوم بحالة جيدة".

لكلّ لاعب من لاعبي فريق "سانت آمبريوس"، قصة مختلفة، لكنّ عشق كرة القدم يجمعهم، تدريباتهم تجري يومي الثلاثاء والخميس، ويلعبون ضدّ فرق أخرى يومي السبت والأحد، ليحصدوا مؤخراً، أول فوز لهم ضدّ فريق "سياتا دي سيستو"، بمشاركة يوسف المغربي، ابن الـ 17 عاماً، أصغر لاعبي الفريق، وقد ولد في إيطاليا، ونشأ في المغرب، وعاد قبل ثمانية أشهر تقريباً، إلى إيطاليا مع والده، وهو يحلم بأن يصبح لاعباً متمرساً، كما يحلم بأن ينتقل إلى باريس، رغم معارضة والده لذلك.

أما عبدول؛ فقد جاء من غامبيا، عمره 18 عاماً، وصل صقلية قبل عامين، وكقائد فريقه، عبر البحر الأبيض المتوسط على متن زورق غير آمن، وفي تلك الجزيرة وضع في مركز للاجئين مع خمسمئة ألف شخص آخرين، فكان "أمراً رهيباً" كما يقول، وبفضل أحد المتطوعين الإيطاليين، الذي أصبح صديقاً له، قرر الانتقال إلى ميلان، وهو يعيش اليوم مع عائلة إيطالية، ويتابع تعليمه، كما يعمل بمتجر لتصوير الوثائق.

يذكر أنّ مئات الآلاف من المهاجرين عبروا البحر الأبيض المتوسط، خلال الأعوام الماضية، ليصلوا إلى القارة العجوز؛ بحثاً عن استقرار وحياة أفضل، وهرباً من الحروب والاضطهاد والمجاعات.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية