تحقيق جديد يكشف بالتفاصيل كيف تدير إيران عمليات غسيل الأموال

إيران

تحقيق جديد يكشف بالتفاصيل كيف تدير إيران عمليات غسيل الأموال


12/08/2018

شهدت الساحة الإيرانية مؤخراً أزمة اقتصادية داخلية استرعت انتباه العالم من خلال مظاهرات شعبية ضد نظام الملالي وسياساته التي تؤدي مجدداً إلى تأزّم الوضع المادي للشعب الإيراني.
ورغم الحديث الإيراني المستمر، عن وجود أعداء خارجيين للأمة الإيرانية، غير أنّ هذه الشعارات التي يراد بها تخويف الشعب من المطالبة بحقوقه، بدأت تتلاشى بإعلان الإيرانيين نقض أمريكا لاتفاقيات عمرها 12 عاماً بين البلدين، مما يبدد صورة "الشيطان الأكبر" التي طالما تذرع بها قادة من نوعية خامنئي وقاسم سليماني، لإظهار أنهم مناهضون للأمريكان، بينما يتفقون معها بين حين وآخر.

فيلق القدس وحزب الله اسمان يذكران بالدين والله والقضية الفلسطينية أما في الواقع فهما مرتبطان بإيران فقط

أمريكا، قامت مؤخراً بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، من أجل مواجهة ما اعتبرته "دعم الإرهاب"؛ حيث بدأت تكشف أوراقاً جديدة في اللعبة الكبيرة، التي تقودها إيران وأذرعها في الوطن العربي منذ أعوام، مستخدمين الإرهاب المغطى بشعارات شكلية، إضافة إلى المصادر المالية غير المشروعة لتمويل هذه اللعبة، والآخذة بالتكشف في الآونة الأخيرة.
الدين والمال الحرام
فيلق القدس وحزب الله، اسمان يذكران بالدين والله والقضية العربية السامية؛ فلسطين، أما في الواقع، فهما مرتبطان بإيران فقط، ويعملان بتوحش في العراق ولبنان واليمن وسوريا، من أجل خدمة إيران ومصالحها القائمة على التخريب.

أموال طائلة محرمة يدعم بها نظام الملالي أذرعه

وفي تحقيقٍ قامت به قناة "الحرة"، ضمن سلسلتها "الحرة تتحرى"، ونشر على موقعها الإلكتروني بتاريخ 10 آب (أغسطس) الحالي، تم تسليط الضوء على "تحويلات مالية بمئات ملايين الدولارات تجريها شركات صرافة في العراق ودول أخرى، تحت غطاء مصرفي وتجاري، لتمويل فيلق القدس وحزب الله وغيرهما من المنظمات".

اقرأ أيضاً: غسيل الأموال والمخدرات مصادر تمويل حزب الله في فنزويلا
ووفقاً للتحقيق "كانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على أفراد وشركات ومصارف في إيران والعراق منذ 10 أيار (مايو) الماضي، اتهمت بالتورط في تمويل عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".
تحقيق الحرة:

ويشير التحقيق كذلك، إلى "أنّ الشكوك المحيطة بالقطاع المالي العراقي وجدت دوماً، بخصوص العمليات النقدية والشبكات المالية المرتبطة بالفساد وغسيل الأموال التي بقيت محل تساؤلات كثيرة؛ إذ يهبط العراق في مؤشر غسيل الأموال العالمي إلى الترتيب 208 غير بعيدٍ عن ايران التي تتذيل القائمة العالمية".

وبوجود البلدين في هذا الترتيب المتدني، أثيرت الشكوك حول النشاطات المالية المتعلقة بالقدرة على توفير الدعم المادي لأذرع إيران في المنطقة، وبسبلٍ غير مشروعة عن طريق غسيل الأموال.

فضائح الملالي أمام شعبهم

بعد الشك في الوضع الاقتصادي القائم في العراق ولبنان، ألقى قرار وزارة الخزانة الأمريكية الأخير، الضوء على الوضع المالي في العراق؛ حيث عثرت الوزارة على "ثغراتٍ في بعض البنوك العراقية واللبنانية (مثل بنك البلاد في العراق ولبنان) أمكن للإيرانيين من خلالها تمويل حزب الله وفيلق القدس، وحتى داعش"، بحسب ما جاء في التحقيق.

اقرأ أيضاً: حزب الله يبسط سيطرته على البقاع عبر المخدرات واسترضاء القبائل
هذه العمليات، كانت تتم، كما يؤكد التحقيق، "على حساب الاقتصاد العراقي ومصالح العراقيين؛ حيث يحاول النظام الإيراني، حماية وتربية الفساد في العراق، من أجل التغطية على عمليات تمويله للإرهاب، وعلى غسيل الأموال".
وكان رئيس مؤسسة المستقبل في العراق "انتفاض قنبر"، أدلى برأيه خلال التحقيق المصور، قائلاً "إنّ الرشاوى والتحويلات الوهمية من قبل بعض البنوك إلى مصادر مختلفة، على أنّها أموال تذهب لتبادلات تجارية من أجل الاستيراد مثلاً، وتستغلها البنوك في تحقيق فائضٍ من المال يقدر بالملايين، من خلال العمولات الكبيرة التي تأخذها، فتذهب هذه العمولات لإيران، ثم لتمويل الإرهاب"، لتتمكن إيران من تمويل حزب الله بقدرةٍ كبيرة، من خلال جيوب العراقيين، مستخدمة هذه الطريقة في غسيل الأموال.

يتردى الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني فيما يقوم النظام الإيراني بغسل أموال طائلة من أجل دعم الإرهاب في الخارج

وأضاف التقرير "محاولة إيران استغلال سوق العملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجلِ تبديل العملات، وغسل الأموال". وهو ما تكشف لاحقاً وقاد الإمارات لمواجهة سياسات إيران.
وفيما تتحرك إيران منذ أسابيع، باتجاه القول إنّ أزمتها الاقتصادية الحالية، مردها عدوان أمريكا، وعدوان بعض من لايتقبلون سياسات إيران في المنطقة العربية، فإنّ التقرير الأمريكي، المدعوم بشهودٍ وبعض الأدلة، يفضح نظام الملالي أمام شعبه، الذي لا يزال يتظاهر منذ أسابيع، ضد انحدار العملة الإيرانية وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد، بينما نظامه يقوم بغسل أموالٍ طائلة، وإرسالها إلى أذرعه الإرهابية خارج إيران.

اقرأ أيضاً: كيف تتحايل طهران على العقوبات الأمريكية؟
وبدلاً من أي محاولةٍ صادقة، من قبل النظام الإيراني، بقادته وإصلاحييه ومتشدديه، من أجل إصلاح الوضع الداخلي وإلغاء إجراءات تمويل تنظيمات تعد إرهابية، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز بحجة وقف العقوبات الاقتصادية الأمريكية إضافةً للتهديد بضرب مصالح دولٍ في المنطقة بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران مؤخراً.
وفي مقابلةٍ على قناة "سكاي نيوز" بتاريخ 9 آب (أغسطس) 2018 تحدث الخبير والمحلل السياسي في الشؤون الإيرانية وشؤون المنطقة محمد الزغول، عن "عدم قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز على أرض الواقع، وأن التهديدات بإغلاقه ليست سوى تصدير للأزمة الداخلية الإيرانية".

الزغول متحدثاً عن أزمة إيران:

ويبدو أنّ مشكلة إيران، تنحو منحى مستقبلياً معقداً، في حال نفذت أمريكا عقوباتها كاملةً تجاه إيران، حيث تدخل الحزمة الثاني من تلك العقوبات حيز التنفيذ في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بينما تصر إيران على الإبقاء على سياساتها في المنطقة، المتمثلة بدعم ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وتمويل أعمالٍ إرهابية وغير مشروعة في العراق وسوريا ولبنان، وهو ما يجعله لا يحظى بالشعبية في الداخل الإيراني الذي يعاني، كما أنّه ضحية لنفسه ولسياساته، أكثر بكثير من كونه ضحية للقوة الأمريكية التي يتحدث دوماً عن مقاومتها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية