وكانت أمريكا مسلمة قبل اكتشاف كولومبوس للقارة

وكانت أمريكا مسلمة قبل اكتشاف كولومبوس للقارة


كاتب ومترجم جزائري
18/03/2018

النظرية القائلة بوجود مسلمين في أمريكا قبل الغزاة ليست جديدة. من الواضح بالفعل أنّ كولومبوس لم يكن أوّل ملاّح في العالم القديم بعد أن وطئت قدماه أمريكا: إنّ تاريخ الفايكنج معروف أصلاً، ولكنه أقل شهرة. ملاحون من مملكة مالي، أرسلهم الملك أبو بكر الثاني، عبروا بالفعل المحيط الأطلسي.

وبالمثل يمكن القول إنّه مادام كولومبوس كان سيستخدم الخرائط التي أنشأها المسلمون الأندلسيون، فإنّ هؤلاء المسلمين قد سبقوا إلى القارة.

والذي يشهد على وجود المسلمين، مدينة مكة في ولاية إنديانا تأتي من اسم مكة في الجزيرة العربية. وهناك أيضاً مدينة "المدينة" في أوهايو، والتكساس، وهذه الأسماء من أصل أمريكي أصلي، ولم تأت من قبل المستوطنين.

في 1492، وهي السنة التي اكتشف فيها كريستوفر كولومبس، أمريكا قُدِّر عددُ السكان الأصليين في كلا القارتين بنحو أربعة وخمسين مليوناً. وفي 1650 كانوا فقط خمسة ملايين ونصف مليون نسمة. ففي غضون قرن ونصف قرن من الزمن تم القضاء على 90 ٪ من الأمريكيين الأصليين؛ أي بمعدل 325000 شخص في السنة أو 900 شخص في اليوم، وكل ذلك على مدى 150 عاماص تقريباً.

كولومبوس كان يعرف أن هناك من سبقوه إلى أمريكا

لكن على الرغم من العمل الشاق الذي قام به الغزاة لتدمير التراث الإسلامي ما قبل الكولومبي بعد سقوط الأندلس فقد نجت العديد من القرائن التاريخية المتوافقة حول هذا التدمير، حتى تشهد على الوجود القديم للمسلمين في أمريكا.

على الجانب المسلم تشهد الكتب التاريخية من القرن السابع بالفعل على استكشافات حدثت في الماضي البعيد نحو العالم الجديد. ومع ذلك، كان التنقيب الأكثر روعة بالتأكيد ذلك الذي أنجزه السلطان المالي أبو بكر الثاني (1285-1312) الذي ترك عرشه لنشر الإسلام في العالم الجديد الذي انطلق إليه بـ 2000 سفينة.

لكن قصة أبي بكر الثاني لم تتوقف عند هذا الحد. فقبل بضعة أعوام اكتشف باحثون بريطانيون يدرسون التقاليد الشفهية لدى القبائل في غرب أفريقيا أن قصص شعراء وسَحرة تكشف عن العديد من أسرار رحلة أبي بكر الثاني. ويقدّر الباحثون الآن أنّ أسطول أبي بكر، البالغ عدده 2000 زورق، غادر الساحل لِما يُعرف الآن باسم غامبيا، وكان يحتوي على أحصنة ومواشٍ. بل وقد اصطحب العديد من المستكشفين زوجاتهم معهم. وقد جمع الباحثون أدلة على أن أبا بكر الثاني وصل إلى البرازيل في العام 1312، في مكان يسمى الآن ريسيف Recife ويسمى أيضاً بورنانبوكو Purnanbuco.

الغرب ما يزال يُكرّم الملاح الإيطالي رغم الكارثة

على الرغم من أن استكشاف كولومبوس قد تسبب في أسوأ كارثة ديموغرافية، وربما في أعظم إبادة جماعية في التاريخ البشري إلا أنّ الغرب لا يزال يُكرّم المَلاّح الإيطالي حتى يُحافظ على صورةٍ مجيدة للتاريخ الأمريكي. فمنذ الحقبة الاستعمارية، ويوم وصول كولومبوس (12 تشرين الأول/ أكتوبر 1492) يتم سنوياً الاحتفالُ به في الولايات المتحدة، خلال ما يسمَّى بـ  Columbus Day (يوم كولومبوس). وفي الذكرى الـ400 التي صادفت عام 1892 استغلّ المُعلّمون والسياسيون والكهنة في البلاد، الذكرى السنوية هذه لتعليم ونشر مبادئ الوطنية الأمريكية. وفي عام 1906 أصبح يوم كولومبوس يوم عطلة رسمية في ولاية كولورادو، ثم في عام 1937 في جميع الولايات الأمريكية.

في خطاب رئاسي في تشرين الأول (أكتوبر) 2009 أعرب الرئيس جورج دبليو بوش عن تقديره الكبير لِبعثة كريستوفر كولومبس الجريئة، وإنجازاته الرائدة. وطلب بوش لِيوم كولومبسو أن "يُرفع العَلم الأمريكي على شرف كريستوفر كولومبوس على جميع المباني العامة".

امرأة مسلمة من هنود امريكا

صورة شاعرية لأسطورة كولومبوس

فمن خلال التذكير بأساطير كريستوفر كولومبوس والاحتفاء باكتشافه المزعوم، رسمت الولايات المتحدة صورة شاعرية لتاريخها - مع تجنب الحديث عن الإبادة الجماعية التي نجمت عنها – وذلك لاكتساب اعتراف عالمي يجعلها في غالب الأحيان بريئة من كل لومٍ في نظر دول أخرى.

الخلافات الأولى حول الخرافة الكولومبية

من خلال إضفاء الصفة المثالية على التراث التاريخي لكولومبوس لم يكتسب الأمريكيون شرعية سياساتهم الدولية ("الإنسانية والديمقراطية") فحسب، بل كذلك المعاملة المُهينة التي ألحقوها بالأمريكيين الأصليين الذين أبادوا ثقافتهم.

لا شك في أن كولومبوس كان رمزاً للروح الأمريكية التي، باسم المسيحية و "الحرية"، أنتجت تاريخاً طويلاً من الغزوات والإبادة. وكون أنّ جورج دبليو بوش يتّخذ من كولومبوس مثالًا ورمزاً فهذا أمرٌ يجب أن لا يكون مفاجئاً بتاتاً. فقد دعا بوش هو أيضاً إلى الاحتلال والاستعمار والمذابح والنهب والاستغلال والعنصرية.

مؤرخون يعترضون على النسخة الرسمية للتاريخ الأمريكي

لم يبدأ المؤرخون الغربيون في الاعتراض على النسخة الرسمية من التاريخ الأمريكي إلا في القرن التاسع عشر. فمن خلال دراسة وجود المسلمين الأفارقة في أمريكا اكتشفوا حقيقة مختلفة. وعلى الرغم من أنهم بدأوا في التنديد بالتشوهات التاريخية الصارخة فقد تمّ إهمالُ دراساتهم بشكل منهجي؛ بل وتمّ طمسها وإخفاؤها، على أساس دوافع عنصرية أو سياسية. ناهيك عن أنه سرعان ما تم إقصاء هؤلاء المؤرخين من قبل مؤرخي العم سام الزائفين، الذين كانوا يقومون بحملات دعائية كانوا يُظهرون فيها دُونيّة الرجل الأسود. وكانت حكومة الولايات المتحدة تأمل في الحفاظ، على هذا النحو، على عُقدة الدونية بين السود، وضمان استمرار العبودية.

أفضل دليل على الوجود الإسلامي في أمريكا قبل عام 1492 يأتي من قلم كريستوفر كولومبس نفسه

أفارقة وصينيون وفايكنج

واليوم، ما من شك في أنّ الشعوب الأخرى (أفارقة، وصينيون، إلخ) قد عبَرت المحيط الأطلسي قبل فترة طويلة من وصول كولومبوس إلى القارة. فلم يكن هذا الأخيرُ أوّلَ رجلٍ أبيض يكتشف العالم الجديد. ففي 1960 اكتشف علماء آثار نرويجيون أنّ الفايكنج قد وصلوا بالفعل إلى الساحل الشمالي الشرقي لكندا الحالية بين 989 و 10205. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يُمنح لكريستوفر كولومبوس هو أنه كان أول "مسيحي أبيض" عبَر المحيط الأطلسي، ولكن دون أن يعرف أنه وصل إلى قارة جديدة. في الواقع كان كولومبوس على قناعة حتى وفاته أنه وصل إلى جزر الهند الشرقية.

بصمات إسلامية

المؤرخ المغربي علي بن المنتصر الكتاني (1941-2001) ، المعروف عالمياً بدراساته عن الوجود السابق للمسلمين في أمريكا، أثبت في دراساته بأنّ لغة الهنود الأمريكيين تحتوي على العديد من الكلمات العربية والبربرية، وهو الأمر الذي لا يمكن تفسيرُه إلا بوجودٍ عربيّ بربري قديم في القارة. وقدّم الكتاني أدلةً لُغوية، مثل التشابه الكبير بين مصطلحات عربية معيّنة، وكلمات يستخدمها الهنود الحمر. هناك، على سبيل المثال، مصطلحات عربية، مثل؛ كلمة "غِنى" التي تعني "الثروة" وكلمة "الغنيمة" التي أصبحت "غواني" في اللغة الأمريكية الأصلية، حيث يشير هذا المصطلح إلى الذهب تحديداً. وهناك أيضاً المصطلحات العربية مثل "نقود" (Nuqûd) ، و"نقيّ" (Naqiy) التي أصبحت "Nikay" والتي تعني "المجوهرات الذهبية" بين السكان الأصليين.

كتبات قديمة تشهد على هذا الوجود

على الرغم من الجهود التي بذلها الإسبان (الذين وصلوا بعد كولومبوس) للقضاء على أيّ بصمةٍ للوجود الإسلامي في القارة الأمريكية، فإنّ كتابات قديمة (عربية وغير عربية) لا تزال تحتوي على آثارٍ لهذا الوجود. هناك، على سبيل المثال، خريطة لفلوريدا رسمها الفرنسيون في عام 1564 والتي تذكر أسماء المدن الأندلسية والمغربية في القارة الأمريكية. وتحتوي الخريطة، على سبيل المثال، اسم مدينة مياركا Miarca (المشتقة من مايوركا)، وكاديكا Kadika (المشتقة من قادس في جنوب إسبانيا)، وماركو Marco (المشتقة من مراكش)، إلخ. ووفقاً للدكتور الكتاني تشير هذه الأسماء إلى هجرةٍ سابقة قبل قرن من الزمن على الأقل، أو قرنين اثنين.

قرى عربية في البرازيل

وفي شمال البرازيل لا تزال قُرىً تَحمل أسماء المدن المغربية (فاس، مراكش، تلمسان، سلا، إلخ)، بينما في أمريكا الشمالية هناك أسماء عدة لأماكن (قرى، بلدات، جبال، أنهار، إلخ.) ويرجع تاريخها إلى حقبة ما قبل كولومبوس، وهي أسماء مشتقة من جذور اشتقاقية إسلامية، أو عربية. "المدينة" هو اسم مدينة في أوهايو وتينيسي، ولكن أيضاً اسم قريةٍ في ولاية نيويورك. وتقع مدينة "منى" في يوتاه، ومدينة "مكة" في ولاية إنديانا. وفي شمال شرق واشنطن هناك الهنود الذين يطلق عليهم اسم "مكة"، وفي نيومكسيكو تقع قبيلة "زُوني".

أرشيفات لويزا ألفاريز

في أوروبا قامت المؤرخة لويزا إيزابيل ألفاريز دي توليدو (1936 - 2008) لعدة سنوات بأبحاث في أرشيفات نادرة تمكنت من الوصول إليها بصفتها دوقة لبلدية مدينا - سيدونيا Medina-Sidonia  في مقاطعة قادس الأندلسية. كانت تنتمي إلى عائلة إسبانية مشهورة جداً، وكان لديها أجداد عظماء كانوا حكاماً وجنرالات وأدميرالات في الجيش الإسباني. وكانت تمتلك مكتبة فريدة تضم العديد من المحفوظات التاريخية التي تتناول تاريخ الأندلس ووجود المسلمين في أمريكا في فترة ما قبل كولومبوس.

وقد تم تجميع بحوثها في كتابين ("لا فاكوسوس نوسوتروس" "لم نكن نحن". و« Africa versus América »"أفريقيا في مقابل أمريكا" اللذين تصف فيهما كيف كان البحارة العرب الأندلسيون أو المغربية  يمارسون التجارة في موانئ البرازيل وفنزويلا، ومنطقة غيانا قبل وقت طويل من وصول كولومبوس إلى هذه الأراضي البعيدة.

تشير خريطة فلوريدا الفرنسية التي رسمها بيير دو فال في ١٥٦٤ إلى أسماء المدن الأندلسية والمغربية

كولومبوس كان يعرف أنّ هناك من سبقوه إلى أمريكا

لكن أفضل دليل على الوجود الإسلامي في أمريكا قبل عام 1492 يأتي من قلم كريستوفر كولومبس نفسه. ففي عام 1920 ذكر المؤرخ الشهير ليو وينر (1862 - 1939) من جامعة هارفارد في كتابه "أفريقيا واكتشاف أمريكا" أنّ كريستوفر كولومبوس كان يُدرك جيداً أنّ هناك وجوداً لـ الماندينغو Mandingo في العالم الجديد. بالمرور عبر المحيط الكاريبي انتشر المسلمون من غرب أفريقيا في قارة أمريكا الجنوبية، وكذلك في أجزاء من كندا. ودعماً لتصريحاته قدّم وينر أدلة زراعية ولغوية وثقافية، وأثبت أنّ الماندينغو كانوا يتزوجون من نساء من هنود الإيروكوا Iroquois وهنود الغونكوين Algonquin .

عملات نقدية عربية في أمريكا

سيروس هـ. غوردون Cyrus H. Gordon  (1908 - 2001) مؤرخٌ أمريكي مشهور آخر أثبت أنه ليس هناك أدنى شك في أنّ مسلمي إفريقيا الغربية كانوا يُتاجرون مع القارة الأمريكية قبل وقت طويل من وصول كولومبوس. ويوضّح جوردون أنهم تركوا آثارَ وُجودهم هناك، بالإشارة إلى العُملات العربية في القرن الثامن التي تم اكتشفها على مقربةٍ من الساحل الفنزويلي في جنوب الكاريبي. ويختتم المؤرخ بإيجاز حقائق دراسته: "يبدو إذن أن سفينةً مُورية (مغاربية) إنطلقت من إسبانيا أو شمال أفريقيا، وعبَرت المحيط الأطلسي حوالي عام 800 ميلادية.

رماح بأسنّة ذهبية

ويقول البروفيسور ليو وينر الذي يشير إلى دفاتر كولومبوس التي أشار فيها إلى أن الهنود الأمريكيين في هيسبانيولا (هايتي) أبلغوه بأن "الأشخاص ذوي البشرة السوداء أتوا من الجنوب الشرقي عن طريق القوارب، أنّ هؤلاء كانوا يبيعون الرماح ذات السنّ الذهبي. وهي الأسنّة الذهبية التي كان الأمريكيون الأصليون يطلقون عليها اسم غوانين "Guanin".

لقد أخذ كولومبس معه بعض هذه الغوانين إلى إسبانيا لتحليلها. وعلم أنها كانت تحتوي على 18 جزءاً من الذهب (56.25٪) ، و 6 أجزاء من الفضة (18.75٪) و 8 أجزاء من النحاس (25٪) ، وهي تركيبة نوعية محددة تعكس الأصل الأفريقي لهذا الذهب الذي كان يُنتَج على هذا الشكل في غينيا.

في العام 1906 أصبح يوم كولومبوس عطلة رسمية في ولاية كولورادو، وفي العام 1937 في جميع الولايات الأمريكية

من المستحيل الاعتراض على حقيقة أن كريستوفر كولومبوس كان يعلم أنّ هذه الغوانين أتت من غينيا، وأنه كان هناك تجار أو مسافرون وصلوا قبله إلى هيسبانيولا. وهذا يؤكد بالفعل الأصل (الاشتقاقي) لكلمة "قانا" أو "غواني" لمصطلح الماندينغو لوصف الذهب.

وجودُ تجار أفارقة تؤكده أيضاً شهادة فرديناند كولومبس، ابن كريستوفر الذي نقل تقارير عن والده: "الناس الذين يعيشون أكثر إلى شرق بوانت كافيناس  Pointe Cavinas  إلى غاية كيب غلاسيوي Cape Gracios في ديوس Dios كانت بشرتُهم تكاد تكون سوداء".

قبيلة المامي المسلمة

ويوضح الأثنوغرافي الفرنسي جوليوس كوفيت Jules Cauvet  في كتابه "البربر في أمريكا" أنه في هذه المنطقة، بل وفي الفترة نفسها وُجِدت قبيلة مسلمة معروفة باسم "المامى" Almamy  والتي تأتي من كلمة "الإمام" في لغة المانديغو واللغة العربية. ووفقا لكوفيت فإنّ معظم الماميين Almamys كانوا بالفعل متواجدين في هندوراس في أمريكا الوسطى قبل وصول كولومبوس.

حشمة نساء هنود أمريكا موروث إسلامي

في عام 1498، في رحلته الثالثة إلى العالم الجديد، هبط كريستوفر كولومبوس في ترينيداد. وفي وقت لاحق مرَّ عبر قارة أمريكا الجنوبية، ولاحظ لدى سُكانها تشابهات في الألبسة مع شعب غينيا، سواء في نمط الحياة أو لون البَشرة. ولاحظ أيضاً أنّ نموذج الملابس النسائية الأمريكية الهندية مماثل لنموذج الملابس التي ترتديها النساء المُوريات (المغاربيات) في غرناطة، وتساءل من أين تعلّمت هؤلاء النساء الأمريكيات الأصليات هذا التواضع وهذه الحشمة.

قدّم الكتاني أدلةً لغوية مثل التشابه الكبير بين مصطلحات عربية معيّنة وكلمات يستخدمها الهنود الحمر

ولم يكن كولومبوس الشخص الوحيد الذي لاحظ هذه التشابهات المذهلة. لقد تحدث هرنان كورتيس (1485 - 1547)، وهو الفاتح الإسباني الذي قاد الرحلة الاستكشافية التي تسببت في سقوط إمبراطورية الأزتك، عن "الجلباب الطويل" لوصف ثوب المرأة الأزتكية "وتنانير مصمَّمة بنفس أسلوب أقمشة الموريين" لوصف ملابس الرجال.

من خلال تصدير الحشمة والرماح ذات السنّ الذهبية أقام المسلمون تبادلات تجارية وثقافية مع الهنود الأمريكيين لعدة قرون قبل وصول الأوروبيين. ومع ذلك فإنّ العيش معاً بسلام، والاحترام بين الشعبين ما لبث أن اهتزّ فجأة مع وصول ملاح دموي اسمه كريستوبال كولون.

مايا مسلمون في الوقت الحالي

يوصف المسلمون المايا في سان كريستوبال عمالاً عظماء ما بين البيض. يتعلم أطفالهم اللغة العربية في مدارس قرآنية ويُصلّون خمس مرات في اليوم. وما يريدونه هو رؤية تعاليم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهي توضع موضع التنفيذ داخل أسرهم.

أناستاسيو غوميز، وهو من أبناء المايا الذين ينتمون إلى مجموعة توتوزيل العرقية، يتذكر بانفعال حجّه إلى مكة. ففي المسجد الكبير أدى الطواف سبع مرات حول الكعبة. وعلى جبل عرفات صلى لله. وقبل رحلة العودة ضحى بكبشٍ مع خمسة عشر شخصاً من الأمريكيين الأصليين. "في الإسلام، العرق لا حساب له"، هكذا قال هذا الشاب في فرح. فرحته مفهومة تماماً بالنسبة لهندي من تشياباس، أفقر ولاية في المكسيك، حيث يُنظر للهنود كمواطنين من الدرجة الثانية، وحيث يُعامِل البيض والملوّنون الأغلبيةَ الأصلية وكأنها غير موجودة.

 

عن histoiredislam

//0x87h




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية