كلية الإمام مالك بدبي تقدم نموذجاً لمواجهة التطرف

كلية الإمام مالك بدبي تقدم نموذجاً لمواجهة التطرف


06/11/2017

يغزو التطرف الإنسان مثل أي مرضٍ خبيث، ويقوده إلى إقصاء نفسه، برفض كل ما حوله لصالح فكرة واحدة، أو حقيقة محددة يؤمن بها، وهو ما يقوده إلى هدم ذاته أو الدعوة لهدم المجتمع في حال اختلف معه.

وتنوعت الأبحاث والدراسات الاجتماعية الحديثة في دراسة التطرف؛ حيث أشارت في معظمها إلى أسباب هذه الظاهرة التي تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المجتمع، وتكون ناتجةً أحياناً عن ضعف وانخفاض مستوى اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي. وبانتشار العنف والتشدد والإرهاب، لا بد من السعي إلى حلول، خاصة تلك التعليمية والثقافية، وهو ما تقوم به عدة مراكز تعليمية خليجية اليوم.

تطرح كلية الإمام مالك للشريعة في دبي برنامجاً تعليمياً مميزاً يواجه التطرف بالتعاون مع مبادرة دبي الحكومية

وتأتي كلية الإمام مالك للشريعة في دبي، كواحدة من هذه المراكز التي تطرح برنامجاً تعليمياً مميزاً يواجه التطرف بالتعاون مع مبادرة دبي الحكومية، وكما يذكر برنامج بثته قناة "الحرة" على صفحتها بموقع يوتيوب يوم 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، فإن المركز "يقدم برنامجاً تعليمياً يشجع على الاختلاف والحوار".
البرنامج، يركز على الشباب في قطاع التعليم الديني والثقافي، ويقول المر بن مجرن أحد الشباب الجامعيين والناشطين في مبادرة دبي: "التطرف هو أن يرى الفرد رأيه ولا يرى رأي غيره، وهذا يقوده إلى التشدد، لكن، ومن خلال التعليم يمكن الوقوف بوجه التطرف، وكما يقال: من زاد علمه قل إنكاره".
من جهته، تحدث عميد كلية الإمام مالك للشريعة الدكتور خالد رأفت أحمد عن تقديم الكلية لعددٍ من الدروس التي تعزز قيم التسامح وتقبل الآخر لدى الطلاب وتطرح "جميع المذاهب الدينية والفقهية للدراسة دون استثناء، حتى تتيح للطلاب مجالاً للنقاش والاختلاف بحرية". وأضاف أحمد أن فلسفة الكلية تعتمد على "جعل الطلاب يعقدون مقارنات للأفكار والحقائق التي يملكونها مع الآخرين".

 يوجد 296 مركزاً لتحفيظ القرآن في الإمارات تستقبل ما لا يقل عن 45 ألف طالب مما تطلب وضع استراتيجية لتدريس قيم الإسلام الوسطية والمعتدلة

وفي السياق ذاته، أشار الباحث الأكاديمي أحمد عبد القادر الرفاعي إلى أنّ "دراسة المذاهب الشرعية والفقهية بصورة مقارِنةٍ مع التشريعات القانونية ومذاهب الأديان الأخرى، تقدم الفرصة لكل من يحمل أفكاراً مسبقة وثابتة حتى يطلع على مساحةٍ واسعة من الآراء  المختلفة ويخوض الحوار بشأنها".
ويشير البرنامج إلى أنه يوجد 296 مركزاً لتحفيظ القرآن في دولة الإمارات العربية المتحدة، تستقبل ما لا يقل عن 45 ألف طالب، مما تطلب وضع إستراتيجية لتدريس قيم الإسلام الوسطية والمعتدلة، التي تقوم دولة الإمارات العربية بالعمل عليها على صعيد محلي ودولي بتركيزها على ترسيخ التسامح وتعزيز قيم الاختلاف بين الناس والمذاهب؛ إذ إنّ هذه المراكز تقوم أيضاً بترسيخ هذه القيم.
وبهذا الخصوص، يقول إمام مسجد الطاهر بدبي، بشير بن عطية، إنّ "كل إمام أو مثقف يجب عليه أن يتوجه من منبره إلى الشباب، ويسعى إلى خطابٍ يمثل قيم الإسلام المعتدلة، وأن يتحدث عن دين السلام في مواجهة التطرف ويعمل على نشر المحبة".
ويخلصُ البرنامج بعد تقديمه هذا المثال الحي من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أنّ مكافحة التطرف "يجب أن تبدأ من الأسرة وتمتد حتى سوق العمل وفي كل مكانٍ في المجتمع، وأنّ للتربية والتعليم والثقافة الدور الأكبر في مواجهته، فكما يقال: العلم نور، والجهل ظلام".
 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية