الميليشيات المدعومة إيرانياً تغيّر إستراتيجيتها بسوريا..

الميليشيات المدعومة إيرانياً تغيّر إستراتيجيتها بسوريا..


02/10/2019

كشفت مصادر أمنية من داخل قاعدة التنف العسكرية في سوريا؛ أنّ الميلشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية، ومقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني، تلجأ حالياً لإنشاء "مقرّات جديدة" في أرياف مدينة دير الزور السوريّة، بعد الغارات الأخيرة على مواقعها، الّتي نجم عنها تدمير مجمع "الإمام علي" بالكامل، والذي كان من المقرَّر أن تستخدمه هذه الميليشيات كمستودعٍ للذخيرة وغرفة عمليات ميدانية.

الميلشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية وحزب الله اللبناني تلجأ لإنشاء "مقرّات جديدة" في دير الزور

وأضافت المصادر، التي نقلت عنه "العربية": "هذه المقرات التي باشرت الميليشيات ببنائها، ستُستخدم كبديل عن المقرات التي دمرتها الغارات الجوية قبل أيام".

وأشارت إلى أنّ "معظم الأراضي السورية القريبة من الحدود مع العراق، تُستخدم كمعابر غير شرعية لتسهيل مرور الأسلحة والمقاتلين بين البلدين من قبل هذه الميليشيات منذ أعوام".

كما تابعت بأنّ "هذه المعابر التي يتحكم بها مقاتلو الميليشيات الحليفة لقوات الأسد تُستخدم أيضاً لمرور المخدرات، ومواد أخرى يُتاجر بها أشخاص مقربون من هذه الميليشيات".

ووفق هذه المصادر؛ فإنّ افتتاح معبر القائم الحدودي بين سوريا والعراق، الذي افتتح رسمياً، الإثنين، يأتي للتخفيف من حجم هذه الضربات.

كما شدّدت على أنّ "افتتاح المعبر الحدودي في هذا التوقيت يمنح نوعاً من الحماية والطمأنينة لهذه الميليشيات".

وتابعت: "لقد تمّ افتتاح المعبر الحدودي بين سوريا والعراق بإعلان رسمي من حكومتَي البلدين، لكن تسيطر عليه في كلا الجانبين بشكلٍ فعلي ميليشيات إيرانية وعراقية وأفغانية، إلى جانب مقاتلي حزب الله، وليست قوات حكومية".

معبر القائم الحدودي بين سوريا والعراق يُكسب الميليشيات شرعية ويسهّل تهريب الأسلحة والمخدرات

وأوضحت: "بهذه الطريقة كسبت هذه الميليشيات شيئاً من الشرعية، وبات بإمكانها أن تقول إنّ حكومة بغداد وقوات الأسد هم من يسيطرون على هذا المعبر، وبالتالي، تحمي هذه الدعاية استهدافه بغارات جوية في الوقت الّذي ستستخدمه لمرور الأسلحة والمقاتلين".

ومنذ نحو عامين؛ استعادت الحكومة العراقية بلدة القائم التي تبعد مسافة 300 كيلومتراً عن العاصمة بغداد من قبضة تنظيم داعش، وهي متاخمة لبلدة البوكمال السورية، ويربط بينهما معبر حدودي تمّ افتتاحه مجدداً، يوم 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد إغلاق دام 6 أعوام.

ورغم ذلك؛ يشير مسؤولون حكوميون على كلا جانبي المعبر، إلى أنّه لن يتم استخدامه للأنشطة التجارية "بشكل كبير"، ما يعزز رواية المصادر الأمنية التي تفيد باستخدامه "لمرور الأسلحة والمقاتلين" للميليشيات المدعومة من قوات الأسد داخل الأراضي السورية.

 

الصفحة الرئيسية