لماذا أصبح التمثيل الدبلوماسي للكويت في الصين هو الأكبر لها عالمياً؟

الكويت

لماذا أصبح التمثيل الدبلوماسي للكويت في الصين هو الأكبر لها عالمياً؟


15/08/2019

ثمة مراهنة صينية على دولة الكويت، على اعتبار أنّ الأخيرة، من وجهة نظر بكين، هي الأكثر انخراطاً في منطقة الخليج في مبادرة "الحزام والطريق" الإستراتيجية الصينية. وقد قابلت دولة الكويت ذلك الاهتمام الصيني برفع مستويات التمثيل الدبلوماسي الكويتي لدى الصين، كمّاً ونوعاً؛ حتى أصبح الأكبر على مستوى دول العالم بالنسبة للكويت.

حيات: التمثيل الدبلوماسي الكويتي بالصين أصبح الأكبر على مستوى العالم للكويت بوجود سفارة وثلاث قنصليات عامة لها هناك

وذكر السفير الكويتي لدى الصين، سميح حيات، الجمعة الماضي، إنّ الإجراءات الخاصة بتأسيس القنصلية العامة للكويت في مدينة شنغهاي الصينية قائمة على قدم وساق. وقال السفير حيات في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إنّ ثمة فريقاً فنياً دبلوماسياً من وزارة الخارجية الكويتية وصل قبل أيام عدّة إلى شنغهاي للبدء فعلياً في عملية تأسيس القنصلية في تلك المدينة. وأكد المسؤول الكويتي أهمية شنغهاي لأمرين اثنين:
أولهما أنّ شنغهاي تُعَدُّ العاصمة الاقتصادية للصين. وثانيهما أنّها بمنزلة الجبهة الأمامية لـ "مبادرة الحزام والطريق" الصينية، والمتعلقة بإحياء طريق الحرير القديم، الأمر الذي دفع الكويت، بحسب السفير، إلى اتخاذ قرار مهم بتأسيس قنصلية عامة لها في هذه المدينة الحيوية.
 مبادرة "الحزام والطريق" الإستراتيجية الصينية

توسيع التمثيل الدبلوماسي الكويتي في الصين
وشدد السفير الكويتي على أهمية الإجراءات التي تتخذها الكويت في توسعة تمثيلها الدبلوماسي في الصين؛ لتتلاءم مع مستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والأصعدة، والتي تُوِّجتْ أخيراً بزيارة الدولة التي قام بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لبكين في تموز (يوليو) 2018.

اقرأ أيضاً: اللغة الصينية في السعودية
وأوضح السفير حيات أنّ تأسيس القنصلية العامة في شنغهاي هو الرابع لمقر تمثيل دبلوماسي كويتي في الصين، بعد السفارة في بكين التي أسست قبل نحو 50 عاماً، والقنصلية العامة في هونغ كونغ، والقنصلية العامة في كوانز. وذكر حيات أنّ التمثيل الدبلوماسي الكويتي في الصين أصبح الأكبر على مستوى العالم للكويت؛ بوجود سفارة وثلاث قنصليات عامة لها هناك، متوقعاً أن يكون الافتتاح الرسمي للقنصلية في شنغهاي مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، بعد أن يمارس القنصل العام الكويتي، مشعل الشمالي، مهام عمله هناك.

اقرأ أيضاً: أمريكا والصين.. وصراع الزعامة
وتصف الخارجية الكويتية العلاقات بين الصين والكويت بالتاريخية؛ حيث إنّ الكويت تُعَدُّ أول دولة في "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين الشعبية.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، في تصريحات سابقة، إنّ الشراكة الإستراتيجية مع الصين تتحقق يوماً بعد يوم، ولفت الجارلله إلى أنّ الصين قوة كبرى، وتلعب دوراً مؤثراً وأساسياً في المنطقة، ولذلك فإنّ الكويت تحتاج إلى تطوير علاقاتها مع الصين، مستذكراً موقفها التاريخي إبّان الاحتلال العراقي عام 1990.
القنصل العام الكويتي في شنغهاي مشعل الشمالي

صندوق كويتي- صيني برأسمال 10 مليارات دولار
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الإخبارية نقلت، قبل أشهر عن مصادر مطلعة، قولها إنّ الكويت تخطط إلى إنشاء صندوق مع الصين برأسمال 10 مليارات دولار؛ بهدف الاستثمار في البلدين. وأضافت "بلومبيرغ" أنّ الكويت تناقش فكرة تأسيس صندوق طريق الحرير الكويتي – الصيني، الذي قد يستثمر في مشروعات كويتية ذات صلة بمدينة الحرير وتطوير الجزر في الكويت، مشيرة إلى أنه قد يستخدم في استثمارات إستراتيجية في الصين ومناطق أخرى في إطار مبادرة الصين "الحزام والطريق".

رئيس المجلس الوطني لتنمية التجارة الدولية: "مدينة الحرير" و"الجزر الخمس" مشروعان مهمان لبناء الحزام والطريق وسيعززان العلاقات الصينية الكويتية

وتشير التقارير إلى أنّ الكويت تخطط لبناء مشروع "مدينة الحرير"، التي سيكلف بناؤها نحو مائة مليار دولار، على الشاطئ الجنوبي للجسر البحري الذي افتتح في الكويت في أيار (مايو) 2019، ليمكّنها من المنافسة في أن تصبح مركزاً جديداً للنقل والخدمات اللوجستية والمالية في الكويت.
وكان موقع "آسيا تايمز أون لاين" بهونغ كونغ ذكر في 13 أيار (مايو) الماضي أنّ جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي يبلغ طوله 36 كيلومتراً وتبلغ تكلفته 3.6 مليارات دولار قد افتتح رسمياً في بداية أيار (مايو) هذا العام، ليربط بين العاصمة الكويتية وأراضيها الشمالية بشكل مباشر، ما يقصّر الرحلة بالسيارة من 3 ساعات إلى 30 دقيقة فقط. وأضاف أنّ المشروع الجديد سيساعد الكويت على المشاركة في بناء مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين.
 الصين تأمل في أن تكون منطقة الخليج مستقرة من أجل تعزيز التنمية

مشاريع تعزز العلاقات الثنائية
ونقل الموقع عن الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي الدولية للدراسات، سون ده جانغ، قوله إنّ "الصين تعد أكبر مستثمر في منطقة الخليج، وثاني أكبر شريك تجاري في المنطقة "، مضيفاً: "الكويت تعد واحدة من أكثر الشركاء نشاطاً في الحزام والطريق، وتتطلع إلى الشرق للبحث عن التنمية الاقتصادية". وأشار سون ده جانغ إلى أنّ الصين تأمل في أن تكون منطقة الخليج مستقرة من أجل تعزيز التنمية؛ حيث إنّ توفير فرص العمل والاستثمار هي طريقة لتحقيق السلام في المنطقة".

اقرأ أيضاً: زيارة الرئيس الصيني للإمارات.. ومنطق "عالمٌ ليسَ لنا"
ووفقاً لوسائل إعلام صينية، فقد وقعت كلٌّ من الصين والكويت مذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية تعاون لبناء "مدينة الحرير" وتطوير "الجزر الخمس" في الكويت في العام الماضي. وفي هذا السياق، قال جيانغ تسنغ وي، رئيس المجلس الوطني لتنمية التجارة الدولية إنّ "مدينة الحرير" و"الجزر الخمس" مشروعان مهمان لبناء الحزام والطريق، وسيعززان العلاقات الصينية الكويتية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية