4 ملايين طالب أفغاني عُرضة للتسرب من التعليم... تفاصيل

4 ملايين طالب أفغاني عُرضة للتسرب من التعليم... تفاصيل


27/09/2021

حذرت لجنة الإنقاذ الدولية IRC من إمكانية تخلف قرابة 4 ملايين طفل أفغاني عن التعليم هذا العام، وهُم يشكلون أكثر من 38% من مجموع الطلبة في المراحل الأساسية الـ3 في البلاد.

وقد سيطرت حركة طالبان على أفغانستان في آب (أغسطس) الماضي، ورغم محاولات الحركة لتقديم صورة مغايرة عن ولايتها الأولى بين 1996 و2001، غير أنّ الممارسات لا تبدد المخاوف من الانتهاكات التي قد تحدث تحت حكم طالبان.

وأكدت اللجنة الدولية للإنقاذ أنّ عدم خلق مبادرات سريعة وحلول مباشرة قد يفاقم الأمر خلال الأعوام القادمة، ممّا قد يُخرج الأغلبية المُطلقة من الأجيال الأفغانية القادمة من سلك التعليم، وعودة انتشار الأميّة بكثافة في البلاد، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وحذرت المؤسسة الدولية التي تُعتبر من الأنشط على مستوى العالم في حالات الاستجابة السريعة للكوارث والأزمات الإنسانية، من التعاطي مع مسألة التعليم في أفغانستان باعتبارها مُجرد مسألة سياسية تتعلق بالتفاهم مع حركة طالبان التي تُسيطر على البلاد راهناً.

 استنزاف ملايين الطلبة سيحدث كنتيجة طبيعية لتبدلات شكل الحياة داخل أفغانستان خلال الشهور الماضية، فهؤلاء الطلبة سيكونون عُرضة لأعمال العنف وسيخضعون للاستغلال

وأكدت أنّ استنزاف ملايين الطلبة سيحدث كنتيجة طبيعية لتبدلات شكل الحياة داخل أفغانستان خلال الشهور الماضية، فهؤلاء الطلبة سيكونون عُرضة لأعمال العنف وسيخضعون للاستغلال وسوء المعاملة من قبل مختلف الجهات، إلى جانب إمكانية إدراجهم في الفصائل المسلحة والقوى المقاتلة، بالإضافة إلى تسربهم بسبب انتشار عمالة الأطفال نتيجة الظرف الاقتصادي والانكماش التنموي المتوقف، ومع كُل ذلك ثمة تأثير كبير لعاملي الجفاف وانتشار وباء كورونا على هؤلاء الأطفال.

الجدير بالذكر أنّ أفغانستان شهدت نهضة تعليمية استثنائية خلال الأعوام الفائتة، فبينما كانت الأرقام تشير إلى أنّ أعداد الطلبة في أفغانستان خلال العام 2001 لا تتجاوز 5000 طالب للشهادة الثانوية في عموم البلاد وقتئذ، وأغلبيتها في المناطق الخارجة عن سيطرة حركة طالبان، فإنّ المعطيات التي كانت تقدمها وزارة التعليم الأفغانية في الحكومة السابقة كانت تقول إنه ثمة 10.7 ملايين طالب أفغاني في المراحل الأساسية الـ3، 47% منهم طالبات.

من جانبها، فسّرت الباحثة والناشطة الأفغانية في اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، روجهال خماداري، الآثار المترتبة عن تحقيق مثل هذه التوقعات قائلة، بحسب المصدر ذاته: "هذه الأرقام ربما تكون فعلياً ما دون الواقع، فخلال السنة الأولى، ولأسباب تتعلق بحداثة حُكم طالبان، فإنّ الأمور ستكون على ما يرام، لأنّ الحركة سوف تحاول من جهة خلق أفضل ما تستطيعه للمجتمع، والطبقات الميسورة ما تزال تحتفظ ببعض خصائصها وإمكانياتها المادية، لكنّ أعواماً أخرى من حُكم الحركة، وحسبما صدر عنها من سلوكيات، فإنّ النسبة قد تتجاوز 90% خلال أقل من عقد من الآن، وذلك حسب دراساتنا".

الأرقام التي أصدرتها هذه المؤسسة الدولية تُضاف إلى أخرى بشأن الأطفال في أفغانستان، إذ تقول منظمة اليونيسف إنّ مليون طفل أفغاني سيعانون عمّا قريب من سوء تغذية وخيم وحاد، وقد يضطر أكثر من ربع مليون طفل إلى ترك منازلهم، في وقت ستطال فيه مشاهد التعنيف والشعور بعدم الأمان نصف أطفال أفغانستان، وسيكون الكُل مُضطراً لتغيير جوهري لأشكال وسلوكيات حياتهم.

الصفحة الرئيسية