وهم وإفلاس.. صراع الإخوان في قمة بايدن

وهم وإفلاس.. صراع الإخوان في قمة بايدن


11/12/2021

أحمد فتحي

في شكل جديد من أشكال "الإفلاس السياسي" والإيحاء بفض صراعه التنظيمي، بعث الإخوان برسالة إلى مؤتمر دولي يعقده الرئيس الأمريكي.

وينظم بايدن، الخميس والجمعة، "قمة من أجل الديمقراطية" تجمع، عبر الفيديو، ممثلين عن حوالي مئة دولة ومنظمة غير حكومية وشركات ومنظمات خيرية، في اجتماعات أثارت استياء الصين وروسيا على خلفية ما اعتبرتاه "استبعادا" لهما.

وبحسب البيت الأبيض، تستهدف القمة "الكشف عن الصراع بين الديمقراطيات والأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية وهي في صلب السياسة الخارجية لبايدن".

الإخوان حاولوا استثمار الحدث، وبعث إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد التنظيم برسالة – تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها - إلى بايدن والمشاركين بالقمة.

وجاء في رسالة منير المليئة بالتناقض بين حقيقة التنظيم ومزاعمه: "أتقدم إليكم بالشكر والتقدير باسم جماعة الإخوان وبمشاعر الشعوب التي تتمنى لهذا اللقاء كل النجاح والتوفيق الذي نرجو أن تسوده الصراحة والعزم الحقيقي على إنجاحه ليشمل كل معاني الديمقراطية التي تعارف عليها الناس، وليكون السبيل لإنقاذ الكوكب الذي يعيش عليه الجميع".

وزعمت الرسالة أن "شعوب العالم تراقب اجتماعكم وتتمنى له الخير والتوفيق وتتطلع إلى تجسيد مخرجاته وتوصياته على أرض الواقع وأهم ما فيها العدالة ثم العدالة ثم العدالة".

ويقول مراقبون إن الإخوان لم يقبلوا في أي وقت من الأوقات الخيار الديمقراطي، أو المشاركة وأرادوا طيلة فترة حكمهم الاستئثار بالسلطة والقرار، ولهذا خرجت جموع الشعب ولفظتهم خارج سدة الحكم بمصر في 30 يونيو/ حزيران 2013.

وأكدت دراسة حديثة لمركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، أن جماعة الإخوان تستغل مفاهيم مثل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الجماعة تفرغ هذه المصطلحات من مضمونها واستخدامها طالما ستؤدي إلى تحقيق مصالحها.

وركزت الدراسة على بداية نشأة الجماعة، لافتة إلى أن مؤسسها حسن البنا كان يرى في الحياة الحزبية والانتخابات، التي هي جوهر العملية الديمقراطية، شرًا مطلقًا، كما أنه يرى في فكرة الائتلاف بين أكثر من حزب فكرة غير مقبولة؛ لأنها ستؤدي إلى عدم الاستقرار، بحسب وصفه.

إفلاس سياسي

في تفنيده لرسالة القائم بأعمال مرشد الجماعة ودلالتها، يرى أحمد بان الخبير في شئون حركات الإسلام السياسي، أن "الرسالة تمثل شكلا من أشكال إفلاس خطاب التنظيم السياسي، والايحاء بأن منير لديه وزن دولي يتيح له مخاطبة رئيس أقوى دولة في العالم".

وقال بان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "منير" يحاول من خلال رسالته أيضا تأكيد حضوره، وأنه من يدير أمور الجماعة ويملك اتصالات دولية وحيثية على مخاطبة رئيس أقوى دولة في العالم.

كما يسعى القائم بأعمال المرشد إلى الإيحاء بأن "الخلاف التنظيمي وصل إلى محطته النهائية، وأصبحت مقاليد الأمور بيده، وهو ما تنفيه الحقائق على الأرض حيث إن الخلاف في قمة هرم التنظيم لازال في أشده.

ويشهد رأس الإخوان صراعا كبيرا بعد عزل فريق محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة؛ وهي أعلى هيئات الإخوان.

وزاد من عمق الأزمة خروج تسريبات من الجانبين حول مخالفات مالية وأخلاقية، وفصل المتحدث الإعلامي للجماعة التابع لجبهة محمود حسين، وتعيين متحدث جديد، فيما رفضت جبهة حسين ذلك وأعلنت بقاء متحدثها الرسمي في منصبه، واستمرار سيطرتها على منصات الجماعة وموقعها الإلكتروني، وفضائيات إسطنبول.

أوهام

وهناك بعد آخر تحمله فحوى الرسالة، يتمثل في أن "التنظيم دائما ما يسعى إلى الاستقواء بالخارج، والطرف الأقوى في العالم وهو الولايات المتحدة، فدائما ما تتنكر لفكرة الدولة الوطنية".

ومنذ وصول جو بايدن إلى سدة الحكم، سعى التنظيم الإرهابي إلى استغلال وصوله في منح قبلة الحياة للجماعة في المنطقة التي كانت مسرحًا للسقوط المدوي لها سياسيا وشعبيا.

وقالت دراسة أصدرها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجي في وقت سابق، إن الجماعة تسعى إلى محاولة الحصول على دعم إدارة بايدن؛ لممارسة الضغوط على مصر من أجل الإفراج عن بعض قياداتها وكوادرها التي تم سجنها على ذمة قضايا قانونية على خلفية تورطهم في جرائم إرهابية وتخريبية.

وأشارت الدراسة إلى أن التنظيم يسعى لإعادة تسويق نفسه أمام الإدارة الجديدة على أنه ممثل للتيار الإسلامي المعتدل الذي ينبذ التطرف ويقوم على مبدأ المشاركة والتعددية.

كما تسعى الجماعة إلى "رفع أعين الرقابة الأمريكية عن الأنشطة الخاصة بالجماعة، وخاصة فيما يتعلق بالشق المالي، مما يسمح بسهولة التدفقات النقدية للجماعة من خلال اشتراكات الأعضاء أو التبرعات والهبات للقيام بأنشطتها المتعددة".

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية