بعد الفاجعة التي حلّت بلبنان نهار الثلاثاء الماضي عقب انفجار مرفأ بيروت، وما تلاه من غياب تام للدولة والسلطة، أعلنت قناة “LBC” عدم بثّ خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في إشارة واضحة إلى أنّ الكثير من وسائل الإعلام اللبنانية تحمّل الحزب مسؤولية الكارثة التي حدثت.
وجاء إعلان المقاطعة لنشاطات وخطابات السياسيين على لسان الإعلامية ريمي درباس التي قالت: "لأنّ ما بعد 4 آب (أغسطس) ليس كما قبله، لأنّ ما بعد الزلزال ليس كما قبله، لأن إهمالكم وتخاذلكم هو أحد الأسباب الرئيسية لِما وصلنا إليه، لأنه الكارثة، فالمطلوب "فعل لا حكي، إنجازات لا خطابات، أعمال لا أقوال. لا خطابات ومؤتمرات ودردشات وبيانات مباشرة من اليوم: تَغيّروا لنُغيِّر، دعوا إنجازاتكم تتحدث عنكم… ولا تُلهوا الناس في الحكي. ونقول للناس ختاماً: فيما تنتظرون خطابات زعمائكم على أحرّ من الجمر… هناك أمهات ينتظرن عودة أبنائهن على أحرّ من الردم… الأولوية لهنَّ وليست لكم".
قناة “LBC” تعلن عدم بثّ خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وتحمّله ضمنياً مسؤولية كارثة بيروت
ورغم فرضية أنّ الانفجار كان بسبب سوء تخزين مادة نترات الأمونيوم، فإنّ ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظلّ الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بالمادة المتسببة نفسها في الفاجعة، وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013، رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.
كما حمّلت مجلة "ذا فيدراليست" الأمريكية حزب الله مسؤولية الانفجار الهائل الذي شهده لبنان، قائلة: "إذا كانت هناك جماعة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الأوضاع في لبنان التي أدّت إلى الانفجار في بيروت، فهي حزب الله".
وأشارت المجلة إلى أنّ حزب الله لطالما استخدم مرفأ بيروت في عمليات غسيل الأموال، ومخططات الاحتيال التجاري الضخمة، مؤكدة أنّ مرفأ بيروت كان لعدة سنوات مركزاً للفساد، مع شبكة تهرب ضريبي على درجة عالية من التنظيم، متورط بها الطبقة السياسية بأكملها.
وعندما تصل شحنات الهواتف المحمولة أو الملابس ذات العلامات التجارية من الخارج، أو الحديد المسلح من إيران، غالباً ما تدخل هذه البضائع دون رسوم جمركية أو ضرائب، ثمّ تباع بأقل من سعر السوق، وبالطبع يحصل حزب الله على نسبة.
وبالتالي، بحسب المجلة، لا عجب أنه جرى تجاهل الرسائل الست التي أرسلها مسؤول الجمارك بداية من عام 2014 بشأن نترات الأمونيوم.
وقد شهد لبنان، الثلاثاء الماضي، انفجاراً هائلاً ناجماً عن اشتعال 2750 طناً من مادة (نترات الأمونيوم (تعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت)، ما أسفر عن مقتل 154 شخصاً وإصابة قرابة 4 آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة، وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.