وزير تركي يثير جدلاً حول التطبيع مع مصر وإسرائيل... هل ثمة تقدم؟

وزير تركي يثير جدلاً حول التطبيع مع مصر وإسرائيل... هل ثمة تقدم؟


13/08/2022

على الرغم من تقارير غير رسمية عن فتور الرد المصري على محاولات تركيا اللحوحة لتطبيع العلاقات، وعدم ثقة إسرائيل في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أدلى وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أول من أمس، بتصريحات تفضح نوايا بلاده في الالتفاف على شروط مصر، وفي مقدمتها الدعم التركي لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن أوغلو قوله، خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات المؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك بأنقرة: "دائماً نقول إنّ بدء عملية التطبيع مع إسرائيل ومصر لا يعني الاستغناء عن مبادئنا"، في إشارة، على ما يبدو، إلى القضية الفلسطينية والقدس، التي لطالما استخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حملات "البروباغندا الانتخابية". وتبدو الأيام الحالية مناسبة لإعادة استغلال القضية الفلسطينية لأغراض انتخابية، حيث بدأ أردوغان دعاياته لانتخابات 2023، التي تظهر كافة المؤشرات خسارته لها مبكراً.

تشاويش أوغلو: دائماً نقول إنّ بدء عملية التطبيع مع إسرائيل ومصر لا يعني الاستغناء عن مبادئنا

وقد عبّر وزير الخارجية التركي عن رغبة بلاده في أن تكتسب علاقاتها مع مصر الزخم نفسه الذي حصل مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ممّا يعكس فتور الرد المصري على الإلحاح التركي لتطبيع العلاقات.

وفي نهاية تموز (يوليو) الماضي، ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى انفتاحه على "محادثات رفيعة المستوى"، وهي التصريحات التي لم تعلّق عليها مصر.

وحتى الآن، لم تُعقد المباحثات التي وصفتها الخارجية المصرية مطلع 2021 بـ"الاستكشافية"، على المستوى الوزاري، بعد أعوام من قطع العلاقات، وخفض التمثيل الدبلوماسي، على خلفية دعم أردوغان ونظامه لجماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن توفير ملاذات آمنة في تركيا لبعض الهاربين من تنفيذ أحكام في قضايا تتعلق بالإرهاب.       

تلميح أردوغان يتعدى المستوى الوزاري، ويتطلع إلى عقد تلك المباحثات "الاستكشافية" على المستوى الرئاسي، فقد نقلت وكالة "رويترز" عنه قوله: إنّه "لا يوجد سبب لعدم إجراء محادثات رفيعة المستوى مع مصر، وما تزال مساعيها لإصلاح العلاقات مع القاهرة ترواح مكانها".

عبّر تشاويش أوغلو عن رغبة بلاده في أن تكتسب علاقاتها مع مصر الزخم نفسه الذي حصل مع الإمارات والسعودية

وكان وزير المالية التركي نور الدين النبطي قد زار مصر في مطلع حزيران (يونيو) الماضي للمشاركة في مؤتمر للبنك الإسلامي للتنمية، غير أنّ الزيارة لم تحمل حتى الحد الأدنى من المؤشرات على أيّ تقدم يُذكر في ملف تطبيع العلاقات.

الإعلان المصري الرصين عن انطلاق المباحثات الاستكشافية مع تركيا، بناءً على إلحاح أنقرة، سبقه فيض من المزاعم التركية عن وجود محادثات مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يعتبره أردوغان العدو اللدود لتصديه لمخطط تصعيد جماعة الإخوان المسلمين بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي وجماعته في 3 تموز (يوليو) 2013.

وتبذل تركيا منذ مطلع العام الماضي جهوداً جمّة لإصلاح العلاقات مع مصر ودول الشرق الأوسط، حيث تقاربت مع أبو ظبي والرياض وإسرائيل.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الخارجية التركي، أول من أمس، إلى وجود خطوات متبادلة وحوار بين بلاده وإسرائيل في إطار التطبيع، وقال: "عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تركيا أعلنا إعادة تعيين السفراء مجدداً، الآن إسرائيل مقبلة على انتخابات، ولا أعلم ما إذا كان تعيين السفراء سيتم قبلها أم بعدها، لأنّ هذه الخطوة يجب أن تكون من الطرفين في آنٍ واحد".

تأتي تصريحات تشاويش أوغلو في الوقت الذي تسارع فيه تركيا الخُطا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي لطالما وصفها أردوغان بأنّها "دولة إرهاب"، قبل أن يتراجع عن ذلك بتعهده بـ"فتح فصل جديد في العلاقات"، ويستقبل بحفاوة غير مسبوقة نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في أنقرة في آذار (مارس) الماضي، ليصبح أول رئيس إسرائيلي يقوم بذلك منذ (15) عاماً، بناءً على دعوة من أردوغان.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية