
كشف وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عن معالم خطة طموحة لمواجهة ما وصفه بـ "تغلغل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا"، والتي يرى أنّها تسعى إلى إخضاع البلاد لأحكام الشريعة وإقامة دولة إسلامية.
ووفقًا لصحيفة (لوفيغارو) الفرنسية، يسعى ريتايو، الذي انتُخب مؤخرًا رئيسًا لحزب الجمهوريين، لتسريع وتيرة المواجهة مع الإخوان المسلمين. وقد أعلن عن خطته خلال اجتماع لخلية "مكافحة التيار الإسلامي والانغلاق المجتمعي" (CLIR).
وتتركز الخطة على إطلاق حملة واسعة لتعطيل أنشطة الجماعة، مع التركيز على ضربها ماليًا. ونظرًا لعدم إمكانية حظر الإخوان المسلمين تقنيًا كمنظمة جماهيرية، يعتزم ريتايو تكثيف تجميد الأصول المالية، وتشديد الرقابة على صناديق التمويل التي تغذي الجماعة، ومنع الجمعيات المستهدفة من تحويل أصولها إلى الخارج قبل حلّها، هذا إلى جانب آليات قانونية جديدة.
وشدد الوزير على الحاجة إلى "تنسيق على المستوى المركزي والمحلي، كما هو الحال في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات"، لافتًا إلى أنّ الأجهزة الاستخباراتية والأمنية ستتصدر المعركة، وستكون مديرية الحريات العامة والشؤون القانونية بمثابة "المنصة المركزية". وعلى المستوى المحلي ستركز خلية "مكافحة التيار الإسلامي والانغلاق المجتمعي" على الأنشطة داخل البيئات الإسلامية والتغلغل في البلديات.
تكثيف تجميد الأصول المالية، وتشديد الرقابة على صناديق التمويل، ومنع الجمعيات المستهدفة من تحويل أصولها إلى الخارج قبل حلّها، هذا إلى جانب آليات قانونية جديدة.
كما تحدث ريتايو عن أهمية إنشاء أسس قانونية جديدة لحلّ المؤسسات، مثل تبنّي خطر "الإضرار بالتماسك الوطني". وذكّر بتعديل دستوري مقترح في عام 2020 ينص على أنّه "لا يحق لأيّ فرد أو جماعة التذرع بأصله أو دينه للتهرب من احترام القواعد العامة".
وقد تم تحديد حوالي (15) صندوقاً يُستخدم لتمويل مبادرات خاصة، مثل بناء أماكن عبادة أو مدارس قرآنية، "بما يتعارض مع مهمتها المعلنة المتمثلة في خدمة المصلحة العامة". وحتى الآن تم تنفيذ (9) قرارات حلّ قضائي لصناديق تمويل في (6) محافظات، (8) منها مرتبطة بالإخوان وواحد تركي، من أصل (18) إجراء قضائياً، وهناك (7) إجراءات أخرى قيد التنفيذ.
وتأتي هذه الخطة بعد أيام قليلة من اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي، أبدى خلاله الرئيس إيمانويل ماكرون غضبه من تسريب تقرير حول تأثير الإخوان المسلمين في فرنسا، وانتقاداته لوزرائه لعدم تقديم حلول كافية.