واصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، في صنعاء، أمس، ضغوطه على قادة الجماعة الحوثية؛ لإلزامهم بتنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة.
وعبر غريفيث، خلال لقائه مع وزير خارجية الانقلاب، هشام شرف، وأعضاء وفد الجماعة في مشاورات السويد، عن رفضه الإجراء الأحادي والصوري الذي زعمت الجماعة أنها قامت خلاله بتسليم ميناء الحديدة، وطالب بأن تتم الخطوات بناء على الخطة التي وضعها رئيس فريق المراقبة، ولجنة تنسيق الانتشار، برئاسة كومارت، حسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
غريفيث يضغط على قادة الجماعة الحوثية لإلزامهم بتنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من مدينة الحديدة
إلى ذلك، أفادت مصادر سياسية وحزبية مطلعة في صنعاء؛ بأنّ الجماعة الحوثية حاولت منذ اليوم الأول لوصول غريفيث إلى صنعاء، حرف أنظار المبعوث الدولي عن عدم التزامها بتنفيذ اتفاق السويد، ومحاولة الالتفاف عليه عبر قيامها بتسليم المدينة وموانئها إلى قوات أمنية موالية للجماعة، بشكل أحادي، دون أن يتمّ التوافق على هذه الخطوة في لجنة إعادة تنسيق الانتشار، برئاسة الجنرال الأممي باتريك كومارت.
وأفادت المصادر بأنّ غريفيث ناقش مع قيادات الجماعة الحوثية النقاط الخلافية في الاتفاق؛ في مسعى منه لبلورة مخرج توافقي، بعد زيارته المرتقبة إلى الرياض للقاء الرئيس هادي وقيادات الحكومة الشرعية.
وكانت الجماعة الحوثية قد ألبست عناصرها الأمنيين في الحديدة زيّ قوات خفر السواحل، وزعمت أنّها قامت بتسليم الميناء إليهم، وهو ما يرفضه الجانب الحكومي الذي يرى أنّ اتفاق السويد نصّ على انسحاب الميليشيات الحوثية من الحديدة وموانئها وتسليمها إلى السلطات الأمنية والمحلية، التي كانت قائمة قبل الانقلاب على الشرعية في 2014.
في المقابل؛ أمر الرئيس اليمني، عبد ربّه منصور هادي، بتعزيز الجبهات لتحقيق الانتصارات ودحر مشروع الحوثي الإيراني في المنطقة.
وذلك خلال لقائه في الرياض بوزير دفاعه الفريق الركن محمد المقدشي، أمس، وبالتزامن مع استمرار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في انقلابها على اتفاقات استكهولم، والاستمرار في انتهاكاتها.
وأمر الرئيس هادي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، القادة العسكريين بالتواجد في جبهات القتال ضدّ الانقلابيين الحوثيين، مشيراً إلى الدور المناط بالقوات المسلحة في هذه المرحلة الحرجة مع قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، في الدفاع عن الهوية اليمنية من مشروع إيران التخريبي.
واستعرض وزير الدفاع اليمني، خلال اللقاء، التطورات الميدانية والمهام الرامية لتعزيز الانتصارات والنجاحات المأمولة في مختلف الجبهات.
عبد ربّه منصور هادي يأمر بتعزيز الجبهات لتحقيق الانتصارات ودحر مشروع الحوثي الإيراني في المنطقة
وفي سياق متصل؛ طالب الرئيس اليمني، عبد ربّه منصور هادي، المجتمع الدولي، خلال لقائه السفير الأمريكي، ماثيو تولر، في الرياض أمس، بموقف حازم لإجبار الميليشيات على الانصياع لتنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها.
وأشار هادي، خلال لقائه السفير تولر (المنتهية مدته) إلى "تلكؤ الميليشيات الحوثية الانقلابية وعدم رغبتها للسلام من خلال مماطلتها في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، واعتداءاتها المتكررة على المدنيين، ونهبها للمساعدات الإغاثية، وإعاقة وصولها إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتها وبيعها في الأسواق السوداء، الأمر الذي يفاقم من معاناة أبناء الشعب اليمني".
وشدّد الرئيس اليمني "على ضرورة أن يكون هناك موقف حازم من المجتمع الدولي للضغط على الميليشيات الحوثية، لوقف اعتداءاتها على المدنيين، وخروجها من مدينة وميناء الحديدة، بناءً على ما تمّ الاتفاق عليه في مشاورات استوكهولم".
وفي حين ترى الأمم المتحدة أنّ إطلاق وقف النار في الحديدة ما يزال صامداً، رغم الخروق المتكررة، كانت القوات الحكومية قد حذّرت من نفاد صبرها إذا استمرت الجماعة الحوثية في خرق الهدنة واستهداف مناطق سيطرتها.
ولا يستبعد الكثير من المراقبين أن يكون الخيار العسكري هو آخر الأوراق التي ستلجأ إليها الحكومة الشرعية لتحرير الحديدة واستعادة موانئها، إذا واصلت الجماعة إصرارها على التهرب من تنفيذ اتفاق السويد، وتنفيذ الانسحاب العسكري والأمني.