هل يعوّل بايدن على المسلمين لحسم الانتخابات؟.. سياسيون أمريكيون يجيبون

هل يعوّل بايدن على المسلمين لحسم الانتخابات؟.. سياسيون أمريكيون يجيبون


03/11/2020

ساعات تفصلنا عن نتائج الانتخابات الأمريكية التي وصفها مراقبون بـ"الأصعب" في تاريخ البلاد، وسط أجواء يغلب عليها الترقب المقترن بالخوف، لعدة أسباب يتعلق بعضها بإيديولوجيا المرشحين وخططهم التي تبدو متباعدة في كثير من الملفات ذات الحساسية في السياسة الأمريكية، ولعل أبرزها الموقف من حركات الإسلام السياسي والمتطرفين، وكذلك ما يتعلق بالملف الإيراني، فضلاً عن تلميحات من اليمين المتطرف باستخدام السلاح أمام المقرات الانتخابية، وحالة الاستقطاب غير المسبوقة في الشارع الأمريكي.

وليد فارس: فوز بايدن يعني العودة إلى سياسات أوباما التي تعتمد دعم جماعات الإسلام السياسي

وبالطبع تلقي الانتخابات الأمريكية بظلالها على تفكير المواطن العربي، الذي يشغله في المقام الأول مجموعة الملفات والقضايا المتقاطعة مع مصالح بلاده، وفي مقدمتها وضع جماعات الإرهاب والتطرف والعلاقة الأمريكية الإيرانية.

اقرأ أيضاً: الإخوان والانتخابات الأمريكية: وعود "مليونية" من الإخوان لبايدن

ويرى سياسيون أمريكيون تحدثوا إلى "حفريات" بشكل منفصل أنّ سياسات الرئيس ترامب تبدو أكثر تقرباً مع القضايا العربية، خاصة بعد إعلان بايدن صراحة عن دعمه لجماعة الإخوان المُصنفة إرهابية في عدة دول، وحديثه عن احتمال إحياء مشروع التقارب مع طهران الذي بدأ مع تولي أوباما الحكم بالبلاد.

إيران والإخوان.. ملفات ساخنة تحسم المنافسة

يقول السياسي الأمريكي وليد فارس المستشار السابق للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إنّ فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية يعني العودة إلى سياسات الرئيس السابق أوباما، التي تعتمد على دعم جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها الإخوان، وأيضاً عودة مساحات التفاهم والتشارك مع إيران بشأن الاتفاق النووي، الذي أقرّه أوباما ثمّ خرج منه ترامب لعدم التزام طهران ببنوده.

وأوضح فارس في تصريح لـ"حفريات" أنّ جماعة الإخوان تدعم وصول بايدن للحكم، لأنه سوف يعمل على إحيائها وعودتها إلى الشرق الأوسط، وهي السياسة نفسها التي اعتمدها أوباما في التعامل مع جماعات التطرف بشكل عام، وتدعم كلٌّ من إيران والصين أيضاً فوز بايدن، وذلك ناتج عن سياسة المصالح المشتركة التي تعتمد بالأساس على فوزه.

اقرأ أيضاً: لماذا يعتقد الناخبون المسلمون أنّ ترامب مدير جيد للاقتصاد؟

وأكد فارس أنّ ترامب أجرى تعديلات كبيرة في السياسات الأمريكية الخارجية تتناقض تماماً مع ما قام به باراك أوباما، خاصة فيما يتعلق بمشروع الشرق الأوسط الكبير، والتقارب مع دول التحالف العربي، والوقوف على محاور ثابتة وواضحة من الجماعات المتطرفة، وملف مكافحة الإرهاب، لذلك يرى أنّ مصلحة المنطقة العربية في فوز ترامب وليس العكس، لأنّ الملفات المهمّة وذات الحساسية لن تتأثر، بالعكس سيستمر ترامب بالضغط خاصة فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب والتطرف.

اقرأ أيضاً: هكذا تغذي الانتخابات الأمريكية أوهام جماعة الإخوان

وأشار فارس إلى أنّ اتفاقات السلام التي جرت مؤخراً بين الإمارات والبحرين من جهه وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، أثرت بشكل كبير على شعبية ترامب وتوجّه الشارع السياسي الأمريكي للتصويت له، خاصة أنها معاهدات تاريخية تفتح آفاقاً واسعة لتحقيق التعاون والاستقرار في الشرق الأوسط، ولم تكن متوقعة من جانب الأمريكيين.

مليون مسلم لهم حق الانتخاب.. لصالح من؟

من جانبه يقول الدكتور ماك شرقاوي الكاتب والخبير في العلاقات الدولية، المقيم بالولايات المتحدة: إنّ جماعة الإخوان المُصنفة إرهابية في أكثر من ثماني دول منها مصر، لها وجود كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عدد المسلمين ممّن يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية نحو مليون ناخب، خطب ودّهم  بايدن في خطاباته الانتخابية المختلفة، وكان منها اللقاء التلفزيوني الذي استهله بحديث عن الرسول، يقول فيه: "من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

هل يعلن بايدن إسلامه؟

ويوضح شرقاوي في حديثه مع "حفريات" أنّ بايدن تعمّد استخدام الشعارات الدينية الإسلامية لاستقطاب الناخبين المسلمين، والكشف صراحة عن سياسة الحزب الديمقراطي الداعمة بشكل كبير للإخوان وغيرهم من التيارات الإسلامية والمتطرفة أيضاً، مشيراً إلى أنّ من استمع لحديث بايدن، ظنّ أنه سيتلو الشهادتين ويُعلن إسلامه بعد انتهاء الخطاب، بسبب كثافة وتكرار استخدام المصطلحات الدينية حتى في غير سياقها.

وأكد الباحث الأمريكي من أصول مصرية أنّ الحزب الديمقراطي يدعم جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها جماعة الإخوان، وبالرغم من أنّ الإدارة الأمريكية قد وضعت أذرعاً تابعة للتنظيم، وهما حركتا "حسم ولواء الثورة" على قوائم الإرهاب الأمريكية، إلّا أنّ قرار إعلان الجماعة تنظيماً إرهابياً ما يزال محلّ دراسة، معبّراً عن اعتقاده بأنه سيكون ضمن الملفات ذات الأولوية في أجندة تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حال فوزه في الانتخابات المرتقبة بولاية ثانية.

  ماك شرقاوي: مليون مسلم ممّن يحق لهم التصويت خطب بايدن ودّهم في خطاباته المختلفة

وأوضح شرقاوي أنّ جماعة الإخوان نجحت في التسلل داخل المجتمع الأمريكي من خلال المؤسسات التعليمية والخيرية والهيئات غير الهادفة للربح، ونجحت أيضاً في تشكيل خلايا سياسة وقوى داعمة لها ولأنشطتها بمساعدة الدعم المالي والسياسي الكبير المقدم من حكومتي قطر وتركيا، مشيراً إلى تورّط جماعة الإخوان في أعمال السرقة والنهب التي حدثت في عدة ولايات أمريكية بالتزامن مع التظاهرات الغاضبة التي خرجت في أيار (مايو) الماضي اعتراضاً على مقتل جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة، مدللاً على ذلك بأنّ تلك الوقائع تطابقت مع ما نفذه عناصر الإخوان من نهب وتخريب في عدة دول عربية باستغلال الثورات والتظاهرات لتنفيذ أجندتهم.

ترامب سيصنف الإخوان تنظيماً إرهابياً

وقال شرقاوي: إنّ الإدارة الأمريكية الحالية باتت على علم وثقة بأنّ جماعة الإخوان هي تنظيم تخريبي ويمارس أعمال العنف والإرهاب وفق أجندة محددة مسبقاً، لذلك من الأرجح أن يتخذ ترامب قراراً بتصنيفها تنظيماً إرهابياً في بداية فترة ولايته الثانية.

ولفت إلى أنّ الجماعة تحاول بقوة دفع بايدن للفوز بالانتخابات لأنها تلقت منه وعداً بأنه سوف يمدّد سياسات الرئيس السابق باراك أوباما بدعم حركات الإسلام السياسي، وسوف يعمل على إحياء جماعة الإخوان، وكذلك الاعتماد على الجماعات الإسلامية كبديل للتعاون الاستراتيجي عن الأنظمة العربية، لذلك فإنّ الأمر أقرب إلى صفقة، والجماعة تلقت وعداً من بايدن بإحيائها، لذلك فهي تعمل بكلّ قوة، وتحارب من أجل وصوله إلى المنصب.

اقرأ أيضاً: هل جعل الإخوان التحشيد لانتخاب بايدن من أركان الإسلام؟

نقطة مهمّة أخرى يشير إليها شرقاوي تتعلق بالدعم المقدم من الإدارة الأمريكية إلى إيران في حال فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، وهو ما أعلن عنه الأخير نفسه في عدة لقاءات تلفزيونية أكد خلالها على عودة بلاده للتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، ورفع بعض العقوبات عنها، وتحقيق سياسة تتسم بقدر أكبر من التعاون معها، بما سيسمح بعودة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي سعت طهران لتنفيذه بالتحالف مع إدارة أوباما ما بعد عام 2011.

اقرأ أيضاً: الإخوان في أمريكا... علاقات تاريخية ومستقبل مجهول

وقد عبّر الخبير في الشؤون الدولية عن تخوف وغضب الأمريكان من المشروع السياسي الذي ينوي بايدن تنفيذه في حال فوزه بالانتخابات، وهو ما سينعكس بالخراب على السياسة الأمريكية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية