هل هناك ثقافة عربية واحدة أم مجموعة ثقافات مختلفة؟

هل هناك ثقافة عربية واحدة أم مجموعة ثقافات مختلفة؟

هل هناك ثقافة عربية واحدة أم مجموعة ثقافات مختلفة؟


30/04/2025

محمد القذافي

في سؤالنا لعدد من الكتاب العرب حول وحدة الثقافة العربية تنوعت الإجابات بشكل لافت، ما يفتح المجال للجدل المتجدد حول ملامح الثقافة العربية في وحدتها وتنوعها، وهو ما من شأنه خلق حركية مطلوبة في أرضية الثقافة العربية التي باتت تعاني من تراجع الجدل والنقاش.

وانطلقنا من سؤال: هل توجد ثقافة عربية واحدة؟ وهو الذي يجيب عنه الروائي العراقي شوقي كريم حسن “أولا، ما يجب أن نحدده علميا وسط هذا الارتباك الحاصل داخل المحيط العربي مفهوم كلمة ‘ثقافة’ التي ظلت عائمة على سطح المعارف الإنسانية دون تحديد، وستظل هكذا ما دامت المعارف تتطور وتخرج بمنتجات عقلية مغايرة، مع هذا الارتباك المفاهيمي لم تستطع المجتمعات العربية بكل ارتباكاتها الاقتصادية والسياسة والاجتماعية ردم الهوة الثقافية السائرة بسرعة صوب التشظي والانفلات”.

ويضيف “لم يعد ثمة منبع واحد للثقافة مثلما كانت في العصور العربية الأولى، التشظي اليوم بات واضحا ما دامت المجتمعات العربية قد تشظت وباتت لا ترتبط بأي من الروابط الإرثية التي كانت المحرك المعرفي لكل ما يؤسس لحياة مجتمعية عامة. لهذا خرجت الثقافة من مفهومها الجمعي العربي إلى المفهوم الفرداني المختلف حتى مع ذاته، والمتغير باستمرار وغير القادر على الثبات والتأسيس لمعارف قد تشيد مناهج لفكر ثقافي عربي جمعي”.

ثقافة واحدة

تقول الكاتبة والروائية التونسية ابتسام الخميري “إننا أمام سؤال وجودي بامتياز، هل توجد ثقافة عربية واحدة؟ أم مجموعة ثقافات مختلفة؟ ومن هذا السؤال يتشكل لدينا استفهام يروم جوابا: هل توجد ثقافة عربية؟ بمعنى أن لها لغة تميزها فنقول ثقافة عربية وثقافة أجنبية؟ أليست الثقافة إنسانية بالأساس قد شكلها الإنسان الواعي المثقف المتطور انطلاقا من جملة سلوكياته وتصرفاته التي تدل على مدى وعيه وإدراكه لما هو حوله في المجتمع الذي يعيش فيه”.

وترى أن المتأمل في المجتمعات والشعوب العربية تحديدا يلمس وجود ثقافة عربية واحدة تجمع في ما بينهم قد رسخها القدماء فتوارثها الأبناء عن الأجداد من عادات وتقاليد وموروثات. هذه الأخيرة تقاربت وتشابهت في أغلب الدول العربية بحكم تقاربها الجغرافي، إضافة إلى وحدة التاريخ والحضارات المشتركة التي تعاقبت عليها فاتحدت وتوحدت الثقافات في عدة تصرفات عرفتها المجتمعات العربية فأصبحت عرفا جاريا وقانونا تحترمه ويلزمها دونما فصول قانونية أو عقود إلزامية، ونذكر مثلا تشابه العادات والتقاليد في دول المغرب العربي في الأكلات وتقاليد الزواج وحتى تقاربها في اللهجة العربية وتقارب معانيها، كما اتفقت في عدة مستويات كالأخلاق والعقائد والفنون التي اكتسبتها الأجيال وباتت ثقافة واحدة.

وتتابع “لعل مفهوم الثقافة، بما هي جملة المعارف المكتسبة على مر الزمن وإذا كانت تستخدم أحيانا لوصف ممارسات معينة داخل مجموعة فرعية من المجتمع، يؤكد لنا أنه لا وجود لثقافات عربية مختلفة وكذلك يتأكد لنا ذلك عند معايشتنا لهذه الشعوب فنجدها تحمل ثقافة واحدة لن تشعر بغربة أو تغيير في سلوكياتك، إذ في مجملها متقاربة ومتشابهة باعتبار الثقافة هي ما ينسب إلى مجموعات البشر من آثار وقيم وعادات وأفكار تمثل أساس وجودهم الاجتماعي وتميز حياتهم في المجتمع”.

عسانا نتساءل هل يمكن أن نجد ثقافة أجنبية واحدة أم مجموعة ثقافات؟ ربما تعريف العالم إدوارد تايلور للثقافة على أنها “ذلك المفهوم الكلي الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد والقدرات التي يكتسبها الإنسان بصفته عضوا في المجتمع أو مجموعة أفراد”. (معنى الثقافة – مفهوم الثقافة) هذا التعريف يجعلنا نؤكد أن الثقافة هي إنسانية بالأساس تصب في معين البشرية ومدى تطورها الأخلاقي والإنساني فلا وجود لثقافات عربية بل هي واحدة متحدة متفقة.

ويرى الكاتب الأردني موسى إبراهيم أبورياش أن لدينا ثقافة عربية واحدة ذات ألوان مختلفة ومتنوعة، أشبه بلوحة فسيفساء جميلة، يكمن جمالها في تآلفها معا وتناسقها، مع احتفاظ كل قطعة بخصوصيتها ولونها. مضيفا “ثمة مشتركات كثيرة بين الشعوب العربية تشكل في مجملها إطارا وأرضية لثقافة عربية واحدة، ومنها: الدين واللغة والتاريخ الواحد نسبيا والتجاور الجغرافي والظروف المتقاربة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لمعظم الدول العربية، والقوميات التي تتشارك الحياة معا، بالإضافة إلى القضايا المركزية والتطلعات المستقبلية. كل هذه العوامل تؤسس لثقافة عربية واحدة، كما ينظر إليها ويدرسها ويتابعها الآخرون من الخارج”.

ويتابع “في المقابل، وإزاء المساحة الجغرافية الممتدة، والتباينات في بعض المجالات وخاصة الاقتصادية، ودرجة التفاعل مع الغرب، والحريات المتاحة، والمشكلات الحياتية، فرضت وجود ثقافات عربية فرعية لها خصوصيتها وسماتها؛ ويمكن القول بوجود ثقافة عربية مغاربية، وثقافة عربية خليجية، وثقافة عربية مصرية، وثقافة عربية لبلاد الشام، وثقافة عراقية. ولكل من هذه الثقافات اشتغالاتها الخاصة بها بالإضافة إلى اهتماماتها العربية المشتركة. وهذه الثقافات غير منفصلة ولا يمكنها ذلك، وتستمد فاعليتها من تفاعلها واشتباكها مع الثقافات العربية الأخرى. وعلينا أن نتقبل هذا الاختلاف على مائدة واحدة، فهو اختلاف يثري الثقافة العربية، ويمدها بأسباب التجدد والحيوية والتنوع والتفاعل، ويجنبها اللون الواحد والهيمنة المركزية والتكرار الممل”.

وترى الشاعرة الليبية غزالة الحريزي أن السؤال عن وجود ثقافة عربية واحدة يحتمل أكثر من جواب، وإذ اعتمدنا على التعريف القائل إن الثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات، وهي المكونات المادية والفكرية والاجتماعية والتي تعد ذات أهمية في كسب الشعور بالوحدة ومد الأفراد بالأنماط السلوكية، نصل إذن إلى نتيجة مفادها أن ثقافة المجتمع العربي هي ثقافة مستقاة من منبع واحد، وبالتالي يمكننا القول إن الثقافة العربية ثقافة واحدة.

وتضيف “إذا عدنا إلى أسس هذه الثقافة نجدها عبارة عن مزيج من الثقافات التي امتزجت في بوتقة الإسلام حين انفتح العرب على ثقافات الشعوب المجاورة والتي تعد ثقافة إبداع وابتكار حتى صارت مرجعية لثقافات العالم القديم، أثناء توسع العرب وهم يحملون لواء الإسلام وهذا التوسع أضفى على الثقافة العربية ما ميزها طيلة قرون عديدة بأن أصبحت ثقافة متعددة المصادر. وحين وقع العرب تحت سيطرة الأمم الغربية خضعت الثقافة العربية للمؤثرات الغربية”.

وتتابع “الثقافات الغربية الحديثة أثرت في المجتمعات العربية في العديد من النواحي الثقافي. كالفن والأدب والشعر الذي تحلل من الوزن والقافية، والقصة التي اختزلت في قصة قصيرة وقصيرة جدا، والومضة في الشعر والقصة، والرواية التي ضربت التابوهات وانغمست في التفاصيل تعري المسكوت عنه، ومنظومة العادات والتقاليد، كل هذه المكونات مع الثقافات المحلية تعطي بوجه عام صفة الوحدة في الثقافة العربية وتجيب بأن الثقافة العربية راسخة في المكان والزمان بشكل عام، كوحدة ثقافية عربية واحدة، فالتقارب بين الأشقاء العرب ووحدة اللغة ومنظومة الأخلاق وقواعد الفكر تمكننا من وضع إجابة بوجود ثقافة عربية واحدة بانصهار مجاميع من الثقافات العالمية والمحلية فيها، ولعل تعريف الفرنسي لاروس الذي يقول ‘إن الثقافة هي مجموعة العادات والتقاليد والقيم المجتمعية’ وإذا تفحصنا هذا التعريف نجيب بوحدة الثقافة العربية”.

ثقافات مختلفة

أما الروائية السورية نجاة عبدالصمد فتبدأ بتعريف الثقافة حسب ابن خلدون: “هي الدراية الجيدة بكل ما يتعلق بمجال ما فكرا وممارسة”، أي أن الثقافة بهذا المعنى لا تقتصر على الأدب وحده، كما لا تنحصر دائرة المثقفين بالأدباء وحدهم، إنما هي نتاجٌ عام وملكية منوعة وجماعية، تنمو بتنمية الذوق والعقل، وتتراكم وتتطور بالتعلم ثم الإبداع ويتناقلها جيلٌ عن جيلٍ عبر حاملها الأساسي: اللغة من هنا.

وتضيف “حين نُسأَل: هل الثقافة في البلدان العربية، من دون الخوض في تقييم مستواها، واحدة أم ثقافات ما دامت جميعها محمولة عبر لغةٍ واحدة هي العربية؟ أعتقدها ثقافات عديدة لا واحدة. فهي، وإن كانت تقدم منتجاتها العديدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية إلخ.. بما فيها الأدبية وسواها..) باللغة العربية، إلا أن محتوياتها ومستوياتها وآفاقها متباينة، حتى في المجتمعات الصغيرة في كل بلد، وقبل هذا اختلافها في مستوى التعليم ومنهج التفكير وأولويات الخطط بين بلد وبلد ورحلة الحضارة الشاسعة بينها. ما يجعلها متباينة بما يكفي لغياب شبه تام لثقافة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج”.

وتتابع “أما على صعيد الأدب على وجه الخصوص، فاللغة تبقى ضامنة لرابطةٍ وجدانية وطريقة تفكير يأتلف فيها الناطقون بالعربية وقراؤها، وبالتأكيد مبدعوها، حتى إنها تكاد تكون الرهان الأول على الأمل باستنهاض ثقافة عربية ربما من الممكن خلق ثقافة عربية تمثل عموم ناطقي لغة الضاد فقط إذا أتيح لها أن تنمو وسط مجتمعٍ منتِج لا مستهلك، وتصنع لنفسها هوية رافدة للثقافة الإنسانية أي أن تتخلى عن كل تعصب قومي وتؤمن بحرية الفكر، ما يعني أن تُحدث نفسها من داخلها”.

وتلفت الروائية السودانية آن الصافي إلى أن للثقافات بتنوعها في الدول الناطقة بالعربية ولنكون أكثر دقة، للناطقين بالعربية، زخما ثقافيا يتميز بتنوع كبير. كما نعلم الحضارات التي تواجدت على هذه البقعة من الأرض ضاربة في القدم وزاخرة بالتنوع والتعدد. وفي عصر الثورة الصناعية الجديدة والذي تفضل تسميته هكذا؛ فنحن في مرحلة حملت سمات الثورة الصناعية الرابعة وتفتّقت عن سمات جديدة تنبئ بالمرحلة القادمة؛ كل فرد في كوكب الأرض هذا أصبح يحمل جينات ثقافية تخصه.

وتضيف “لنعود إلى كنه الثقافة وتعريفها، هناك ما يسمى بالثقافات الأصيلة وهناك ثقافات تخص جماعات مختلطة الخلفيات الثقافية وهناك ثقافات حديثة جدا تولدت عما طرأ على حياة الإنسان في هذه الحقبة بفعل أدوات العصر والتقنيات الجديدة وأثرها في فكر ومسار المجتمعات. كذلك نشأ ما يسمى بالمدن الحاوية للثقافات المتنوعة (المدن الكوزموبوليتانية) بالإضافة إلى ما أضحت عليه آلية التنقل والترحال بسرعات ويسر عما عرفه الإنسان قبلا. إن وضعت أرضية تحتضن جميع هذه الثقافات وبدون تمييز وبما يسمى بثقافة التسامح مع حرية الفكر والحوار الهادف البناء وبحيث لا تسود ثقافات على حساب ثقافة أخرى، سيكون الأمر مثاليا ولكنه ممكن طالما هناك قوانين تحفظ للكل حقه في حياة كريمة”.

وتشدد على أن التنوع الثقافي يحسب للمدينة والدولة ويعد من أسباب القوة للمجتمع طالما وظف التواجد بشكل يحقق السلم والأمن للكل معا. قد تكون غالبية سكان الدول العربية تجمعها ذات الديانة واللغة وتقارب في الثقافات، ولكن لكل مجموعة في كل بقعة من ذات الأرض – الدولة الواحدة ثقافة تميزها. ففي السودان ثقافات تقارب الـ600 و140 لغة وجميعها تتعايش معا بكل يسر وسلام طالما لا توجد أطماع دخيلة. مجملا إذا ما وضعت آلية تحفظ لكل مواطن حقه وسخرت الدولة إمكانياتها لاحتواء التنوع بشكل راشد ستكون الثمار مفيدة بشكل مباشر مع تحقق مبدأ استدامة الثقافات بتنوعها بشكل تلقائي لكل دولة من دول إقليمنا ومن ثم تشمل جميع الدول.

ويرى أزهر جرجيس الكاتب من العراق، أن الثقافة بمفهومها البكر وما تمثله من تمظهرات اجتماعية وسلوك إنساني وعادات وتقاليد لا يمكن إلا أن تكون متعددة، والعرب بهذا المفهوم ليسوا واحدا. صحيح أننا نشترك بلغة الضاد، لكن في ما عدا ذلك لا تستطيع إدراج اثنين وعشرين شعبا تحت ثقافة موسيقية واحدة، ولائحة طعام واحدة، وسلوك وعادات واحدة.

ويتابع “فقدح الشاي المملوء في فلسطين مثلا يُثير انزعاج الضيف، لأنه يعني بنحو ما أن ‘قلبك طافح’ من ضيفك. بينما في العراق الأمر معاكس تماما وعليك الحذر، لأن نقص الشاي في القدح يعني أن ضيفك ‘ناقص’ المروءة. هذه تفصيلة صغيرة، فما بالك بالمُثل الإنسانية والقيم الكبرى والفنون والموسيقى والطبخ والأزياء وطقوس الزفاف والجنائز وغيرها؟ واضح أن كل هذا متعدد وإن تشابه قليلا هنا أو هناك. ثم حتى لغة التدوين الرسمية لم تعد واحدة كما كانت، وصرنا نقرأ قصصا وحكايات بلغات محلية لا يفهمها إلا مواطنو كاتبها”.

الفردي والجماعي

تقول الروائية المغربية زوليخا الأخضري إنه “من حيث أن مفهوم الثقافة متشعب، تشترك فيه مجموعة من السمات التي ترتبط بحياة ووجود الكائن البشري على هذه الأرض وبكيفية تعامله معها ومع مصيره فيها: بقاؤه أو فناؤه، فإن الثقافة لا يمكن إلا أن تكون متعددة. صحيح أن ثقافتنا العربية ترتكز على ركيزتين أساسيتين اللغة العربية والقرآن، مما ينحو بالكثيرين إلى تسميتها بالثقافة العربية الإسلامية، إلا أن السمة الأساسية لمفهوم الثقافة من حيث أنها عملية تراكمية سواء على مستوى الفرد من خلال تحصيله على خبرات ومعلومات وقيم وكذلك على مستوى المجتمع من حيث توارثها من جيل إلى جيل، يجعل الثقافة العربية مثلها مثل جميع الثقافات الأخرى تؤثر وتتأثر بما يحيط بها وبما سبقها من ثقافات وحضارات أمم عاصرتها أو عاشت قبلها بآلاف السنين”.

وتشير إلى أن “الثقافة العربية تمتاز بسمات روحية عاطفية ودينية تميزها عن ثقافات شعوب أخرى. وما يلاحظه المتتبع للشأن الثقافي العربي هو ربما تلك الهوة بين الفكر والسلوك بين القول والفعل. لكي تؤدي الثقافة دورها الطليعي في بناء المجتمع وتطوره عبر بناء الشخصية المتوازنة التي بفعل ثقافتها تستطيع قراءة محيطها للوصول إلى حلول منطقية لمشاكلها لا بد في نظري المتواضع أن يكون سلوك كل فرد في المجتمع مبنيا ومتشبعا بقيم الخير والحب والجمال ليجعل منها شريعته في كل خطوة يقوم بها مهما كانت صغيرة”.

ويقول الناقد والأكاديمي الجزائري سعيد موفقي إن الثقافة في مفهومها العام هي مجموعة النشاطات التي يقوم بها الإنسان فردا أو جماعة، وقد تكون موروثة أو مكتسبة أو الاثنتين معا، يشترك فيها الجميع، لكن ممارستها وأسباب ظهورها تختلف من مجتمع إلى آخر حتى ولو كانت تجمعها اللغة الواحدة والتاريخ الواحد والدين الواحد، فما بالك إذا تعددت الأديان وتعاقبت عليها الصروف والظروف كالحروب والكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات، فإن جميعها لا يمكن أن تتحد في الرؤية والمشاعر والمواجهة، فقد تكون الجغرافيا أحد الأسباب التي تجعلها تتنوع أكثر مما تتشابه إلى درجة التناقض أحيانا.

ويضيف “لعل ظاهرة الاستعمار واحد من الأسباب المباشرة أيضا في صنع هذا التشكل المعنوي والقناعات الأيديولوجية والمصالح الاقتصادية والسياسات التربوية والتنظيمية والمنهجية التي مست عمق كثير من المجتمعات العربية مشرقا ومغربا، وقد زادت من تفرقتها أكثر من لم شملها، لذا فإن التصور الثقافي للعالم العربي يبقى دوما متأرجحا في استقرار ثقافته بين هذه الأسباب وتلك، وقد يكون هناك رأي آخر في هذه التفرقة والتنوع باعتبارها سببا من أسباب التنمية والتطور والتعاون والتكامل وبرغم من ذلك تبقى لكل أمة عربية خصوصيتها التي تحدد هويتها العامة والخاصة تمس الفكر والأدب والإبداع أيضا”.

العرب




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية