هل من ترابط بين الساحات المشتعلة حول العالم؟

هل من ترابط بين الساحات المشتعلة حول العالم؟

هل من ترابط بين الساحات المشتعلة حول العالم؟


09/11/2023

جورج عيسى

أكد المحلل السياسي جورج فريدمان أن هناك نظاماً جديداً مقبلاً، لكن على عكس عملية إعادة الترتيب التي حدثت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1991، سوف تنشأ عملية إعادة الترتيب المقبلة من حروب وحروب محتملة.

وكتب فريدمان في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، أن رحى الحرب تدور في أوكرانيا منذ ما يقرب من عامين مع تلميحات إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، لكن النزاع مستمر.. إن الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل مستمرة منذ شهر تقريباً، ولعلها الحرب الأكثر مرارة وشدة التي شهدها العالم، في مكان أصبحت فيه الحرب التي لا هوادة فيها فناً.

توترات متنقلة

سمع فريدمان من شخصين يثق بهما كثيراً أن صربيا تستعد للحرب.. خاضت صربيا وكوسوفو حرباً دموية في 1998 و1999، وقد وقفت فيها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى جانب كوسوفو وشنّا حملة قصف ضد صربيا.. أمل الكاتب أن يكون هذان المصدران خاطئين، لكنه يعتقد أن هذا سيحدث وينتشر خارج منطقة البلقان.

لقد كان الصينيون يتدخلون عند أطراف الفلبين.. صرح اليابانيون علناً أنهم سيعملون على تعزيز الدفاعات الفلبينية والمساعدة من خلال إرسال سفن حربية في حال شنت الصين هجوماً، كما أعلنت اليابان أنها تعمل على زيادة التعاون مع ماليزيا.. بالإضافة إلى ذلك، تخوض الصين والهند حرباً متقطعة على الحدود، وأبلغت اليابان الهند بأنها مستعدة لتقديم دعم غير محدد.

وتتعرض الصين لضغوط اقتصادية كبيرة.. لا يعتقد الكاتب بأنها تتمتع بالقوة البحرية التي يعتقد الآخرون أنها تمتلكها، لكنها لا تزال قوة كبرى.. وبالتالي إن القرار الياباني بتحدي الصين، حتى في ظل الدعم الأمريكي، يمثل دوراً جديداً لليابان في غرب المحيط الهادئ، وهو الدور الذي قد لا تتمكن الصين من التعايش معه.. ويبدو أن تركيا تتدخل سياسياً في جميع أنحاء آسيا الوسطى، وهي منطقة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى روسيا.. وهذا يولد وضعاً يحتمل أن يكون متفجراً.

كالحرب العالمية الثانية؟

إن التوترات في جنوب شرق آسيا ومنطقة البلقان وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى ليست مرتبطة بأي شكل بارز.. وهذا ليس كالحرب العالمية الثانية حين كانت الدول مرتبطة ببعضها البعض مثل ألمانيا وإيطاليا أو الولايات المتحدة وبريطانيا.. في تلك الحالة، كان انتشار الحرب مدعوماً بالمصالح المشتركة، وفي النظام العالمي الحالي، يبدو أنه لا توجد علاقة بين الحروب المختلفة الجارية والمحتملة.

سؤال صعب

يبدو أن هذا يشير إلى أن حرباً عالمية لن تندلع، لكن من الصعب فهم لماذا يظهر أن هناك انتشاراً للصراعات الجارية والمحتملة من دون أساس مشترك.. قد يعني ذلك أنه لا شيء كبيراً يحدث فعلاً، وأن فكرة تصاعد الخلافات إلى حروب لا أساس لها من الصحة.. لكن لماذا يلوّح اليابانيون بسيفهم في حين أن الفلسطينيين والإسرائيليين في حالة حرب ودول البلقان ترتعد؟ لا يقتصر الأمر على وجود مجموعة من وقائع واحتمالات الحرب فحسب، بل إنها تحدث في الوقت نفسه أيضاً.

قد لا يكون هذا السؤال قابلاً للإجابة عليه، لكن من المرجح أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من الفسيفساء.. يشعر كثر بشكل معقول أنه يجب على الولايات المتحدة أن تشارك بشكل أكبر في الحروب، حتى لو لم تكن ذات أهمية مباشرة بالنسبة إلى الأمريكيين.. لكن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة عالمياً وأكبر اقتصاد في العالم وأعظم قوة عسكرية، وهذه العوامل تربط الولايات المتحدة بأغلبية دول العالم، سواء من خلال روابط اقتصادية أو تحالفات عسكرية.. والميزة هنا هي أن لدى الولايات المتحدة خيارات، لكن مثل بريطانيا وروما من قبلها، يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط بشكل انتقائي.

عن إشاعات الحروب

لقد سحقت الولايات المتحدة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفازت في حرب البلقان وساعدت في إنشاء إسرائيل كما ساعدت في تشكيل أوكرانيا.. عند النظر إلى قائمة الحروب والحروب المحتملة، يظهر أن الولايات المتحدة منخرطة بعمق وبطرق عدة.. وبالتالي، قد تنجر بشكل مأساوي إلى حروب من دون أن يتوفر لها الوقت الكافي للتفكير.. هذا موضوع يجب على المؤرخين أن يدرسوه.

وختم الكاتب: "الآن، يجب أن نهتم بما إذا كان صديقاي اللذان أثق بهما يملكان أي فكرة عما يتحدثان عنه.. معظم الحروب التي يشاع عنها لا تحدث أبداً".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية