هل ستحدث الانتخابات التركية المقبلة تغييرات في السياسة الخارجية؟

هل ستحدث الانتخابات التركية المقبلة تغييرات في السياسة الخارجية؟

هل ستحدث الانتخابات التركية المقبلة تغييرات في السياسة الخارجية؟


01/04/2023

إيفان ساشا شيهان

نشرت مجلة “ناشونال إنتريست” مقالةً لإيفان ساشا شيهان، عميدة كلية الشؤون العامة بجامعة بالتيمور، حول التغييرات المرتقبة في السياسة الخارجية التركية، حال فوز تحالف المعارضة في الانتخابات التركية الرئاسية.

أشارت المقالة إلى أن الانتخابات المزمع إجراؤها في 14 مايو، تُعتبر واحدة من أهم الانتخابات التركية حيث يواجه حكم الرئيس أردوغان، الذي دام عشرين عاماً، تحدياً نادراً، ما يمثل فرصة جيدة للناخبين لاستعادة الديمقراطية في بلادهم. 

وأضافت أنه إذا كان التضخم المتفشي وارتفاع تكاليف المعيشة غير كافيين لدفع الناخبين إلى الاصطفاف ضد أردوغان، فإن استجابة الحكومة الخرقاء وغير الكفؤة لزلزال 6 فبراير الكارثي لا تترك أي شك في أن السلطة المخولة لفرد واحد لا تخدم المصلحة العامة.

الجدير بالذكر أن كتلة جديدة من ستة أحزاب معارضة، بما في ذلك حزب الخير وحزب الشعب الجمهوري، قد دفعت بكمال كليجدار أوغلو ليكون مرشحها للرئاسة. فإذا فازت هذه الكتلة، فما الذي ينبغي أن تتوقعه السلطات الأمريكية والأوروبية، والقوى العظمى الأخرى، من حيث تغييرات السياسة الخارجية؟

لقد تراجعت العلاقات بين أنقرة وحلفائها الغربيين إلى أدنى مستوياتها التاريخية، مع ظهور العداء المتبادل في كل مجال من مجالات التعاون تقريباً، وغالباً ما ساءت بسبب الإيماءات غير الضرورية وغير العقلانية. لقد اتسم الكثير من النقاش حول العلاقات بضيق الأفق، واقتصر على الخلافات حول مبيعات طائرات F-16، وتوسّع الناتو، والصراع في سوريا. ومع ذلك، فهناك العديد من المصالح المتبادلة التي يمكن تعزيزها على الفور من قبل حكومة جديدة بقيادة المعارضة.

هناك مؤشرات واضحة تشير إلى أنه في حالة وصول تحالف المعارضة إلى السلطة، فإن لهجة العلاقات الدبلوماسية فيما يتصل بأوكرانيا سوف تتغيّر. كانت ميرال أكشينار، زعيمة حزب الجيد بالإضافة إلى كونها وزيرة داخلية سابقة، ونائبة رئيس البرلمان، من أوائل السياسيين الأتراك الذين استنكروا الاستفتاءات الروسية في شرق أوكرانيا.

وقد تشهد العلاقات مع الصين أيضاً بعض التغييرات. لقد استضافت أكشينار مؤخراً عمر كانات، رئيس المؤتمر العالمي للأويغور، لمناقشة كيف يمكن لتركيا المساعدة في حماية هذا المجتمع الضعيف من الاضطهاد. كما أعرب قادة المعارضة الآخرون عن اهتمامهم بحماية السكان الأويغور.

لقد أهدرت الحكومة الحالية العديد من الفرص لتطوير دور أكثر بروزاً لتركيا في المنطقة لتركيزها على المظهر أكثر من الجوهر، وتفضيلها الشعارات الشعبوية على السياسات المدروسة جيداً، والألاعيب التافهة على فن الحكم الحقيقي. إذا كانت تركيا تريد بالفعل سياسة “تصفير المشكلات” مع جيرانها، فإنها تحتاج إلى حكومة تعامل الجيران بحسن نيّة، ولا تسعى إلى استغلال الظروف لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، وضد مصالح شعبها.

وقد أدركت أكشينار وحزب الجيد، في برنامجهما الانتخابي، أهمية استعادة ما كان في السابق يمثل مجموعة برجماتية من العلاقات متعددة الأطراف مع حلفاء تركيا. هذا لا يعني أن جميع الخلافات ستزول بين عشية وضحاها، لكنه يعني أن فرص التعاون ستتوسّع بشكلٍ كبير، ما يساهم في استقرار وازدهار تركيا والمنطقة وخارجها.

 لهذه الأسباب، تجب مراقبة هذه الانتخابات عن كثب. وقد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة للناخبين الأتراك للسعي إلى تمثيل حقيقي في قيادتهم.

عن "ناشونال أنتريست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية