هل توقف "قمة العقبة" التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني؟

هل توقف "قمة العقبة" التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني؟

هل توقف "قمة العقبة" التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني؟


27/02/2023

أعلنت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية عن التزام مشترك لاتخاذ خطوات فورية؛ بهدف إنهاء تصاعد أعمال العنف.

 ووفقاً للبيان الختامي لقمة العقبة التي جرت أمس، اتفق جميع المشاركين على دعم خطوات لبناء الثقة والعمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم.

 وذكر البيان الختامي للقمة "أنّ الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) أكدا التزامهما بجميع الاتفاقيات السابقة المعقودة بينهما، وبالعمل على تحقيق سلام عادل ودائم، وأنّهما "أعادا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف".

 واتفقت الأطراف الـ (5) المشاركة في الاجتماع وهي: فلسطين وإسرائيل وأمريكا والأردن ومصر، على اللقاء لإجراء مزيد من المباحثات في مدينة شرم الشيخ المصرية الشهر المقبل، وفق ما نقلت وكالة "بي بي سي".

 وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الذي حضر القمة: إنّه "يرحب" بالالتزامات التي قطعها الجانبان، مضيفاً أنّ هناك حاجة إلى مزيد من العمل في الأشهر المقبلة "لبناء مستقبل مستقر ومزدهر للإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍّ سواء"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

البيان الختامي: الجانبان (الفلسطيني والإسرائيلي) أكدا التزامهما بجميع الاتفاقيات السابقة المعقودة بينهما

هذا، وقدّم الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الشكر للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على عقد "الاجتماع التاريخي" بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العقبة، مشيراً إلى الجهود المبذولة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتهيئة الظروف لنجاح الاجتماع.

 من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي: إنّ اجتماع العقبة، الذي جمع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين سياسيين وأمنيين، بحضور أردني وأمريكي ومصري، هو أول انخراط سياسي من نوعه منذ أعوام، وأكد التزاماً فلسطينياً- إسرائيلياً باحترام جميع الاتفاقيات السابقة، والعمل على خفض التصعيد، والعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل.

مسؤولون إسرائيليون ينفون تجميد بناء المستوطنات بناء على تفاهمات قمة العقبة، ويؤكدون أنّه لا يوجد أيّ تغيير في السياسة الإسرائيلية

 

 وأضاف الصفدي، في تصريح نقلته صحيفة "الغد" الأردنية، أنّ بيان العقبة الذي أصدره المشاركون بعد اللقاء احتوى التزامات مهمّة ستؤدي، إن طُبّقت، إلى خفض التصعيد والتقدم نحو انخراط سياسي أشمل، لافتاً إلى أنّ اجتماع العقبة أطلق عملية سياسية ستلتئم مرة أخرى خلال شهر في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية الشقيقة لمتابعة المفاوضات المكثفة والمباشرة التي شهدها اجتماع العقبة والبناء على مخرجاته.

 وحول الحضور، أكد القيادي في حركة "فتح" منير الجاغوب لـ "عربي21" أنّ الوفد الفلسطيني المشارك في قمة العقبة يضم: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، وهو وزير الشؤون المدنية، ورئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية ماجد فرج، وأحمد الخالدي المستشار السياسي للرئيس، والمتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.

 وبحسب قناة "كان" الإسرائيلية، فإنّ رئيس أركان الاحتلال تساحي هنيغفي ناب عن بنيامين نتنياهو بالحضور، كما أنّه سيحضر رئيس الشاباك رونان بار، ومنسق الحكومة في الأراضي المحتلة غسان عليان، ومدير وزارة الخارجية رونين ليفي.

 هذا، وبررت السلطة الفلسطينية مشاركتها في قمة العقبة إلى جانب قيادات أمنية إسرائيلية.

الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية تعلنان عن التزام مشترك لاتخاذ خطوات فورية؛ بهدف إنهاء تصاعد أعمال العنف

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان رسمي نقلته أمس وكالة "وفا" الفلسطينية: إنّ الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال هذا الاجتماع سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد إقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

 وأضافت الرئاسة أنّ "الوفد الفلسطيني سيشدد على ضرورة وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، تمهيداً لخلق أفق سياسي يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولاً إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقه بالحرية والاستقلال".

 بدورها، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانات تندد بمشاركة السلطة في قمة العقبة، وتصف ذلك بـ "الخيانة".

الفصائل المسلحة تعبّر عن رفضها لمشاركة السلطة الفلسطينية في قمّة العقبة التي تمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني

 

 وتعليقاً على القمة، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية: "نتابع مؤتمر القمة، وندرك أنّ الانتفاضة المتصاعدة في الضفة (الغربية) شكّلت أزمة ومأزقاً للعدو، وهو غير قادر على مواجهتها".

 وأردف: "لذا تهرع الإدارة الأمريكية إلى الضغط على الأطراف لإنقاذ العدو من مأزقه...، لن تتأثر المقاومة بنتائج هذه القمة، وستواصل العمل والتحرك والصمود"، وفق ما نقل موقع شبكة "قدس".

 وقال المتحدث باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع: "نرفض مشاركة السلطة باجتماع العقبة الذي يمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد شعبنا، وعليها عدم الارتهان للوعود الأمريكية والإسرائيلية التي ثبت فشلها، ونؤكد أنّ شعبنا ليس أمامه سوى خيار المقاومة وتصعيدها...، على السلطة الانحياز لشعبها، والتوقف عن ملاحقة المقاومين بالضفة".

وقالت حركة "الجهاد الإسلامي": إنّها "تدين هذا المؤتمر، وتدين مشاركة السلطة فيه، وتعتبر هذا المؤتمر والمشاركة فيه غطاءً لإطلاق يد الصهاينة في الضفة، وتوسيع وشرعنة الاستيطان وهدم البيوت الفلسطينية".

الرئاسة الفلسطينية: الوفد المشارك في القمة سيعيد التأكيد على التزام الدولة بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال

 وعن مخاطر هذه القمة، أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أنّ "قمة العقبة تمثل حالة الانسلاخ للأنظمة العربية عن شعوبها وبالذات السلطة، التي أصبح حالها كحال أيّ نظام عربي يخدم الاحتلال ويعمل لحمايته، همها الأكبر الحفاظ على الكرسي".

 وأوضح، في تصريح صحفي، أنّ "هدف هذه القمة الأساس هو التآمر على طموحات الشعب الفلسطيني، وعلى القيادة الجديدة التي بدأت تتشكل لشعبنا بالمقاومة في كل فلسطين المحتلة، مع العمل على تغييب دور الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال".

 ونبّه الهدمي إلى أنّ "خطورة هذه القمة هي في دعم السلطة التي أثبتت أنّ كل ما تزعمه من مواقف وطنية من وقف التنسيق الأمني أو تجميد الاعتراف بالاحتلال وغيرها من التصريحات المكررة كثيراً، لم نجد لها أثراً على الأرض، وذلك من أجل إبعاد شعبنا عن التخلص من الاحتلال".

الصفدي: بيان العقبة الذي أصدره المشاركون بعد اللقاء احتوى التزامات مهمّة ستؤدي، إن طبقت، إلى خفض التصعيد والتقدم نحو انخراط سياسي أشمل

 

 بالمقابل، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في أول تعليق له على اجتماع العقبة الأمني: إنّ "ما حصل في الأردن سيبقى في الأردن".

 وأضاف، في تغريدة نشرها عبر حسابه أمس على "تويتر": ما حصل في الأردن (إذا حصل) سيبقى في الأردن"، دون تفاصيل أخرى.

 ولم يوضح إيتمار بن غفير، وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، الهدف من تصريحاته، لكنّ تعليق بناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، ووقف المصادقة على البؤر الاستيطانية، يتعارض مع مطالبه المكثفة وضغطه على الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الاستيطان.

 ومن الجانب ذاته، نفى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي موافقة تل أبيب على تجميد البناء في المستوطنات لمدة (4) أشهر بناء على تفاهمات قمة العقبة، وأكد أنّه "لا يوجد أيّ تغيير في السياسة الإسرائيلية".

 وأضاف أنّه خلال الأشهر القادمة ستقوم إسرائيل بتشريع (9) بؤر استيطانية، وستصادق على بناء (9500) وحدة سكنية في المستوطنات بالضفة الغربية، مشدداً على أنّه "لا يوجد تجميد أيّ بناء ولا أيّ تغيير على الوضع الراهن في الحرم القدسي، ولا توجد قيود على نشاط الجيش الإسرائيلي".

لم يوضح إيتمار بن غفير، وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، الهدف من تصريحاته

 وفي السياق، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في أعقاب اجتماع العقبة أمس، أنّه "لن يكون هناك تجميد للبناء والتطوير في المستوطنات".

 وأضاف سموتريتش، في تصريح أوردته شبكة الحرة: "ليس لديّ أدنى فكرة عمّا تحدثوا عنه، أو لم يتحدثوا عنه، في العقبة الأردنية. سمعت عن هذا المؤتمر غير الضروري من وسائل الإعلام، لكنّني أعرف شيئاً واحداً: لن يكون هناك تجميد للبناء والتطوير في المستوطنات، ولا حتى ليوم واحد (هذا من اختصاصي)".

 يشار إلى أنّ قمة العقبة جاءت بعد اعتداء القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين في نابلس نتج عنه استشهاد (11) شهيداً، إضافة إلى إعلان حكومة الاحتلال عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة، كما جاءت في اليوم ذاته الذي شنّ فيه المستوطنون أكبر هجماتهم على عدة قرى في نابلس، وأحرقوا مئات المنازل والسيارات والمزارع.

مواضيع ذات صلة:

هل يترجّل أبو مازن عن كرسي الرئاسة الفلسطينية؟

القوى السياسية الفلسطينية متمزقة داخل "إسرائيل" وفي الضفة والقطاع

هل سيكون العام الجديد الأسوأ على الفلسطينيين؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية