هل تنجح خطة إخراج المرتزقة من ليبيا في كسر التحديات؟

هل تنجح خطة إخراج المرتزقة من ليبيا في كسر التحديات؟


02/11/2021


شدّد اجتماع اللجنة العسكرية الليبية الذي عُقد في القاهرة على مدار يومين، خلال الأسبوع الأخير من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على ضرورة إخراج جميع المرتزقة من الأراضي الليبية والبدء الفوري في تفكيك جميع الميليشيات المسلحة، تمهيداً لإجراء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

 

محمد الزبيدي: أبرز تحديات إخراج المرتزقة يتمثل في عدم وجود أورواق رسمية لهم، ولا توجد جهة حكومية أو رسمية مشاركة في عملية الإخراج لديها معلومات دقيقة بأعدادهم أو أسمائهم

 

وبالرغم من تكثيف الدعوات الإقليمية والدولية واتفاق دول الجوار (السودان، تشاد، النيجر)، الذي تم خلال الأسبوع الماضي أثناء اجتماع لجنة (5+5) بالقاهرة، برعاية الأمم المتحدة، لتنفيذ خطة سحب المرتزقة وفق جدول زمني محدد إلا أنّ الصعوبات والتحديات لاتزال تهدد بنسف كافة تلك الجهود خاصة في ظل استمرار المحاولات من جانب تركيا وحلفائها في الداخل من تنظيم الإخوان في حشد المرتزقة والميليشيات لعرقلة المسار السياسي، على حد وصف مراقبين.

وتسارع القوى الإقليمية والأممية الزمن من أجل البدء في عملية إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل كخطوة أولى في خريطة الطريق الأممية التي تستهدف تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا كمحور أساسي لحل الأزمة المتفاقمة منذ سنوات.

ومن جانبها جددت مصر دعوتها لتسريع تنفيذ خطة إخراج المرتزقة من البلاد، وأكد وزير الخارجية سامح شكري، خلال لقائه مع المبعوث الأممى يان كوبيش، الأهمية البالغة التى توليها مصر لخروج كل القوات الأجنبية، فضلًا عن المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وما يُمثله ذلك التواجد الأجنبى من تهديد واضح للسيادة الليبية، إضافة إلى تأثيره المُباشر على أمن دول الجوار الليبي والاستقرار الإقليمي.

 

أحمد جمعة: ملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب الأمل الوحيد لجماعة الإخوان للإبقاء على هذه العناصر لمساعدة ميليشيات وتشكيلات الإخوان في إفشال المشهد السياسي والتشويش على العملية السياسية

 

وكانت مصادر ليبية من داخل اللجنة العسكرية المشتركة، تحدثت عن بدء تنفيذ خطة خروج المرتزقة من البلاد خلال الشهر المقبل، فيما وصلت الفعة الأولى من المراقبين الدوليين المشرفين على العملية وفق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو.

تحديات تواجه اللجنة

ويفسر المراقبون عدداً من التحديات تواجه عملية إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، أبرزها وفق أستاذ القانون الدولي الليبي الدكتور محمد الزبيدي يتمثل في عدم وجود أورواق رسمية للمرتزقة، ولا توجد جهة حكومية أو رسمية مشاركة في عملية الإخراج لديها معلومات دقيقة بأعدادهم أو أسمائهم لأنهم دخلوا البلاد وقت الأزمة وبطرق غير شرعية عن طريق التسهيلات التي قدمها لهم قيادات الميليشيات، فضلاً عن الدعم الإقليمي من الدول التي وظفتهم.

وفي تصريح لـ"حفريات" يرى الزبيدي أنّ عملية خروج المرتزقة من البلاد قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تكون أمراً سهلاً خاصة أنّ الوقت قصير جداً، متبق على موعدها نحو شهر، مشيراً في الوقت ذاته إلى التحركات التي تقوم بها جماعة الإخوان بدعم من تركيا لعرقلة المسار السياسي في البلاد؛ لأن تنفيذ الانتخابات في موعدها سيؤدي لخروجها من المشهد بشكل كامل بعد تآكل شعبيتها تماماً.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: "تبرعات الموتى" تفضح حركة النهضة ومخططات جديدة في ليبيا

ويرى الزبيدي أنّ المخرجات المتعلقة بالمسار العسكري، إلى حدّ ما، حقق قدراً من التقدم في مسار الأزمة الليبية بفضل التفاهمات ما بين العسكريين الليبيين حول ضرورة إخراج المرتزقة من البلاد بشكل نهائي والقضاء على الإرهاب وجميع العناصر المسلحة، لكن في المقابل عادة ما تصطدم النتائج بصخرة الميليشيات التي رفضت تنفيذها على أرض الواقع، بدعم من قوى خارجية.

اقرأ أيضاً: آخر أوراق إخوان ليبيا لعرقلة المسار السياسي

ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إنّ الإصرار على خروج جميع المرتزقة يتم تفسيره على أنه عقبة أمام الانتخابات، وإنّ انسحاب 20 % من المرتزقة قبل الانتخابات سيكون عامل ثقة، وإنّ خروج المرتزقة ملف معقد ولن يحصل في يوم واحد.

وأردفت وزيرة الخارجية الليبية، في تصريحات على هامش اجتماع القاهرة، أنّ خروج المرتزقة دون خطة واضحة قد يؤدي إلى عواقب سلبية، كما يجب الاستفادة من تجربة أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية.

وفي مقابل الجهود التي تستهدف خروج المرتزقة، تعمل تركيا ودول أخرى فضلاً عن جماعة الإخوان، على حشد المليشيات في الداخل الليبي لعرقلة المسار السياسي والإبقاء على التواجد العسكري التركي في الدخل لخدمة مصالح اقتصادية وسياسية لأنقرة.

ورقة في يد الإخوان

ويرى الباحث المصري المختص في الشأن الليبي أحمد جمعة أنّ ملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية هو الأمل الوحيد لجماعة الإخوان للإبقاء على هذه العناصر لمساعدة ميليشيات وتشكيلات الإخوان في إفشال المشهد السياسي والتشويش على العملية السياسية وإبقاء الوضع كما هو عليه وتتحرك اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" لحسم ملف المرتزقة والقوات الأجنبية من خلال الاتفاق على آلية محددة وجدول زمني لسحب المرتزقة الأفارقة المنتمين لدول النيجر وتشاد والسودان وبحث العوائق التي تواجههم كي تعمل اللجنة على تسهيل ومراقبة عملية انسحابهم.

وكان جمعة قال في تصريح لـ"حفريات" إنّ الحل في ليبيا يتمثل بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن وعدم تأخير تلك الاستحقاقات وإلا ستدخل ليبيا النفق المظلم بسبب سلوك الميليشيات المسلحة والمرتزقة والقوات الأجنبية، وهو ما سيؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في ليبيا بشكل خاص ودول الساحل والصحراء بشكل عام، لذا يجب العمل بشكل قوي بين كافة الأطراف المؤثرة لقطع الطريق على أي طرف لديه رغبة في عرقلة الاستحقاقات الانتخابية أو الإبقاء على المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب الذين يشكلون قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في وجه الجميع.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية