هل تطيح رحلة تسوق عائلية إلى إسطنبول برئيس برلمان إيران؟

هل تطيح رحلة تسوق عائلية إلى إسطنبول برئيس برلمان إيران؟


21/04/2022

طالب عدد من أعضاء البرلمان الإيراني رئيس المجلس محمد باقر قاليباف، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، بالاستقالة من منصبه بعد فضيحة سفر زوجته وابنته وصهره إلى إسطنبول، في حين يرزح أكثر من نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر ولا يستطيعون تأمين حاجاتهم اليومية.

ومنذ أسبوع، جرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي تداول مكثف لصور زوجة قاليباف وابنته وصهره ومرافقيهم الأمنيين في مطار إسطنبول الدولي، لدى عودتهم من التسوق في تركيا، ومعهم الكثير من الحقائب والبضائع.

عدد من أعضاء البرلمان الإيراني يطالبون قاليباف بالاستقالة من منصبه، بعد فضيحة سفر زوجته وابنته وصهره إلى إسطنبول

وأثارت الصور ضجة وردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل؛ ممّا اضطر إلياس نجل قاليباف بالاعتراف بأنّ والدته وشقيقته سافرتا إلى إسطنبول لشراء ملابس لحفيد قاليباف المرتقبة ولادته قريباً، دون علم والده، وأقرّ إلياس بأنّ الحادثة كانت خطأ كبيراً، واعتذر بالنيابة عن العائلة.

ورئيس البرلمان أحد كبار شخصيات التيار الأصولي، ويعتبر أنّ التقشف وحياة الزهد من المبادئ الأساسية.

وكان قاليباف قد انتقد بشدة استيراد لوازم المولود وملابس الأطفال من الخارج خلال مناظرة انتخابات عام 2016.

وقال قاليباف في المناظرة: "وزير التربية والتعليم (في حكومة روحاني) يأتي بملابس الأطفال من إيطاليا، والشعب يعتقد أنّ اقتصادنا سيكون على ما يرام... أبداً"، بحسب ما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال".

تداول مكثف عبر مواقع التواصل لصور زوجة قاليباف وابنته وصهره ومرافقيهم الأمنيين في مطار إسطنبول الدولي لدى عودتهم من التسوق في تركيا

وكان قاليباف قد خسر انتخابات عام 2005 بسبب ارتدائه طقماً من ماركة فرنسية يصل سعره إلى (15) ألف يورو، وقد برّر قاليباف، الذي كان يشغل منصب رئيس الشرطة، موقفه بأنّه اشترى الطقم في تنزيلات بسعر مغرٍ جداً، وأنّه لم يتصور أنّه من الممكن أن يثير غضب الجماهير المحافظة.

يأتي ذلك بينما أمرت وزارة الرياضة الإيرانية بإقفال نادٍ رياضي فاخر، افتتح قبل أسبوع، بعد أن انتشرت صور لرياضيين أوروبيين كبار شاركوا في الافتتاح.

وأعلن أحد مساعدي وزير الرياضة أنّ رخصة النادي صدرت باسم ابن أحد كبار ضباط الحرس الثوري المقرّبين من قاليباف، ويُعتبر إلياس قاليباف أحد الشركاء المالكين له.

ويشعر الإيرانيون الذين يرزح نصفهم تحت خط الفقر بالغضب من أنّ أبناء كبار ضباط الحرس الثوري، الذي ينتمي قاليباف وأكثر من 70% من نواب مجلس الشورى الإسلامي الحالي إليهم، وأبناء بعض الشخصيات السياسية يتباهون بالثروات التي جمعتها عائلاتهم وشراء سيارات غالية الثمن ونشر صور عن أسفارهم إلى الخارج، فيما تعيش عائلاتهم في قصور تابعة لعائلة الشاه السابق وحاشيته التي صودرت مع بداية الثورة ووزعت على "قادة الثوار" بأسعار زهيدة.

إلياس قاليباف يعترف بالحادثة، ويؤكد أنّ ذهابهم إلى تركيا للتسوق كان خطأ كبيراً، واعتذر بالنيابة عن العائلة

ومن المعروف مثلاً أنّ الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني اشترى في بداية الثورة قصر أسد الله علم (رئيس الديوان الملكي السابق) بسعر يصل إلى (9) آلاف دولار أمريكي فقط وبالأقساط، في حين أنّ سعر الأرض المشيّد عليها القصر وحدها يصل إلى أكثر من مليار دولار.

وفيما بعد عندما أصبح رفسنجاني رئيساً قام بضمّ القصر التابع للملكة فرح بهلوي إلى ممتلكاته، وقد توفي في مسبح هذا القصر.

ويعيش الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في قصر مساحته تزيد على (20) ألف متر مربع، كان قد اشتراه بسعر (20) ألف دولار بالتقسيط، في حين المتر المربع من البيت العادي في المنطقة التي يعيش فيها يصل إلى (10) آلاف دولار تقريباً.

وأحد أسباب شعبية الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أنّه رفض أن يعيش في القصور المصادرة، والرئيس الحالي إبراهيم رئيسي يحاول أيضاً السير على خطا أحمدي نجاد لكسب شعبية تؤهله لأن يكون خليفة المرشد مستقبلاً.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية