هل تطيح الثورة الإيرانية بحزب الله اللبناني؟

هل تطيح الثورة الإيرانية بحزب الله اللبناني؟

هل تطيح الثورة الإيرانية بحزب الله اللبناني؟


08/01/2023

عمّقت الثورة الشعبية الإيرانية الأزمة الاقتصادية لحزب الله الذي بدأت تظهر عليه مشاكل نقص التمويل جليّاً، عبر توقفه عن تقديم الحوافز لقادته وللمقاتلين، وتوقفه أيضاً عن استقدام بضائع تموينية إيرانية لمنتسبيه، بالإضافة إلى تعليق برامج مساعدات في مناطق هيمنته في لبنان.

ووفق ما نقلت قناة الجديد اللبنانية، فإنّ حزب الله توقف عن تخصيص بطاقة "سجاد" لعائلات عناصره وذويهم حصراً، التي قام بتوزيعها منذ عام 2021 كجزء من مخصصات اجتماعية يوفرها الحزب للبيئة التي يتمتع فيها بنفوذ سياسي، تسمح لحامليها بشراء مواد غذائية بأسعار أقلّ من 60% تقريباً عمّا هو معروض في السوق اللبنانية.

وبعد ما يقارب العامين على تجربة حزب الله، أكدت مصادر مطلعة على هذا الملف، نقلت عنها مواقع لبنانية، أنّ هذه البطاقات وصلت إلى حائط مسدود.

وقد عجز حزب الله اليوم عن استجلاب المواد الغذائية والزيوت والشاي من إيران، بسبب الاحتجاجات المستمرة والأزمة الاقتصادية الأخيرة وحاجة طهران إلى العملة الصعبة.

وفي السياق، أكد متابعون لقناة "إيران إنترناشيونال" أنّ انعكاسات الاحتجاجات الإيرانية بدأت تظهر في لبنان، وأنّ حزب الله سيفقد القدرة على الوقوف على قدميه، لأنّه يعاني أصلاً من أوضاع غير مستقرة في الداخل اللبناني، فيما تتعالى الأصوات الشيعية التي كانت داعمة له في الفترة الأخيرة.

عمّقت الثورة الشعبية الإيرانية الأزمة الاقتصادية لحزب الله الذي بدأت تظهر عليه مشاكل نقص التمويل جليّاً

علامات أزمة العقوبات بدأت بالظهور داخل "حزب الله" من خلال خطوات "تقشّفية" طالت مقاتليه الذين يعانون حالة، هي نفسها حالة الشعب اللبناني، من ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية.

ووفق ما نقل موقع النشرة اللبناني، فقد خفض حزب الله رواتب عناصره وقادته والجنود الاحتياط لديه بنحو 30%، كما خفض رواتب عائلات قتلاه، وخفض أيضاً من نفقاته العسكرية، وجمّد الكثير من برامجه الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى وقف كلّي تقريباً لبرامج علاج جرحاه الذين أصيبوا في الحروب في سوريا واليمن.

حزب الله توقف عن تخصيص بطاقة "سجاد" لعائلات عناصره وذويهم التي تسمح لحامليها بشراء مواد غذائية بأسعار أقلّ من السوق

كما طالت الإجراءات مؤسسات إعلامية تابعة للحزب، كتلفزيون "المنار" وإذاعة "النور"، ووصلت الأزمة المالية خلال الأشهر الماضية إلى اقتطاع أكثر من نصف رواتب الذين يعملون فيها، منذ بداية فرض العقوبات الأمريكية على إيران، وهذا يعكس الأزمة الحقيقية التي تمرّ بها تلك المؤسسات في الوقت الراهن، والتي أدت إلى إثارة البلبلة والتململ واستقالة بعض العاملين فيها، وفق ما نقلت شبكة العربية.

هذا، وبدأ حزب الله بالتخطيط لاعتماد سبل جديدة لتأمين الميزانية تحسباً لوقفها بشكل كلّي من إيران، التي تعاني الأمرين؛ بسبب الثورة الشعبية منذ أكثر من (3) أشهر.

فإلى جانب تجارة المخدرات والأسلحة، يحاول حزب الله اللعب على وتر الإسلام عبر توظيف لجان زكاة لجمع الأموال دعماً للمقاومة، وقد ترأست هذا التوجه "هيئة دعم المقاومة" التي تمارس أعمالها في مناطق نفوذ الحزب وفي المخيمات الفلسطينية وفي مناطق الدروز والمسيحيين، حسبما رصدت شبكة إيران إنسايدر الإخبارية.

حزب الله يخفض رواتب مقاتليه ورواتب عائلات قتلاه، ويخفض نفقاته العسكرية، ويجمد برامجه الاجتماعية، ويوقف برامج علاج جرحاه الذين أصيبوا في الحروب

وقد تجنّب الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله التطرق إلى ما يجري في إيران من احتجاجات الشارع التي تتوسع يوماً بعد يوم، ويواجهها النظام الإيراني بمزيد من القمع والدماء، وذلك في خطابه الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي بمناسبة مرور (3) أعوام على مقتل قائد "قوة القدس" في "الحرس الثوري" قاسم سليماني ونائب قائد "الحشد الشعبي" في العراق أبو مهدي المهندس بطائرة أمريكية مسيّرة في مطار بغداد.

ووفق لشبكة الإندبندنت، فإنّ لهذا التجاهل، للمرة الثانية، دلالاته؛ وأهمها أنّ تلك الثورة الشعبية باتت تسبب اهتزاز الشعور بالقوة لدى أذرع "حرس الثورة" في الإقليم، وأنّ القوة الداعمة لهم طوال الأعوام الماضية أمست بشكل جدي في مهب الريح ومهددة بالسقوط.

وقد تعاطى نصر الله في خطاباته مع الاحتجاجات في إيران باستخفاف، وروّج لضحايا النظام من رجال الأمن وقوات الباسيج على اعتبار أنّهم شهداء، رغم أنّه الجلاد، والقتلى الذي يلاحَقون هم محتجون سلميون يطالبون بأقلّ حقوقهم، بينما أثبتت الأحداث أنّ حجمها وتوسعها كبير جدّاً.

ومن تبعات الاحتجاجات التي ظهرت على حزب الله أيضاً أنّ بعض مسؤولي "الحزب" أصبحوا يترددون على طهران في إطار الأعمال الاستثمارية أو الزيارات التجارية بشكل سرّي، دون الإعلان عن زياراتهم كما كانوا يفعلون سابقاً، نظراً إلى أنّ جزءاً واسعاً من الشعب الإيراني يعاني الجوع والفقر جرّاء الأزمة الاقتصادية، ويحمّل حزب الله مسؤولية جزء من الأزمة، لهذا يمكن أن يكون قادة الحزب الذين كانوا يعيثون فساداً في إيران يحاولون الاختباء والتخفي عند زيارتها.

حزب الله يقتطع نصف رواتب العاملين في مؤسساته الإعلامية، كتلفزيون "المنار"، وإذاعة "النور"

وكان آلاف المحتجين قد هتفوا في الكثير من المدن الإيرانية ضد زعيم ميليشيات حزب الله اللبناني حسن نصر الله، قائلين: "سید حسن نصر الله... سنقتلك يا وقح".

يُذكر أنّ تقارير إعلامية أكدت أنّ عناصر من "حزب الله" اللبناني و"الحشد الشعبي" العراقي يساعدون قوات الباسيج الإيرانية في قمع الاحتجاجات الشعبية.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في 17 تشرين الأول (أكتوبر) عن "مصادر مطلعة" أنّ هذه المعلومات موثقة عبر تسجيلات مصورة لرجال ينطقون بالعربية وهم يضربون المتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات التي انتشرت في مختلف أرجاء إيران، بما في ذلك العاصمة طهران.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية