هل تراجعت تركيا عن إشعال الصدام مع اليونان؟

قالت وسائل إعلام يونانية إنّ تركيا تراجعت وسحبت سفناً حربية، وسارعت إلى حذف "تغريدة دعائية" كانت نشرتها السفارة التركية في الولايات المتحدة، وذكرت فيها أنّ سفينة المسح السيزمي التركية "أوروتش رئيس" بدأت التنقيب في منطقة تقول اليونان إنها تابعة لجرفها القاري، وذلك غداة صدام كلامي بين أنقرة وأثينا على خلفية تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وكانت تركيا قد أعلنت الأسبوع الماضي عن نيتها التنقيب بوسائل تكنولوجية حديثة عن الغاز في المتوسط، ما استدعى استنفاراً للجيش اليوناني، إذ يقع النطاق الذي حددته تركيا ضمن نفوذ اليونان، في ظلّ صراع بين الدولتين لسنوات على إحدى الجزر.

تركيا أعلنت الأسبوع الماضي عن نيتها التنقيب بوسائل تكنولوجية حديثة عن الغاز في المتوسط، ما استدعى استنفاراً للجيش اليوناني

وقالت صحيفة يونانية، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية"، إنّ تركيا سحبت سفناً حربية، كان من المفترض أن ترافق سفينة التنقيب، "بعد ردّ فعلي قوي من اليونان".

وتدخل تركيا في صدامات على جبهات متعددة، فبخلاف اليونان، تتورّط في ليبيا وفي منطقة القوقاز، وفي سوريا، ويعبّر التراجع التركي عن رغبة في تهدئة الأجواء لفترة، غير أنّه من غير المتوقع أن تتخلى تركيا عن أطماعها التوسعية في المنطقة.

إلى ذلك، شنّت اليونان هجوماً حاداً، ردّاً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال بعد تأدية أول صلاة في مسجد آيا صوفيا الجمعة الماضية: إنّ أهداف تلك الدول، التي أحدثت الكثير من الضجيج في الأيام الماضية، ليست آيا صوفيا أو شرق البحر الأبيض المتوسط، هم (يستهدفون) وجود الأمّة التركية والمسلمين ذاته في هذه المنطقة، بحسب أحوال تركية.

وردّت وزارة الخارجية اليونانية ببيان قالت فيه: "إنّ مجتمع القرن الحادي والعشرين الدولي لمذهول أمام التشتّت الديني والقومي المتعصّب الذي تبديه تركيا اليوم".

وفي رسالة وجّهها رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بمناسبة مرور 46 عاماً على استعادة الديمقراطية في البلاد، وصف تركيا بأنّها "مثيرة للقلاقل"، واعتبر تحويل آيا صوفيا إلى مسجد "استهانة بحضارة القرن الحادي والعشرين".